أثار إفراج المجلس العسكري في غينيا بيساو عن 6 معارضين سياسيين تمّ احتجازهم في وقت سابق تكهنات بشأن حدوث انفراجة خاصة في ظلّ الضغوط الإقليمية والدولية من أجل استعادة الحكم المدني في هذا البلد الواقع في غرب أفريقيا.
وقال المجلس في بيان، إنّ "الخطوة تأتي كإشارة حسن نيّة، والإفراج عن هؤلاء المعتقلين يمثّل التزاما بالعودة إلى الوضع الدستوري واحترام الحقوق الدولية".
وتعيش غينيا بيساو أزمة سياسية محتدمة إثر انقلاب نفذه عسكريون خلال عملية انتخابية، وفرّ على إثرها الرئيس عمر سيسكو إمبالو، الذي كان مرشحا لولاية جديدة، إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية.
وجاء هذا التطور في أعقاب تهديدات أطلقتها المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا "إيكواس" بفرض عقوبات ضد غينيا الاستوائية على خلفية الانقلاب العسكري الذي عرفته البلاد. ولا يزال عدد من قيادات المعارضة رهن الاعتقال في غينيا بيساو.
وعلق المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الأفريقية، إيريك إيزيبا، على الأمر بالقول، إنّ "من الواضح أن هذه الخطوة تشكل مناورة من قبل المجلس العسكري في غينيا بيساو لربح الوقت في مواجهة الضغوط الخارجية خاصة تلك التي تسلطها المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا".
وتابع إيزيبا في تصريح لـ"إرم نيوز"، أنّ "المجلس العسكري في غينيا بيساو يحاول تجنب الصدام مع التكتلات الإقليمية بخلاف ما تمّ في حالة مالي والنيجر وبوركينا فاسو حيث دخل انقلابيو هذه الدول في خلافات حادّة مع منظمات مثل إيكواس؛ ما جعلها تواجه عقوبات خانقة".
وشدّد على أن المجلس العسكري لن يسلم السلطة إلى المدنيين على الرغم من تعهده بذلك، خاصة أن معظم المجالس التي أفرزتها الانقلابات العسكرية التي عرفتها منطقة غرب أفريقيا تعهدت بالعودة إلى الحكم المدني لكن ذلك لم يحدث وفق قوله.
وكان المجلس العسكري عيّن قبل أيام الجنرال هورتا إنتام على رأس المرحلة الانتقالية الحالية، فيما لجأ المرشح المعارض فرناندو دياس إلى سفارة نيجيريا التي منحته حق اللجوء، في حين لا يزال رئيس الحزب الأفريقي لاستقلال غينيا، دومينغوس بيريرا، وعدد من قيادات المعارضة رهن الاعتقال.
واعتبر المحلل السياسي المتخصص في الشوون الأفريقية، محمد أوال، أنّ "غينيا بيساو تمرّ بمأزق سياسي يصعب الخروج منه خاصة أنّ السلطة تغري العسكريين وهذا ما رأيناه في دول مالي وبوركينا فاسو والنيجر وأيضاً مدغشقر".
وأضاف أوال أنّ "المجلس العسكري الحالي يحاول تخفيف حدّة الضغوط الخارجية المسلطة عليه، وسيسعى خلال المرحلة الانتقالية إلى وضع قوانين تسمح لقادة الانقلاب بالترشح للانتخابات؛ وهو ما يعكس غياب الإرادة لتسليم السلطة إلى المدنيين".
وبيّن المتحدّث ذاته أنّ "المرور بهذه المراحل يمكّن العسكريين من التخلّص من الضغوط الخارجية، التي تكرسها إيكواس والاتّحاد الأفريقي وتكتلات أخرى".