الجيش الإسرائيلي: استعدنا خلال "عربات جدعون" 10 جثامين لإسرائيليين كانوا محتجزين في غزة
قال تقرير لموقع "ذا هيل" الأمريكي، إن الشكوك في واشنطن تتزايد حول مكانة مديرة الاستخبارات الوطنية الأمريكية، تولسي غابارد، داخل إدارة الرئيس دونالد ترامب، في ظل تجاهل متكرر لتقديراتها بشأن الملف النووي الإيراني.
ورغم أن غابارد كانت أحد أبرز المدافعين عن ترامب خلال حملته الانتخابية، إلا أن مؤشرات عدة تفيد بأنها باتت مهمشة في دائرة صنع القرار، خاصة مع اندلاع الأزمة المتفجرة بين واشنطن وطهران، واعتماد الرئيس بشكل أكبر على شخصيات أخرى أكثر تشددًا.
وأوضح أحد حلفاء ترامب أن ترشيح الرئيس لغابارد لمنصب مدير الاستخبارات، مكافأة على دعمها لترامب خلال انتخابات عام 2024 ودفاعها الشرس عنه.
وحظي مقطع فيديو نشرته غابارد على حسابها الشخصي على منصة "إكس" عقب زيارتها لهيروشيما، المدينة اليابانية التي ألقت فيها الولايات المتحدة قنبلة ذرية قرب نهاية الحرب العالمية الثانية، باهتمام كبير في عالم ترامب.
في مقطع الفيديو، الذي تجاوزت مدته ثلاث دقائق تُفصّل غابارد العواقب الوخيمة للحرب النووية، وتتهم "النخبة السياسية ومُحبي الحرب" بـ"إثارة الخوف والتوترات بين القوى النووية بإهمال".
ورأى البعض أن غابارد استبقت رسالة البيت الأبيض بشأن إيران وإسرائيل عندما نشرت الفيديو.
من جهته، رفض مكتب غابارد بشدة أي تلميح إلى وجود انقسام.
ووصفت السكرتيرة الصحفية لغابارد، أوليفيا كولمان، هذه التقارير بأنها "إعادة إنتاج كسولة لقصة إخبارية كاذبة" نفاها البيت الأبيض ونائب الرئيس جي دي فانس.
لكن هناك أيضًا تساؤلات من البعض في الكونغرس حول دور غابارد، فقد كان من المقرر أن تظهر مديرة الاستخبارات أمام قادة لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ هذا الأسبوع، لكنها ألغت حضورها فجأة.
وقال نائب رئيس اللجنة، السيناتور مارك وارنر (ديمقراطي من فرجينيا)، إنه "لا يعلم شيئًا عن سياستنا الحالية تجاه إيران سوى الفوضى".
لكنه قدّم أيضًا بعض الدعم لغابارد ولمعلوماتها الاستخباراتية، متسائلًا عمَّ إذا كان ترامب يستمع إليها بما فيه الكفاية؟.
وأوضح وارنر: "أود أن أقول هذا، لم يطرأ أي تغيير على المعلومات الاستخباراتية عما قالته غابارد في مارس/ آذار الماضي، وهو أنه لا يوجد دليل على أن إيران قد تتجه نحو امتلاك سلاح نووي، وأن الرئيس قد يتخذ إجراءً دون استشارة أحد.. لقد رأينا كيف يحدث هذا في الحروب التي لا تنتهي في الشرق الأوسط.. ومرة أخرى، لا أعلم ما خطته، وما خطتنا".
وقال: "إذا أراد هذا الرئيس تجاهل أجهزة الاستخبارات تمامًا، فنحن نلعب في منطقة خطرة، وهذه تحديدًا هي الطريقة التي أوصلتنا إلى العراق".
وحضرت غابارد اجتماعات الأسبوع الماضي في غرفة العمليات، لكن بحسب التقارير، اعتمد ترامب بشكل أكبر على نصائح مسؤولين، مثل: وزير الخارجية ماركو روبيو، ومدير وكالة المخابرات المركزية جون راتكليف، ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال دان كين.
وقبل اندلاع الأزمة الأخيرة بين إسرائيل وإيران بوقتٍ طويل، انتقدت غابارد ترامب خلال ولايته الأولى لانسحابه من الاتفاق النووي الإيراني واغتياله لجنرالٍ كبير.
ومع أن مقطع الفيديو الأخير لم يُشر إلى المسألة، إلا أن البعض في البيت الأبيض اعتبره خروجًا عن السياق، وهي سمة تزعج الرئيس.
بدوره، صرح السيناتور الديمقراطي، مارك كيلي، بأنه في حين أن موقف غابارد المناهض للتدخل قد يختلف عن موقف ترامب بشأن الحرب الإيرانية الإسرائيلية، إلا أن نمط غابارد في منصبها يتمثل في تجميع المعلومات الاستخباراتية بما يتناسب مع صلاحيات البيت الأبيض بدلًا من معارضة الرئيس.
وقال: "غابارد تميل إلى إيجاد الإجابة، ثم تسعى جاهدةً لإيجاد الأدلة التي تدعم إجابتها، وهذا عكس ما ينبغي القيام به لتحليل قضايا الأمن القومي. يجب عليك أن تبدأ بالمعلومات الاستخباراتية ثم تحاول الوصول إلى الاستنتاج. غابارد تصل إلى الاستنتاج أولًا ثم تحاول التوصل إلى الأدلة التي تدعم استنتاجها. وهذا ليس في صالح هذا الرئيس أو أي رئيس آخر".
وصرح مسؤول في الإدارة بأن من واجب غابارد تزويد ترامب بمعلومات استخباراتية دقيقة، وفي الوقت المناسب، وقابلة للتنفيذ، وأنها ستواصل القيام بذلك.
من جهته، تجنب البيت الأبيض أي تلميح إلى أن ترامب فقد ثقته بأي عضو من فريقه للأمن القومي، وهي تصريحات تأتي وسط تقارير تفيد بأن وزير الدفاع، بيت هيغسيث، لم يلعب دورًا رئيسًا في رسم خطة الرد.
وبحسب بيان لمدير الاتصالات في البيت الأبيض، ستيفن تشيونغ، فإن "مساعي وسائل الإعلام التقليدية لزرع الانقسام الداخلي هي تشتيت لن يُجدي نفعًا. الرئيس ترامب يثق ثقةً تامةً بفريقه الأمني الوطني الاستثنائي بأكمله".