في مشهد سياسي متوتر يعكس عمق الخلافات بين واشنطن وكييف، يجد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي نفسه في مواجهة ضغوط متزايدة من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، التي تلمّح علنًا إلى ضرورة رحيله.
فبعد مشادة كلامية حادة بين الزعيمين داخل البيت الأبيض، باتت التساؤلات تُطرح حول مستقبل زيلينسكي، وما إذا كان قادرًا على الصمود في وجه العاصفة السياسية التي تهدد بإزاحته من المشهد.
زيلينسكي، الذي لم يخلع بدلته العسكرية منذ بدء الحرب، أكد أن استبداله لن يكون سهلاً، مشيرًا إلى أن أي محاولة لاستبعاده تتطلب أكثر من مجرد انتخابات. وفي المقابل، صعّدت واشنطن لهجتها، حيث اعتبر مستشار الأمن القومي الأمريكي أن أوكرانيا بحاجة إلى قائد جديد قادر على التفاوض وإنهاء الحرب.
لكن هل ينجح زيلينسكي في تجاوز العاصفة السياسية، أم أن الضغوط الأميركية والدولية ستدفعه إلى الخروج من المشهد لصالح قيادة جديدة أكثر مرونة تجاه موسكو؟
وأكد الخبراء، أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينكسي قد يواجه سيناريوهين بعد اللقاء العاصف الذي جمعهما في البيت الأبيض، أحدهما سياسي، يتعلق باحتمالية سحب الولايات المتحدة شرعيته وتطالب بانتخابات جديدة، والثاني وقف الدعم العسكري والمالي، وإجبار أوكرانيا على الاستسلام خلال شهرين، مع تقاسم النفوذ بين ترامب وبوتين.
وأوضح الخبراء، أن الرئيس الأوكراني أخطأ بزيارته للبيت الأبيض، ما أدى إلى انقسام سياسي حول موقف واشنطن، إلا أن الغرب سيبقي على زيلينسكي حتى تحقيق مكاسب اقتصادية، قبل التخلي عنه.
وقال محمود الأفندي، المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية، إن مصير الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بعد توبيخ ترامب له، قد يسير وفق أحد سيناريوهين. الأول سياسي، حيث قد تقوم الولايات المتحدة بنزع الشرعية عنه والمطالبة بانتخابات جديدة، نظرًا لانتهاء ولايته فعليًا في مارس 2024.
وأشار الأفندي في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز" إلى أن الدستور الأوكراني ينص على انتقال السلطة إلى البرلمان في حال فقدان الرئيس لشرعيته، وأن الرئيس الجديد في هذه الحالة سيكون مواليًا لواشنطن، ما سيعزز سيطرة الولايات المتحدة على ما تبقى من أوكرانيا.
وعن السيناريو الثاني، قال، إنه يتمثل في وقف المساعدات العسكرية والمالية بالكامل، مما سيؤدي إلى استسلام أوكرانيا خلال شهرين على الأكثر، ليتم بعدها تقاسم النفوذ بين ترامب وبوتين عبر صفقات استثمارية مشتركة.
واعتبر الأفندي أن زيلينسكي انتهى سياسيًا، خاصة بعد تراجع الضمانات التي كان يسعى للحصول عليها من واشنطن لحماية حياته وعائلته وثروته، مؤكدًا أن الولايات المتحدة لن تقبل بإعادة العلاقات مع كييف، مما يعني نهاية مستقبله السياسي.
من جانبه، رأى المحلل السياسي والخبير في الشؤون الأوروبية، كارزان حميد، أن المشادة الكلامية بين ترامب وزيلينسكي أدت إلى انقسام بين السياسيين والدبلوماسيين بين مؤيد ومعارض لتصرفات الإدارة الأميركية تجاه الرئيس الأوكراني.
وأضاف حميد، في تصريحات لـ"إرم نيوز" أن زيلينسكي أخطأ التقدير عندما قرر زيارة واشنطن، حيث لم يكن يمتلك أدوات ضغط كافية لتحقيق أهدافه من الاتفاق الإطاري، خاصة وأن هناك أصواتًا داخل الكونغرس، وخاصة السيناتور ليندسي غراهام، طالبت زيلينسكي بالاستقالة لإعادة الأمور إلى نصابها.
وأكد أن مستقبل زيلينسكي لا تحدده كييف وحدها، بل تتحكم فيه قوى خارجية، مثل لندن، التي سبق وأن دفعت أوكرانيا لمواصلة الحرب بدلًا من التفاوض مع موسكو عام 2022. وأوضح أن الغرب قد يبقي زيلينسكي في منصبه حتى تحقيق مكاسب اقتصادية من خلال صفقات قروض ضخمة، قبل التخلي عنه لاحقًا.
أما على المستوى الميداني، فتوقع حميد تصعيدًا في القتال، مشيرًا إلى أن الجيش الأوكراني قد يكون على وشك استنفاد موارده بالكامل إذا توقفت المساعدات العسكرية الأميركية، مما قد يدفع أوكرانيا إلى انهيار تام.