تعوّل بريطانيا على زوجة رئيس الوزراء، فيكتوريا ستارمر، في تحقيق نتائج إيجابية من زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى المملكة المتحدة، يوم الأربعاء المقبل.
وحظيت فيكتوريا ألكسندر، وهو اسمها قبل اقترانها برئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، بإعجاب ترامب خلال زيارته السابقة للمملكة في يوليو/ تموز الماضي، إذ وصفها بـ "امرأة عظيمة".

ووفق تقرير لصحيفة "التلغراف"، فإن زوجة ستارمر تستعد لـ "إبهار" الرئيس الأمريكي، في وقت تعوّل فيه الحكومة على "سحرها" في تسهيل الزيارة، التي ستكون فيها فيكتوريا "عنصراً مركزياً".
وستنضم فيكتوريا إلى الفعاليات الرئيسة، بما في ذلك عرض جوي في قلعة وندسور يوم الأربعاء، حيث يجتمع الملك والملكة والرئيس ترامب وزوجته ميلانيا مع رئيس الوزراء، كما ستكون حاضرة في استقبال الرئيس الأمريكي في تشيكرز يوم الخميس، وسط حرس الشرف وأصوات مزمار القربة.
ويأتي هذا الدور البارز رغم حرص ستارمر على الفصل الواضح بين حياته الشخصية والسياسية، إذ سعى رئيس الوزراء البريطاني خلال قيادته حزب العمال لمدة نصف عقد إلى حماية عائلته من الأضواء. وتم التوصل إلى اتفاق مع الصحافة بعدم إجراء مقابلات معها منذ دخولها داونينغ ستريت، خلافاً لزوجات رؤساء وزراء سابقين.
ومع ذلك، ظهرت سنوياً في مؤتمر الحزب لتقبيل الأعضاء بعد خطاب زوجها، لكنها تجنبت الكاميرات عموماً.
ويأتي هذا الاهتمام بزوجة ستارمر مدعوماً بثناء ترامب نفسه، الذي وصفها بـ"امرأة عظيمة" خلال لقاء مشترك في يوليو الماضي على ملعب غولف في اسكتلندا.

وقال حينها: "سيدتكم الأولى هي شخصية تحظى بالاحترام في جميع أنحاء الولايات المتحدة... هي امرأة عظيمة"، وفي لقاءات خاصة، أشاد الرئيس الأمريكي بجمال فيكتوريا، مضيفاً أنه لا يريد الإفراط في الكلام لتجنب المشاكل.
ووفق تقرير "التلغراف"، تم التخطيط للزيارة بعناية فائقة للحفاظ على علاقات جيدة مع الولايات المتحدة، إذ أسهمت داونينع ستريت ووزارة الخارجية في صياغة البرنامج مع قصر باكنغهام.
ويعترف المسؤولون سراً بأن نجاح الرحلة حاسم، مع اتخاذ إجراءات لتقليل الإحراج، إذ ستُقام الفعاليات بعيداً عن الجمهور، مستندين إلى مخاوف أمنية، مما يعني إغلاق الأبواب والطرق.
ويصل ترامب مساء الثلاثاء، ويقضي الأربعاء في وندسور مع العائلة المالكة، وسط احتفالات تقليدية لكن دون حشود. سيشارك في موكب عربة مع الملك، لكن داخل الضيعة فقط، خلافاً لزيارة الرئيس الفرنسي ماكرون التي شهدت حشوداً في وسط لندن.
بدلاً من زيارة قبر المحارب المجهول في دير وستمنستر، سيقدم تكريماً للملكة الراحلة في كنيسة سانت جورج داخل القلعة، مستذكراً حب والدته الاسكتلندية للملكة إليزابيث.
واتُخذت احتياطات سياسية أخرى، مثل إجراء الزيارة خلال عطلة البرلمان، مما يتجنب سؤال إلقاء ترامب كلمة أمامه وإمكانية انسحاب النواب المنتقدين.
رغم التركيز على الجاذبية الملكية، التي يراها المسؤولون في وزارة الخارجية عامل جذب رئيسيا لترامب، سيتم الإعلان عن اتفاقيات تكنولوجية لتعزيز العلاقات الاقتصادية، مما يظهر فوائد ملموسة للجانب الأمريكي.
تأمل الحكومة البريطانية أن يساعد الدعم المالي والنظام الملكي وسحر زوجة ستارمر في تسهيل الزيارة، مما يضمن عودة ترامب دون عقبات.