أثار إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن دور مزعوم للولايات المتحدة في التوسط لوقف إطلاق النار بين الهند وباكستان في إقليم كشمير ردود فعل غاضبة لدى نيودلهي، إذ وصف أحد نواب البرلمان التصريحات بأنها "مضللة"، داعيًا إلى "تثقيف ترامب" حول التاريخ والوقائع الفعلية للنزاع.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية، قال النائب الهندي وعضو حزب المؤتمر المعارض، مانیش تيواري، في منشور على منصة "إكس"، إن "على أحد في الإدارة الأمريكية أن يشرح للرئيس ترامب أن نزاع كشمير ليس صراعًا دينيًا عمره ألف عام كما يزعم، بل بدأ في 22 أكتوبر 1947 عندما غزت باكستان إقليم جامو وكشمير المستقل آنذاك، والذي انضم لاحقًا إلى الهند".
وأضاف: "من المؤسف أن تكون هناك مثل هذه المغالطات في أعلى مستويات القيادة الأمريكية".
وكان ترامب نشر عبر منصته "تروث سوشيال" أن واشنطن لعبت دورًا في تسهيل وقف إطلاق النار بين القوتين النوويتين، واصفًا الاتفاق بأنه "تاريخي" و"أنقذ ملايين الأرواح البريئة".
كما عبّر عن رغبته في "المساهمة في إيجاد حل دائم للنزاع، حتى بعد ألف عام من بدايته"، على حد قوله.
بدورها، سارعت الحكومة الهندية إلى نفي تلك المزاعم، مؤكدة أن التواصل الذي أدى إلى وقف إطلاق النار تم حصريًا بين مديري العمليات العسكرية في الهند وباكستان، دون أي وساطة من طرف ثالث.
وتأتي هذه التصريحات في ظل موقف هندي ثابت يرفض تدويل قضية كشمير، ويعتبرها شأناً داخلياً لا يقبل التدخل الأجنبي.
من جانبه، أعرب النائب جاييرام راميش، أحد قادة حزب المؤتمر، عن قلقه من أن تصريحات ترامب قد تعطي انطباعًا بتراجع الهند عن اتفاق شملا الموقع عام 1972، الذي ينص صراحة على أن أي تسوية للنزاعات مع باكستان يجب أن تتم عبر القنوات الثنائية، دون تدخل خارجي، بما في ذلك الأمم المتحدة.
وتخشى أوساط سياسية في نيودلهي من أن تؤدي مثل هذه التصريحات إلى فتح الباب أمام تدخلات دولية مستقبلية في قضية شديدة الحساسية تمس السيادة الوطنية الهندية.