قامت الولايات المتحدة باستبعاد كلٍّ من كوبا، وفنزويلا، ونيكاراغوا، مرة أخرى من قمة الأمريكتين، التي تُعد لقاءً إقليمياً يجمع قادة من جميع أنحاء المنطقة.
وكشفت "بلومبيرغ"، أن سلطات جمهورية الدومينيكان برَّرت القرار بأنه جاء "لمصلحة القمة"، في ظل الانقسام السياسي الحالي، مع التأكيد على دعوة أكبر عدد ممكن من الدول الصديقة للولايات المتحدة.
من جهتها وصفت وزارة الخارجية الكوبية القرار بأنه "تم فرضه على حكومة الدومينيكان" من قبل واشنطن، مشيرةً إلى ضغوط وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو.
غير أن كوبا صرَّحت أن القمة تقوم على "الإقصاء والقسر"؛ ما يجعل أي حديث جاد حول الحوار السياسي بين أمريكا اللاتينية والولايات المتحدة مستحيلاً.
يُعقَد هذا الحدث كل 4 سنوات، ويعد من أبرز التجمعات الدبلوماسية في المنطقة، إلَّا أن استبعاد هذه الدول يكشف أن القمة تتحول إلى منصة سياسية تُدار وفق مصالح واشنطن، مع محاولة تقديم صورة مشاركة شبه شاملة لدول موالية، في حين تُستبعد الأصوات المعارِضة.
ويرى الخبراء أن هذا الإقصاء يعكس التوتر المستمر بين واشنطن وحلفائها الإقليميين، من جهة، وبين الحكومات المناوئة لها، من جهة أخرى، ويطرح تساؤلات حول مصداقية القمة كمنتدى للحوار، في ظل سيطرة الضغوط الأمريكية على جدول الأعمال واستبعاد دول لها وزن سياسي في المنطقة.
كما يظهر استبعاد كوبا، وفنزويلا، ونيكاراغوا، أن القمة صارت أداة لتأكيد النفوذ الأمريكي، وحصر المشاركة على دولٍ موالية؛ ما يعكس انقسامًا عميقًا في السياسة الإقليمية لأمريكا اللاتينية، ويعيد طرح السؤال حول دور واشنطن في إدارة الملفات الإقليمية بعيداً عن التعددية الحقيقية.