logo
أخبار

صحف عالمية: مساع فنلندية "محفوفة بالمخاطر" للانضمام للناتو.. و"قمة الأمريكتين" مهددة بالمقاطعة

تناولت أبرز الصحف العالمية الصادرة صباح اليوم الجمعة، آخر تطورات الحرب في أوكرانيا، وسط تقارير تتحدث عن خطوة "محفوفة بالمخاطر" بعد إعلان فنلندا نيتها الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ما يثير غضب موسكو.

وسلطت صحف الضوء على تقارير تكشف أن "قمة الأمريكتين" التي تستضيفها واشنطن الشهر المقبل قد تفضح ضعف إدارة الرئيس جو بايدن فيما يخص سياستها الخارجية.

ورأت صحف أخرى أن العقوبات التي فرضتها الدول الغربية على موسكو بدأت تؤرق الجيش الروسي بالفعل، لكن ليس بالقدر الكافي لوقف الحرب في أوكرانيا.

فنلندا بين "الناتو" والتهديد الروسي

وقالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن "إعلان فنلندا عزمها الانضمام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) خطوة محفوفة بالمخاطر ستضيف قوة قتالية كبيرة إلى التحالف، بينما تعمق أيضًا الانقسامات بين الشرق والغرب وستثير غضب موسكو بشكل لا يمكن توقعه على الإطلاق".

وقالت موسكو إن "انضمام فنلندا، الذي سيضيف مئات الأميال إلى حدود الناتو المشتركة مع روسيا، سيهدد أمنها القومي"، محذرة من أن "العضوية قد تتطلب إجراءات جديدة من جانب روسيا لتحقيق التوازن في الوضع".

يأتي ذلك في وقت يُتوقع فيه أن تعلن السويد المجاورة أيضا عن نيتها الانضمام لـ"الناتو" قريبا.

وأضافت الصحيفة الأمريكية أنه "لم يتضح على الفور ما هي الخطوات التي قد تتخذها دول الناتو لحماية فنلندا والسويد من أي انتقام من جانب روسيا حتى يتم وضعهما رسميًا تحت مظلة الدفاع المشترك للتحالف".

وفي سياق متصل، اعتبرت صحيفة "الغارديان" البريطانية أن "عضوية فنلندا والسويد في الحلف المؤلف من 30 دولة ستنهي عقودًا من عدم الانحياز العسكري في تحول تاريخي نتج عن الغزو الروسي لأوكرانيا".

وتحت عنوان "لماذا لم يكن البلدان عضوين بالفعل؟"، أوضحت الصحيفة أن "كلتا البلدين اعتبرا أن الانضمام إلى الناتو سيمثل استفزازًا غير ضروري لموسكو، ولذا انتهجتا منذ فترة طويلة سياسات الحياد، ثم عدم الانحياز، لتجنب استعداء قوة إقليمية عظمى".

ورأت الصحيفة البريطانية أن "مخاوف فنلندا عملية إلى حد كبير، حيث تشترك في حدود 810 أميال (1300 كيلومتر) مع روسيا، وأعلنت استقلالها في العام 1917 بعد أكثر من قرن من حكم موسكو، وقاتل جيشها مرتين القوات السوفيتية خلال الحرب العالمية الثانية قبل التنازل عن حوالي 10 بالمئة من أراضيها".

وقالت الصحيفة إن "(اتفاقية الصداقة والتعاون والمساعدة المتبادلة) لعام 1948 مع روسيا عزلت فنلندا عسكريًا عن أوروبا الغربية، رغم أن تفكك الاتحاد السوفيتي وعضوية الاتحاد الأوروبي سمح لها منذ ذلك الحين بالخروج من ظل روسيا".

أما عن الجانب السويدي، رأت الصحيفة أن "معارضة ستوكهولم لعضوية الناتو أكثر أيديولوجية، حيث ركزت سياستها الخارجية في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية على الحوار متعدد الأطراف ونزع السلاح النووي"، مشيرة إلى أنها "لطالما اعتبرت نفسها وسيطًا على المسرح الدولي، حيث استنزفت قوتها العسكرية بعد نهاية الحرب الباردة".

وقالت الصحيفة في تحليل لها: "أعادت السويد التجنيد الإجباري وعززت الإنفاق الدفاعي منذ أن ضمت روسيا شبه جزيرة القرم في العام 2014، لكن الكثيرين في اليسار السويدي ما زالوا متشككين من أجندة الناتو التي تقوده الولايات المتحدة ويجادلون بأن العضوية لن تؤدي إلا إلى زيادة التوترات الإقليمية".

