logo
العالم

قبيل مفاوضات مرتقبة.. موسكو وكييف تتسابقان لكسب "أوراق الضغط"

قبيل مفاوضات مرتقبة.. موسكو وكييف تتسابقان لكسب "أوراق الضغط"
جنود أوكرانيونالمصدر: رويترز
14 يناير 2025، 9:34 ص

تحتدم المعارك بين روسيا  وأوكرانيا لكسب "أوراق ضغط" قبيل مفاوضات مرتقبة يتوقع أن تجري فور تولي الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب سلطاته في 20 يناير كانون الثاني الجاري.

أخبار ذات علاقة

جنديان أوكرانيان يطلقان مسيرة FPV

روسيا تعلن تدمير 14 طائرة مسيرة في مقاطعة روستوف

 ويرى مراقبون أن الحرب الروسية الأوكرانية تسير في اتجاه مغاير لما تخطط له الدول الأوروبية، بعد نجاح موسكو في التوغل داخل بلدات الشرق الأوكراني بشكل مكثف منذ مطلع العام الجاري.

ونجحت القوات الروسية في مواصلة الزحف نحو شرق كييف بعد تمكن وحدات من تجمع الجنوب من السيطرة على قريتين في منطقة دونيتسك، التي تقع على بعد 10 كيلومترات جنوب غربي مدينة كوراخوفي التي تشكل معقلا رئيسا للقوات الأوكرانية.

وكشف الجيش الروسي أن قواته نجحت في السيطرة على مدينة كالينوفي الواقعة بمنطقة خاركيف بشمال شرق كييف، والتي شهدت الأسابيع الماضية مواجهات عنيفة بين الطرفين، وتحديدا على ضفاف نهر أوسكيل.

وحاول الجيش الروسي مرات عدة خلال الأشهر الماضية عبور نهر أوسكيل الذي يمر عبر مدينة كوبيانسك ذات الأهمية العسكرية، دون تحقيق اختراقات كبيرة، وذلك بالتزامن مع مواصلة الهجمات والقصف الليلي بطائرات مسيرة.

ونقلت وكالة "تاس" الروسية للأنباء، الاثنين، عن وزارة الدفاع القول إن القوات الروسية سيطرت على بلدة بيشان في منطقة  شرقي أوكرانيا، التي تضم منجما رئيسا لاستخراج الفحم بالقرب من بوكروفسك، توقف إنتاجه بسبب المعارك.

ومن ناحيتها، تسعى القوات الأوكرانية إلى الحفاظ على مكتسباتها العسكرية داخل  كورسك الروسية.

وكشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن التنافس بين روسيا وأوكرانيا على كورسك يحتدم قبيل تولي الرئيس الأمريكي المنتخب منصبه، ووصفت معاركهما هناك بأنها "عنيفة".

وذكرت الصحيفة الأمريكية أن تركيز أوكرانيا المستمر على كورسك يظهر مدى اعتقاد كييف بأهمية الاحتفاظ بالأراضي الروسية، خاصة إذا دفع ترامب الجانبين إلى طاولة المفاوضات.

ومع استمرار المعارك، كشف الخبراء في تصريحات لـ"إرم نيوز"، آخر التطورات الميدانية في الصراع بين موسكو وكييف، بعد سيطرة القوات الروسية على الكثير من المناطق في الشرق الأوكراني.

وقال ديميتري بريجع، مدير وحدة الدراسات الروسية في مركز الدراسات العربية الأوراسية، إن روسيا تسيطر الآن على مزيد من الأراضي في شرق أوكرانيا ونلاحظ تقدما ملحوظا على جبهات القتال وإن كان بطيئا، وعلى الجانب الآخر تحتفظ أوكرانيا بورقة كورسك الروسية كنوع من الضغط على روسيا في حال المفاوضات.

وذكر بريجع أن من يسيطر على مزيد من الأراضي هو الذي سيربح في تلك المفاوضات، مؤكدا أن روسيا لها اليد الطولى في تلك الحرب.

وأوضح أن الأيام المقبلة مع تولي ترامب رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية سوف تكون حاسمة إما لإنهاء الحرب أو لمزيد من التصعيد.

وأضاف أن التفاهمات بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي دونالد ترامب سوف تحدد مستقبل الصراع بين روسيا والغرب، مشيرا إلى أن ملف الاقتصاد سيكون حاضرا بقوة على تلك المفاوضات خاصة في ما يتعلق برفع العقوبات عن روسيا والأموال المجمدة.

وأشار بريجع إلى أن الولايات المتحدة قد تحصل على صفقة اقتصادية مع روسيا للاستفادة من ثرواتها التعدينية مقابل رفع العقوبات وعودة العلاقات بين واشنطن وموسكو.

وأكد أن الرئيس ترامب سيكون له تأثير كبير على الكونغرس الأمريكي في هذا الشأن خاصة المتعلق بالسياسة الخارجية.

وتوقع بريجع عودة العلاقات بين روسيا وأمريكا على غرار فترة التسعينيات أيام الرئيس الروسي بوريس يلتسن، وقال "قد تكون هناك مزيد من الملفات الاقتصادية والتعاون بين الجانبين الروسي والأمريكي".

من جانبه، قال الدكتور نبيل رشوان، المحلل السياسي الخبير في الشؤون الروسية، إن مؤشرات الوضع الميداني للحرب الروسية الأوكرانية تؤكد أن روسيا تقدمت بشكل كبير في المقاطعات الأربع في شرق أوكرانيا التي تشمل دونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزابوروجيا.

وأضاف أنه في المقابل لا تزال أوكرانيا تسيطر على مساحة تقريبية تصل إلى 40 بالمئة من مقاطعة كورسك الروسية التي تعتبر الورقة الوحيدة في يد الجيش الأوكراني حتى الآن.

وأكد رشوان أن الجيشين الروسي والأوكراني تعرضا لحالة استنزاف كبيرة بسبب طول أمد الحرب التي تقارب إنهاء عامها الثالث في فبراير شباط المقبل.

وأوضح أن الجانبين يترقبان تنصيب ترامب في 20 يناير الجاري، وكل طرف يعول على ما في يده من أوراق ضغط في حال الجلوس على مائدة المفاوضات.

وشدد على أن موقف روسيا قوي وأنها تعتبر منتصرة في المعركة، وفق قوله، أما أوكرانيا فقد فقدت مساحة كبيرة من أراضيها.

أخبار ذات علاقة

الأمين العام لحلف الناتو مارك روته

أمين عام "الناتو": أوكرانيا غير جاهزة لمفاوضات سلام مع روسيا

 وذكر رشوان أن خطة ترامب لإنهاء الصراع تقوم على تنازل أوكرانيا عن الأراضي التي احتلتها في روسيا مقابل حصول كييف على ضمانات أمنية ومساعدات مالية لإعادة الإعمار.

وأكد في الوقت ذاته أن روسيا لن تقبل بأي ضمانات تتعلق بانضمام أوكرانيا لحلف  الناتو في المستقبل القريب.

وأشار المحلل السياسي إلى أن المفاوضات قد تستغرق وقتا طويلا للتوصل إلى تفهمات مشتركة خاصة أن أوروبا شريك أساسي في تلك الحرب وسيكون لها موقف من المفاوضات.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC