لا تزال أنشطة أوكرانيا في أفريقيا تثير قلق العديد من دول القارة، بعد تأكيد تعاون كييف مع الإطار الإستراتيجي للأزواد في شمال مالي، الأمر الذي يشير إلى أن الشراكة بين الجانبين أصبحت تشكل تهديدا لأمن منطقة الساحل، وهو ما لم يغب عن أعمال المؤتمر الروسي الأفريقي في سوتشي.
وعقد المؤتمر في يومي 9 و10 نوفمبر الجاري، بحضور أكثر من 1500 مشارك من بينهم وزراء خارجية وتعليم وتنمية واقتصاد وتكنولوجيا وصناعة وصحة وغيرها، من أنغولا وبنين وبوركينا فاسو وبوروندي وغينيا والكونغو وليبيا وموريتانيا ومدغشقر ومالي وتوغو وإثيوبيا والنيجر ونيجيريا ورواندا والسيشل وتونس وأوغندا.
وبينما تثير الروابط بين أوكرانيا والجماعات المتشددة في غرب أفريقيا قلق زعماء القارة، أشار وزير الخارجية المالي عبد الله ديوب في كلمة له على هامش المؤتمر إلى التداعيات الأجنبية في زعزعة استقرار منطقة الساحل.
وأضاف: "لقد فوجئنا بأن دولة عضوا في الأمم المتحدة يمكن أن تعلن صراحة التعاون مع الجماعات الإرهابية لزعزعة استقرار البلاد".
وتابع قائلا: "بينما تدعي أوكرانيا أنها هي نفسها ضحية للعدوان، فإنها تعتزم إلحاق الضرر بمالي، متسائلا: "لماذا أصبحت مالي، التي لم تظهر قط عداءً تجاه أوكرانيا، هدفاً؟ لماذا تدعم أوكرانيا مجموعات معينة لزعزعة استقرار بلادنا وتعلن ذلك رسميًا؟
وشدد على أن هذا "غير مقبول على الإطلاق"، وقال ديوب الذي تقود بلاده كونفدرالية الساحل "لهذا السبب رفعت مالي وبوركينا فاسو والنيجر الأمر إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لمطالبة أوكرانيا بتحمل المسؤولية".
وفي السياق، قال القائم بأعمال رئيس إدارة التحديات والتهديدات الجديدة بوزارة الخارجية الروسية جورجي ميخنو، إن "سلطات أوكرانيا تدعم الإرهابيين في أفريقيا بشكل علني، وستحارب روسيا هذه الممارسة غير المقبولة".
وأضاف ميخنو، في كلمة ألقاها في المؤتمر الوزاري الأول لمنتدى الشراكة الروسية الأفريقية، الذي يعقد على الأراضي الفيدرالية لجزيرة سيريوس، أن "الأنشطة التدميرية لنظام كييف الإجرامي، الذي يدعم علانية الجماعات الإرهابية في أفريقيا، لا ينبغي أن تمر دون أن يلاحظها أحد".
وأكد الدبلوماسي أن روسيا ستواصل مكافحة هذه الممارسة غير المقبولة في القارة الأفريقية وكذلك في بقية مناطق العالم.
وأشاد بقرار جمهورية مالي والنيجر بقطع العلاقات الدبلوماسية مع كييف واصفا إياه بـ"القرار المنطقي".
يأتي ذلك، بعد أيام من تأكيد بنين وتوغو وجود اتصالات بين كييف والمتمردين في مالي، وقال سفير روسيا لدى هذه الدول إيجور إيفدوكيموف، أنه "على الرغم من عدم وجود رد فعل رسمي، فقد أولت كوتونو ولومي بالتأكيد اهتماما باتصالات نظام كييف مع المتمردين".
ومن جانبها، تلفت السفارة الروسية بانتظام انتباه وزارتي خارجية بنين وتوغو إلى الأعمال الإرهابية التي تقوم بها كييف والتي تهدف إلى تقويض الاستقرار والأمن في القارة الأفريقية.
وبدأت مالي تحقيقا في أنشطة أوكرانيا في منطقة الساحل بعد أن قال مسؤولون أوكرانيون إن كييف دعمت مقاتلين خلال هجوم على الجيش المالي في تينزاواتين، وقال وزير خارجية مالي إن نتائج التحقيق ستنشر قريبًا.