logo
العالم

زيارة ترامب التي لا يريدها أحد.. ضيف أم قاضٍ يزلزل سياسات ستارمر؟

زيارة ترامب الوشيكة إلى المملكة المتحدةالمصدر: بلومبيرغ

كشفت وكالة "بلومبيرغ" الأمريكية، أن زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب المزمعة إلى المملكة المتحدة (يوم الثلاثاء)، التي وصِفَت بأنها تاريخية، تزيد الضغوط على ستارمر، خصوصًا في حال تركزت الأسئلة خلال مؤتمر صحفي مشترك على علاقته بالمالي المثير للجدل جيفري إبستين.

ويقف رئيس الوزراء البريطانيا كير ستارمر في مواجهة اختبارٍ دبلوماسي وسياسي معقد، حيث يبدو أن حكومته العمالية لا تقل ضوضاءً عن حكومة المحافظين السابقة بعد فقدانه لعضوين كبيرين خلال أقل من أسبوع بسبب فضائح متلاحقة. 

أخبار ذات علاقة

 كير ستارمر بعد فوزه في الانتخابات العامة، خارج 10 داونينج ستريت

بعد إلغائه "خطة رواندا".. كيف سيتعامل كير ستارمر مع ملف المهاجرين؟

وبحسب مصادر وثيقة، يخضع ستارمر لمراقبة دقيقة، مع استعداد منافسيه لاختبار سلطته خلال المؤتمر السنوي لحزب العمال وميزانية نوفمبر المرتقبة، والتي قد تشهد رفع الضرائب وتعميق التحديات الاقتصادية؛ ما يزيد الشعور بأن "الهيبة البريطانية" لم تعُد في يده بل أصبحت في ملعب آخرين.

وفيما تولّى ستارمر منصبه في يوليو الماضي واعدًا بسياسة "أكثر هدوءًا" بعد سنوات من الفوضى والفضائح، لكن خسارة اثنين من كبار المسؤولين في حكومته خلال أسبوع واحد تضعه أمام اتهام غير متوقع: "حكومته لا تختلف كثيرًا عن سابقاتها".

أخبار ذات علاقة

كير ستارمرز

استطلاع: كير ستارمر رئيس وزراء بريطانيا المقبل بأغلبية ساحقة

وبحسب الوكالة الأمريكية، يصل ترامب إلى بريطانيا في وقتٍ تبدو فيه البلاد في أزمة سياسية دائمة؛ فقد فتح رحيل السفير البريطاني لدى واشنطن بيتر ماندلسون ونائبة رئيس الوزراء السابقة أنجيلا راينر تساؤلاتٍ جدية حول حكم ستارمر وأشعلت تكهنات حول احتمال تحدي قيادته، كما يواجه ستارمر استحقاقات سياسية كبيرة، مثل المؤتمر السنوي لحزب العمال وميزانية نوفمبر، التي تهدف إلى تهدئة سوق السندات والتحكم في الإنفاق العام.

وفي سياق ذي صلة، لم تمنح زيارة ترامب الوشيكة ستارمر أي فرصةٍ للتنفس، بل أضافت شعورًا متزايدًا بين النواب والعاملين بحزب العمال بأن مكتب رئاسة الوزراء يعمل على "وضع البقاء"، محاولًا تجاوز كل أسبوع بأمان، كما وصف بعض النواب الوضع بأنه أشبه بما كان عليه في أيام حكومة المحافظين السابقة، رغم مرور 14 شهرًا فقط على تولي ستارمر السلطة، مقارنة بـ14 عامًا في السابق.

أخبار ذات علاقة

من هو كير ستارمر الزعيم الجديد لحزب العمال البريطاني؟

من جهة أخرى، ترك رحيل راينر وماندلسون وراءه توترات داخلية قد يكون لها تبعات مستقبلية؛ فبينما أعاد ستارمر ترتيب حكومته بعد رحيل راينر، اعتبر العديد من النواب أن التعديلات وسعت نفوذ مساعده المقرب مورغان مكسويني، خاصة في إدارة النواب المتمردين، كما أبدى بعض النواب قلقهم من المحادثات مع المسؤولين عن الانضباط الحزبي، تحسبًا لمزيد من التمرد في البرلمان إذا حاول ستارمر تقليص مشروع قانون الرعاية الاجتماعية الحكومي المتضخم؛ ما قد يثير مخاوف المستثمرين في السندات.

وبحسب مراقبين، فإن رحيل ماندلسون كان محط اهتمام فوري لمكتب ستارمر، خاصة مع تصاعد الغضب بشأن علاقته بإبستين؛ فقد أعرب ستارمر عن "ثقة كاملة" بسفيره الذي عينه، قبل أن يتم إقالته بعد الكشف عن أكثر من 100 بريد إلكتروني جديد يوضح العلاقة الطويلة بينه وبين إبستين.

وعلى الرغم من كل الضغوط الداخلية والتكهنات حول موقعه، لا يبدو أن هناك تحديًا وشيكًا على قيادة ستارمر، على الأقل قبل الانتخابات المحلية القادمة في مايو.

 

 

يأمل ستارمر، بحسب الخبراء، أن تمنحه زيارة ترامب فرصة لتنحية أزماته المحلية، خصوصًا خلال يوم الاحتفالات مع الملك تشارلز الثالث، فيما يتوقع الإعلان عن شراكة جديدة بين قطاعات التكنولوجيا البريطانية والأمريكية، برعاية "أوبن إيه آي" و"إنفيديا"، في صفقة وضعها ماندلسون قبل رحيله.

ومع ذلك، فإن جميع لقاءات ستارمر مع ترامب محفوفةٌ بالمخاطر السياسية، خصوصًا في موضوعات مثل حرية التعبير والهجرة، وأصعبها بلا شك قضية إبستين، التي قد تلقي بظلالها على الزيارة الرسمية التي اعتُبرت في البداية مكسبًا دبلوماسيًّا.

وقبل أن يخوض ستارمر معركة جديدة من أجل مستقبله السياسي، يواجه مرة أخرى ما أصبح سمة مألوفة: مجرد تجاوز الأسبوع المقبل بسلام، وسط ضغوط خارجية وفضائح داخلية تهدد صورته ومصداقيته.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC