مقتل 5 جنود بتفجير انتحاري في شمال شرق نيجيريا
يواصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دراسة مجموعة من الخيارات العسكرية المحتملة تجاه فنزويلا، في ظل تصاعد التوترات حول إدارة الرئيس نيكولاس مادورو، وسط ضغوط من مستشاريه لتحقيق أهداف متعددة، من مواجهة عصابات المخدرات إلى السيطرة على حقول النفط الفنزويلية.
حتى الآن، لم يتخذ ترامب أي قرار نهائي، لكنه يبقى محور النقاشات حول ما إذا كان سيسعى لإطاحة مادورو بشكل مباشر أم الاكتفاء بالعمليات الحالية المحدودة.
وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز"، تتراوح الخيارات التي تدرسها إدارة ترامب بين ضربات جوية على منشآت عسكرية مرتبطة بدعم مادورو، وإرسال قوات عمليات خاصة لمحاولة اعتقاله أو استهدافه، وصولًا إلى عمليات أكثر تعقيدًا للسيطرة على المطارات، وحقول النفط، والبنية التحتية الحيوية.
وتحمل الخيارات الأخيرة مخاطر عالية للقوات الأمريكية، خاصة في المناطق الحضرية مثل كاراكاس، بالإضافة إلى احتمال وقوع ضحايا مدنيين.
في الوقت نفسه، تشمل العمليات الحالية استهداف الزوارق السريعة التي تزعم واشنطن أنها تُهرّب المخدرات، وقد أدت الضربات الأخيرة إلى مقتل ما لا يقل عن 67 شخصًا.
وتعد هذه العمليات جزءًا من حملة ضغط نفسي على مادورو، بينما يُدرس السماح لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية بالقيام بعمليات سرية داخل فنزويلا، تشمل جمع المعلومات والتحشيد المحلي، وربما التخريب أو الاعتقال المباشر.
الأبعاد القانونية والسياسية
تواجه الإدارة تحديات قانونية معقدة. يسعى مساعدو ترامب إلى تطوير مبرر قانوني يتيح استهداف مادورو أو كبار المسؤولين الفنزويليين المرتبطين بعصابات المخدرات، مستندين إلى تصنيفهم كجماعات إرهابية.
لكن هذا المبرر يتعارض مع القانون الأمريكي الصارم الذي يحظر اغتيال القادة الوطنيين. وبالنظر إلى العمليات المماثلة السابقة، مثل الضربات الأمريكية بطائرات دون طيار ضد قادة أجانب، يحاول البيت الأبيض إيجاد تحليل قانوني يسمح بتوسيع نطاق العمليات دون الحاجة لتصريح رسمي من الكونغرس.
سياسيًا، يواجه ترامب معضلة موازنة بين الرغبة في إظهار قوة وحسم وبين المخاطر السياسية والفشل المحتمل لعملية عسكرية معقدة.
ويحذّر بعض مستشاريه وخصومه السياسيين من أن هذه الخطوة قد تتعارض مع شعاره بإنهاء "الحروب الأبدية" في الخارج.
النفط الفنزويلي
تلعب احتياطيات النفط الضخمة في فنزويلا دورًا مهمًا في تفكير ترامب وخياراته. يعد النفط الفنزويلي أحد الأصول الأكثر قيمة عالميًا، وتبذل إدارة ترامب جهدًا للتحكم في كيفية استخدامه، سواء من خلال استمرار صادرات الشركات الأمريكية مثل شيفرون، أو عبر السيطرة المباشرة على الحقول في حال الإطاحة بمادورو.
في الأشهر الأخيرة، قدم مادورو عروضًا لتسهيل مشاريع نفطية ومعدنية أمريكية، بما في ذلك إعادة توجيه الصادرات وتقليص العقود مع الشركات الصينية والإيرانية والروسية، إلا أن ترامب رفض هذه العروض، مفضلاً توسيع الحشد العسكري الأمريكي كوسيلة ضغط إضافية.
وشهدت منطقة البحر الكاريبي حشدًا متواصلًا للقوات الأمريكية منذ أغسطس، مع نحو 10 آلاف عسكري نصفهم على متن سفن والنصف الآخر في قواعد بورتوريكو.
وأُرسل أيضًا أسطول من القاذفات الثقيلة مثل B-52 وB-1 لاستعراض القوة قبالة السواحل الفنزويلية، إضافة إلى تدريبات واسعة النطاق لفوج العمليات الخاصة رقم 160.
من المنتظر أن تعزز حاملة الطائرات "جيرالد ر. فورد" القوة العسكرية الأمريكية بمجرد وصولها، ما قد يمكّن من توسيع نطاق الخيارات العسكرية الأكثر جرأة.
توازن إدارة ترامب بين الرغبة في مواجهة مادورو ومحدودية المخاطر على القوات الأمريكية يمثل تحديًا متعدد الأبعاد، يشمل الجانب العسكري، والقانوني، والسياسي، إلى جانب الأهداف الاقتصادية المرتبطة بالنفط الفنزويلي.
كما تتراوح خيارات الإدارة بين الضربات الجوية المحدودة، إلى عمليات اعتقال أو استهداف مباشر، وصولًا إلى سيطرة على البنية التحتية الحيوية، وكل منها يحمل مخاطره الخاصة.
في النهاية، يظل نجاح أي تحرك أمريكي مرتبطًا بالقدرة على تنفيذ العمليات دون سقوط مدنيين أو انهيار سياسي داخلي، مع الحفاظ على شرعية قانونية كافية لتجنب مواجهة الكونغرس والدولة الدولية، ما يجعل الملف الفنزويلي أحد أكثر القضايا حساسية في السياسة الخارجية الأمريكية الحالية.