دشَّنت روسيا الفرقاطة "أدميرال أميلكو" من المشروع 22350، والمعروفة أيضًا باسم فئة "غورشكوف" نسبةً إلى السفينة الأولى، في حوض بناء السفن سيفيرنايا في سانت بطرسبرغ.
وأعلن القائد العام للبحرية الروسية عن استمرار البرنامج وتحقيق المزيد من الإنجازات خلال السنوات المقبلة.
تُعد الأدميرال أميلكو السفينة الخامسة في هذه السلسلة، وهي الفئة الوحيدة من السفن القتالية التي طُوّرت وأُنتجت بالكامل في روسيا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي.
وُضعت عارضة الفرقاطة في أبريل 2019، ويجري تجهيزها حاليًّا على الماء، ومن المتوقع أن تدخل الخدمة بحلول نهاية عام 2027.
وكانت شركة سيفيرنايا قد وقّعت في عام 2020 عقدًا لبناء فرقاطتين إضافيتين من نفس الفئة.
وخلال الحفل، صرّح قائد البحرية الروسية الأدميرال ألكسندر مويسيف قائلاً: "نخطط لوضع عارضة سفينتين على الأقل من هذه الفئة بحلول عام 2026، أي العام المقبل".
إلى جانب أميلكو، يجري العمل على ثلاث فرقاطات أخرى من الفئة نفسها هي: الأدميرال تشيتشاغوف، والأدميرال يوماشيف، والأدميرال سبيريدونوف.
وتشير التقارير إلى أن يوماشيف وسبيريدونوف سيتم استكمالهما بنسخة مُعدّلة أكثر قوة في التسليح، حيث سيُزودان بمنصات إطلاق 3S-14 UKSK ذات 32 خلية لصواريخ "أونيكس"، و"تسيركون"، وصواريخ "كاليبر"، بدلاً من النسخة السابقة ذات 16 خلية.
وخلال الفعالية، ظهرت دلائل على أن أميلكو ستكون أول فرقاطة يتم تجهيزها بالنسخة المُعدلة.
وتطرق الأدميرال مويسيف أيضًا إلى مشروع 22350M قيد التطوير منذ سنوات، موضحًا أنه مخصص للعمل في مناطق المحيطات البعيدة.
وأكد أن المتطلبات الفنية أُعدت من قِبل البحرية ويجري تنفيذها من قِبل المصممين في مراحلها النهائية، على أن يبدأ البناء فور اكتمال التصميم. ومن المنتظر أن تكون الفرقاطات الجديدة أكبر حجمًا وأكثر تسليحًا من فئة غورشكوف، بعد أن كان المشروع قد عُلّق عام 2020 لأسباب مالية.
يُذكر أن مكتب SPKB في سانت بطرسبرغ هو مبتكر مشروع الفرقاطة 22350، وهو مكتب عُرف منذ الحقبة السوفيتية بتصميم السفن السطحية الكبيرة، وتبقى هذه الفئة حتى الآن الوحيدة المدمجة مع صواريخ "تسيركون" الأسرع من الصوت.
ويرى كوركودينوف، مدير مركز التحليل والتنبؤ السياسي الدولي، أن تدشين الفرقاطة أدميرال أميلكو ليس مجرد حدث روتيني بل نقلة نوعية، إذ إن دمج صواريخ "زيركون" التي تتجاوز سرعتها ماخ 8 يمنح البحرية الروسية قدرة ردع استراتيجية، حيث يمكن حتى لعدد محدود من هذه السفن تهديد مجموعات حاملات الطائرات الغربية، مما يُجبر الخصوم على مراجعة عقائدهم وزيادة إنفاقهم الدفاعي.
وأوضح "كوركودينوف"، في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز"، إن الحرب البحرية الحديثة لم تعد تعتمد على كثرة السفن بل على أنظمة الشبكات والدقة العالية.
وأشار إلى أن الفرقاطات الجديدة تحمل ترسانة صاروخية متنوعة تشمل "كاليبر"، و"أونيكس"، و"زيركون"، وتفرض مناطق حرمان A2/AD واسعة تمنع حرية مناورة العدو.
وأضاف "كوركودينوف" أنه بفضل رادارات متطورة وأنظمة ربط بالأقمار الصناعية والطائرات المسيّرة، تتحول هذه السفن إلى عقد شبكية قادرة على التنسيق الفوري؛ كما أن استقلاليتها الكبيرة ودعمها اللوجستي عبر موانئ حليفة مثل سوريا وفيتنام يمنحها القدرة على تنفيذ مهام طويلة المدى بشكل منتظم.
وأكد "كوركودينوف" أن العقوبات الغربية، بدلًا من أن تُعطل المشروع، دفعت روسيا نحو "الاستقلال التكنولوجي"؛ فبعد أن كانت السفن الأولى تعتمد على محركات أوكرانية، أصبحت جميع المكونات روسية بالكامل.
ولفت إلى أن المشروع قد حفّز مئات الصناعات المرتبطة من المعادن المتقدمة إلى الإلكترونيات وأنظمة التسليح، وأسهم في تحديث أحواض بناء السفن وإدخال تقنيات التصميم الرقمي.
وأفاد بأنه وضع أساسًا لصناعة متسلسلة ومستدامة للسفن العسكرية، مانحًا روسيا قدرة مستقلة على تطوير وإنتاج جيل جديد من القطع البحرية، بالإضافة إلى جذب الكفاءات الشابة إلى هذا القطاع.