في أعقاب موجة الرسوم الجمركية التي شهدها هذا الأسبوع، وتصاعد المواجهة مع الصين، يدرس الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، خطوات للتعامل مع التصعيد الصيني، متوعّداً بكين بـ "أمر رائع" وهو ما يشبه القول "ضربة قاضية".
ورفع ترامب رسومه الجمركية على السلع الصينية إلى 145% بعد أن فرضت الصين ضرائب انتقامية بنسبة 84% على الواردات من الولايات المتحدة.
وبينما أدى تعليقه لمدة 90 يوماً للرسوم الجمركية الأخرى إلى ارتفاع سوق الأسهم يوم الأربعاء، لا تزال الدول تواجه ضريبة استيراد أساسية بنسبة 10% بدلاً من المعدلات الأعلى التي أُعلن عنها في 2 أبريل الجاري.
وقال ترامب في اجتماع مجلس الوزراء يوم الخميس: "ستكون هناك تكاليف انتقالية ومشاكل انتقالية. لكن في النهاية، سيكون الأمر رائعاً"، وفق ما ذكرته وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية.
وقال كيفن هاسيت، مدير المجلس الاقتصادي الوطني للبيت الأبيض، إن الخطوة التالية ستكون تحديد ما يريده ترامب بالضبط من المفاوضات.
وأضاف: "لدينا اجتماع، اليوم، مع جميع كبار المسؤولين، حيث سنقدم للرئيس قائمة بأولوياته المتوقعة. وأنا متأكد من أنه، كما تعلمون، ستكون لديه أفكاره الخاصة حول كيفية تحريك الأمور".
لكن لوري والاش، مديرة برنامج إعادة التفكير في التجارة في مشروع الحريات الاقتصادية الأمريكية، ترى أن على ترامب أن يكون أكثر صراحة بشأن ما يريده من محادثات التجارة والرسوم الجمركية.
واعتبرت والاش أنه "في غياب الشفافية بشأن ما يُطلب، قد نصل إلى أسوأ النتائج على الإطلاق، وهي مجموعة من صفقات المصالح الخاصة السيئة، والضرر الاقتصادي الناجم عن عدم اليقين بشأن الرسوم الجمركية، وغياب إعادة التوازن التجاري، والقدرة التصنيعية الأمريكية، ووظائف السلع".
ويحذّر خبراء الاقتصاد من أن الحرب التجارية مع الصين قد تسبّبب معاناة متبادلة.
وترى إدارة ترامب أن الصين تنتهك معايير التجارة الأساسية من خلال دعمها لمصنعيها، ومصادرة حقوق الملكية الفكرية من منافسيها العالميين، وقمع أجور عمالها، والتلاعب بعملتها.
وأوضح البيت الأبيض أن الرسوم الجمركية البالغة 125% التي أعلنها ترامب يوم الأربعاء على الصين كانت في الواقع 145%، بعد أن أُضيفت إليها رسوم الفنتانيل السابقة البالغة 20%.
وتُظهر بيانات مكتب الإحصاء أن الولايات المتحدة سجلت عجزاً تجارياً بقيمة 295 مليار دولار العام الماضي مع الصين.
ولأن المستهلكين والشركات الأمريكية من كبار عملاء المُصنّعين الصينيين، قال بيسنت إن ذلك يمنح الولايات المتحدة أفضلية في إلحاق الضرر باقتصادها من خلال الرسوم الجمركية. وبالطبع، أمضت الصين أيضاً عدة سنوات في الاستعداد لحرب تجارية.
أعرب ترامب في اجتماع حكومته عن أمله في التوصل إلى اتفاق مع الصين، رغم أنه لم يُفصّل ما يسعى إليه. وقال:"حسناً، سنرى ما سيحدث مع الصين. أودّ لو أتمكن من التوصل إلى اتفاق".
ويعتقد "ون دونغ تشانغ"، الخبير الاقتصادي في جامعة كورنيل، أن الاقتصاد الصيني قد يتضرر بشدة من جراء تداعيات الحرب التجارية على الناتج المحلي الإجمالي مقارنة بالولايات المتحدة.
لكنه استدرك: "من المرجح أن يُصرّ على موقفه"، بفضل الدعم الشعبي الداخلي والقدرة على زيادة الاستهلاك المحلي للسلع التي قد لا تُصدّر إلى الولايات المتحدة.
