أثار إعلان الهند إطلاق اسم "عملية سندور" في هجومها الصاروخي على جارتها باكستان، ليل الثلاثاء، جدلاً واسعاً، وسط تساؤلات عن دلالة إطلاق ذلك الاسم على عملية عسكرية والرسائل التي رغبت نيودلهي بتوجييها.
ويعرف "السندور" في الهند بأنه مسحوق أحمر و برتقالي عادة ما يكون موجوداً في علبة صغيرة في أي معبد، يستخدم ضمن إقامة الصلاة من أجل الزواج، يضعه العريس على رأس زوجته في مفرق الشعر، وتتوقف المرأة عن وضعه إذا أصبحت أرملة.
ولا يقتصر استخدام "السندور" على النساء المتزوجات فقط، بل يستخدمه الرجال والفتيان والفتيات والأطفال الصغار، فأثناء زيارتهم للمعبد يقوم الكاهن بوضع نقطة من هذا المسحوق على رأسهم.
ويُصنع السندور من مسحوق الكركم وبعض قطرات الليمون أو من بودرة الرصاص، وكانت أحياناً السيدات تقوم بإعداده في المنزل من الخلطات الطبيعية، ويمكن أن تشتريه النساء من الأسواق.
ويتمتع "السندور" بمزايا صحية، وفق الثقافة الهندية، فهو مكون من الكركم والليمون وكبريتيد الزئبق، ويحتوي مضادات للالتهابات ومضادات الأكسدة. لذلك، عند وضعه على فروة الرأس فإنه يعطي تأثيراً مهدئًا فوريًا، ويخفف الصداع الناتج عن التوتر أو الحرارة.
ويُسهم في تحسين الصحة العقلية والعاطفية والجسدية، ويمتد تأثيره إلى تخفيف التوتر وصولًا إلى تحسين التركيز وحتى تعزيز الرغبة الجنسية، بحسب ما أورده موقع "thehealthsite".
ويساعد أيضاً في الحفاظ على نشاط الدماغ، وبخلاف ذلك يساعد الزئبق أيضًا في السيطرة على ضغط الدم، ويحسن الحالة النفسية ويعزز الطاقة الجسدية، لذلك تبذل المرأة كل جهد ممكن لجلب السعادة والرخاء في منزلها بوضعه.
ووفقًا لعلم التنجيم الهندوسي، فإن وضع "السندور" في مفرق الشعر يجلب الحظ الجيد، ويجذب الطاقة الكونية، فيمنح الزوجين الرخاء والصحة الجيدة.
في الثقافة الهندية، "السندور" لا يرمز فقط للزواج، بل يمثل أيضاً الارتباط والامتلاك، وهو ما يضفي على التسمية بعداً آخر، قد يكون أكثر ارتباطاً بالهجوم الهندي على باكستان.
ويعتبر "السندور" طقساً يربط المرأة بتراثها الثقافي، وينمّي هذا الارتباط شعوراً بالانتماء والهوية، وكلاهما أساسي للصحة النفسية.
وتتيح هذه الممارسات للمرأة التأمل في أدوارها داخل أسرتها ومجتمعها، مما يُعمّق فهمها لهويتها الثقافية.
ويعزز هذا التأمل الذاتي تقدير الذات كما أنه يساهم بشكل إيجابي في تحسين الصحة النفسية للأفراد، وفق ما أورده الموقع المذكور.
تقول صحيفة "إنديا توداي" إن "اختيار اسم السندور يعكس رسالة الهند الإنسانية والبطولية" التي أرادت توجيهها للعالم.
وتضيف أن "السندور علامةٌ تُميّز النساء الهندوسيات المتزوجات، وإشارةٌ إلى مذبحة باهالغام في 22 أبريل/ نيسان، حيث استُهدف الرجال، بمن فيهم المتزوجون حديثًا، على أساس دينهم، وقُتلوا على يد الإرهابيين".
وتتابع الصحيفة: "استهدف إرهابيون مدعومون من باكستان رجالاً هندوساً وأطلقوا النار عليهم من مسافة قريبة بمنتجع في "باهالغام" يرتاده المتزوجون حديثاً".
وبحسب الصحيفة، "كانت هيمانشي ناروال، التي تزوجت لمدة 6 أيام فقط، راكعة بجانب جثة زوجها، ضابط البحرية الملازم فيناي ناروال، هي التي أصبحت وجه المأساة".
و"بعد أيام ظهرت هيمانشي وهي تؤدي تحية زوجها، ولكن من دون (السندور) الذي يوضع على جباه النساء الهندوسيات المتزوجات"، وفق الصحيفة الهندية.
وأردفت: "لم تكن الوحشية وحدها هي التي صدمت الأمة، في حين عززت الوجوه الشابة للنساء عزم الهند. تم تحميل النساء رسالة من المهاجمين. وتم الرد على هذه الرسالة بالنار والغضب، والرسالة هي عملية سندور".
