كشف تحقيق أجرته صحيفة "واشنطن بوست" أن الحكومة الأمريكية قدمت 63 نوعًا من الأسلحة، تم الاستيلاء عليها من المسلحين في باكستان، للقوات الأفغانية خلال الحرب الأمريكية التي استمرت 20 عامًا.
وقالت الصحيفة إن الأسلحة الأمريكية المستمدة من حرب أفغانستان التي استمرت 20 عامًا تمنح المسلحين الباكستانيين ميزةً قاتلة.
وأشارت إلى أنه بعد عقدٍ من التقدم ضد المسلحين، تُكافح باكستان الآن لاحتواء حركات تمرد متعددة تُغذّيها جزئيًا الأسلحة الأمريكية.
وأردفت: "بعد هجوم القطار الذي شنه مسلحون بلوش في 11 مارس/آذار، والذي أودى بحياة 26 شخصًا على الأقل، قدّم مسؤولون باكستانيون أرقامًا تسلسلية لثلاث بنادق أمريكية يُزعم أن المهاجمين استخدموها؛ اثنتان على الأقل من هذه البنادق جاءتا من مخازن أمريكية وسُلّمتا للقوات الأفغانية، وفقًا لسجلات حصلت عليها الصحيفة بموجب قانون حرية المعلومات".
وذكرت أنه انتهى المطاف بالعديد من هذه الأسلحة عبر الحدود في باكستان، في أسواق الأسلحة، وفي أيدي المتمردين، ما يُظهر كيف أن عواقب الحرب الأمريكية الفاشلة لا تزال تتردد أصداؤها بعد سنوات من سقوط كابول في أيدي طالبان.
وبعد عقد من التقدم ضد المتشددين، تكافح باكستان الآن لاحتواء التمردات المتعددة، من المتشددين في الشمال إلى الانفصاليين البلوش في الجنوب الغربي، والتي تغذيها جزئيا الأسلحة الأمريكية.
ونقلت الصحيفة عن مسلحين وتجار أسلحة ومسؤولين حكوميين أن بنادق هجومية ورشاشات ونظارات رؤية ليلية أمريكية، كان من المفترض في الأصل أن تساعد في استقرار أفغانستان، تستخدمها الآن حركة طالبان الباكستانية وجماعات أخرى لإثارة الفوضى في جميع أنحاء باكستان المسلحة نوويًا.
وأشارت إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هدد بقطع المساعدات الأمريكية المُعلّقة لأفغانستان بشكل دائم ما لم تُعِد طالبان المعدات العسكرية الأمريكية.
وقال ترامب خلال أول اجتماع لمجلس الوزراء في فبراير/شباط: "لقد تركنا وراءنا معدات بالمليارات، بل عشرات المليارات من الدولارات؛ جميعها من الطراز الرفيع؛ وأعتقد أننا يجب أن نستعيد الكثير من تلك المعدات".
وعلى الرغم من أن تصريحات الرئيس ترامب أعادت إحياء الأمل في إسلام آباد بأن الولايات المتحدة ستتحرك بحزم أكبر لكشف مصير معداتها العسكرية المفقودة، لكن معظم المسؤولين يعتقدون أن الوقت فات بالفعل لوقف تدفق الأسلحة غير المشروعة.
ولفتت الصحيفة، وفقًا لتقرير صادر عن المفتش العام الخاص لإعادة إعمار أفغانستان، إلى أنه عندما سيطرت طالبان على أفغانستان في أغسطس/آب 2021، كانت هناك معدات عسكرية أمريكية بقيمة تزيد على 7 مليارات دولار لا تزال موجودة في البلاد.
وفي حين قدر مكتب المفتش العام لإعادة إعمار أفغانستان أن أكثر من ربع مليون بندقية تُركت وراءها، وهو ما يكفي لتسليح سلاح مشاة البحرية الأمريكي بأكمله، بالإضافة إلى ما يقرب من 18 ألف نظارة للرؤية الليلية، والتي يمكن أن تُجهز الفرقة 82 المحمولة جواً التابعة للجيش.
وأكد تحقيق الصحيفة أن النظارات التي يرتديها المتمردون تُقوّض المزايا التكنولوجية للجيوش الحديثة، التي تستخدم أشعة الليزر تحت الحمراء والأضواء الوامضة لتنسيق الهجمات وتتبع القوات الصديقة؛ حيث أن هذه الأجهزة غير مرئية للعين المجردة ولكنها مُضاءة بالرؤية الليلية.