مسيّرة تستهدف سيارة على طريق بلدة مركبا جنوبي لبنان
منذ التقاء رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب في نيويورك على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، في الأسابيع الأخيرة، قبل انتخابات 2024، طور ستارمر ما يمكن وصفه بفن التفاوض الشخصي: احترام الرئيس، الصبر على ملاحظاته، والتنفيذ الدقيق للفرص التي تصب في مصلحة لندن.
وكشفت "وول ستريت جورنال"، أن هذا الأسلوب مكَّن بريطانيا من توقيع اتفاق تجاري مبكر مع الولايات المتحدة، وضمان استمرار دعم ترامب لأوكرانيا، وجذب استثمارات أمريكية ضخمة في قطاع التكنولوجيا تتجاوز 42 مليار دولار، رغم التحديات الاقتصادية والسياسية الداخلية.
ويرى الخبراء أن ما يميز التكتيك البريطاني هو القدرة على الجمع بين اللياقة والبراغماتية؛ فـ"ستارمر" يتفهم أبعاد الشخصية الأمريكية، ويوازن بين تلبية طلبات ترامب وبين حماية المصالح الوطنية، كما أن سفره إلى نادي ترامب للغولف في إسكتلندا للاستماع إلى شكاوى الرئيس حول طاقة الرياح، وسرعته في الانضمام إلى اجتماعات عاجلة مع الرئيس الأوكراني في واشنطن، يعكس هذا النهج العملي، الذي يركز على الاستجابة الفورية دون خسارة الموقف البريطاني.
إضافةً إلى ذلك، يُحافظ ستارمر على صورة المملكة المتحدة كدولة متزنة، رغم التنازلات في بعض المجالات، مثل الرسوم الجمركية الأمريكية، ورفع الإنفاق الدفاعي، وهو ما أثار انتقادات داخلية، لكنه استطاع تحويل هذه العلاقة الشخصية إلى أداة إستراتيجية، تعزز النفوذ البريطاني على المستوى الدولي، وتجعل لندن قادرة على المناورة في أجواء معقدة دون إلحاق الضرر بالعلاقات الاقتصادية والسياسية الأساسية.
ويعتقد البعض أن ستارمر يدرك أن النجاح ليس مجرد صفقات أو استثمارات، بل في كيفية تحويل علاقة شخصية غير متوقعة مع شخصية مثيرة للجدل إلى منصة إستراتيجية تحمي المصالح الوطنية، مع الحفاظ على سمعة بريطانيا في مواجهة ضغوط سياسية أمريكية غير متوقعة، وهذه القدرة على المزج بين الدبلوماسية الدقيقة والفهم النفسي للرئيس الأمريكي تجعل من أسلوب ستارمر نموذجًا فريدًا في السياسة الدولية، يبرهن أن الصبر واللياقة يمكن أن يكونا أدوات فعالة للنفوذ.