تتصاعد المخاوف من استخدام الأفارقة كـ"وقود" للحرب الروسية في أوكرانيا، مع قرب دخول عامها الرابع، لا سيما مع نقل كييف وموسكو مواجهتهما إلى دولٍ إفريقية على غرار مالي.
وفتحت جنوب إفريقيا تحقيقات رسمية بشأن مصير نحو 17 من رعاياها عالقين في دونباس، حيث لا تزال السلطات تسعى إلى معرفة لصالح مَن يقاتل هؤلاء.
واضطرت سلطات جنوب إفريقيا إلى تحذير النساء من "عروض زائفة للتوظيف في موسكو"، بحسب ما نشرت وسائل إعلام غربية.
وقالت مجلة منبر الدفاع الإفريقي الصادرة عن قيادة الجيش الأمريكى في إفريقيا (أفريكوم)، إن "الكرملين لجأ إلى عروض التوظيف الاحتيالية لإغراء الأفارقة أو خداعهم للقتال في صفوف الجيش الروسي، لا سيما في ظل النقص الذي يعاني منه في حربه على أوكرانيا".
وذكرت أن مسؤولين من جنوب إفريقيا بدؤوا بالفعل تحقيقات واسعة في سفر شباب من البلاد إلى جمهورية تتارستان وسط روسيا.
ولم يعلق الكرملين أو وزارة الخارجية الروسية بعد على هذه المزاعم.
وعززت دعوة أوكرانية إلى الأفارقة، بعدم الانخراط في الحرب التي تشنها روسيا ضد كييف، من المخاوف داخل الأوساط السياسية في دول مثل جنوب إفريقيا ومالي من استقطاب شباب يبحث عن فرص توظيف في الخارج.
ويئن الأفارقة تحت وطأة أزمات اقتصادية وأمنية وسياسية.
وحذرت مفوضة الرئيس الأوكراني لحماية حقوق العسكريين وأسرهم، أولها ريشيتيلوفا، المواطنين الأفارقة من الانخراط في الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا، مشيرة إلى أن "هذه المعركة ليست حربكم".
وشددت على أن هؤلاء الأفارقة لن يحظوا بأي حماية دبلوماسية في حال تعرضهم للأسر أو الأذى.
وجاءت تصريحات ريشيتيلوفا خلال مؤتمر نظمه الصليب الأحمر الدولي في جوهانسبرغ، حيث دعت الأفارقة إلى مقاومة محاولات التجنيد الروسية، مشيرة إلى أن من يُدعى للقتال من قبل الروس لن يتلقى أي دعم حين يقع في مأزق.
وتأتي هذه المستجدات في وقت نجحت فيه روسيا في تعزيز دائرة تحالفاتها في القارة السمراء مستغلة تراجع النفوذ الغربي.