وتحت عنوان "لماذا تفكران في الانضمام الآن؟" أضافت الصحيفة: "يشعر العديد من الفنلنديين والسويديين بشكل متزايد أن الانضمام إلى الناتو سيساعدهم في الحفاظ على سلامتهم عندما يواجهون زعيمًا روسيًا عدائيًا ولا يمكن التنبؤ به. وتظهر استطلاعات الرأي أن التأييد العام لعضوية الناتو قد تضاعف ثلاث مرات إلى حوالي 75 بالمئة في فنلندا وقفز إلى حوالي 60٪ في السويد".

"قمة الأمريكتين".. و"ضعف" قدرة واشنطن

وسلطت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية الضوء على مخاوف واشنطن بشأن "قمة الأمريكتين" بين "المقاطعة وسوء التنظيم"، حيث يهدد عدد من رؤساء دول أمريكا اللاتينية بتخطي الحدث المقرر عقده الشهر المقبل، ما يعرض أجندة البيت الأبيض للخطر في منطقة تسودها الاضطرابات.

وقالت الصحيفة إن "اجتماعا لقادة نصف الكرة الغربي في الشهر المقبل يهدف إلى إبراز القيادة الأمريكية الناشئة في المنطقة معرض لخطر التحول إلى كارثة علاقات عامة".

وذكرت الصحيفة في تحليل لها: "قبل أقل من ثلاثة أسابيع من قمة الأمريكتين في لوس أنجلس، هناك مخاوف من أنه بدلاً من تسليط الضوء على رؤية إدارة جو بايدن لجزء من العالم تجاهله الرئيس السابق، دونالد ترامب إلى حد كبير، فإن الحدث قد يفضح ضعف قدرة أمريكا على التقدم وفرض أجندتها في المنطقة".

وأشارت الصحيفة إلى أن "هناك عددا متزايدا من رؤساء دول أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، بمن فيهم رئيسا المكسيك والبرازيل - أكبر دولتين في المنطقة - يفكرون في عدم حضور القمة، "ويهددون بتوجيه ضربة مذلة للبيت الأبيض".

وفي مشكلة أكثر تفاقما، أضافت الصحيفة أنه "لم يتم حتى الآن إرسال أي دعوات رسمية لقادة الدول المقرر مشاركتهم، ولم يقرر البيت الأبيض من سيتم دعوته، بالإضافة إلى أن هناك بالفعل شكوكا بين بعض الدول حول كيفية معالجة القمة للتحديات الملحة في وقت تكافح فيه المنطقة للتعافي من الركود الاقتصادي الوحشي الناجم عن وباء كورونا والتضخم الجامح والتدهور البيئي وتفكيك المؤسسات الديمقراطية".

ونقلت الصحيفة عن مسؤول بارز في المنطقة قوله إن "المسؤولين الكوبيين ورئيسي فنزويلا ونيكاراغوا لن يتم دعوتهم إلى القمة"، مشيرا إلى أنه "مما زاد الطين بلة، تشديد الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، أنه سيتخطى الاجتماع إذا لم تتم دعوة حكومات تلك البلدان".

وأوضحت الصحيفة أن "تهديد لوبيز أوبرادور قد تردد صداه لدى الرؤساء اليساريين لبوليفيا وهندوراس، كما هددت مجموعة من دول الكاريبي بمقاطعة الاجتماع إذا تمت دعوة زعيم المعارضة الفنزويلية، خوان غوايدو، لتمثيل بلاده بدلا من الرئيس نيكولاس مادورو، حيث تعترف الولايات المتحدة بغوايدو رئيسًا لفنزويلا".

ووفقا للصحيفة، ذكر مسؤولون في الحكومة البرازيلية أن الرئيس البرازيلي جاير بولسونارو قد لا يحضر القمة أيضا.

ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة قولها إن "الإدارة الأمريكية تسعى إلى إبرام صفقة إقليمية ذات مغزى بشأن الهجرة غير الموثقة قبل انتخابات التجديد النصفي"، مشيرة إلى أن "غياب لوبيز أوبرادور عن القمة سيجعل من الصعب تحقيق أي صفقة هجرة قابلة للتطبيق".

وأشارت الصحيفة إلى أن "تهديدات المقاطعة تسلط الضوء على التحديات التي تواجه إدارة بايدن في تعزيز مصالحها في الأمريكتين، حيث لعبت الولايات المتحدة منذ فترة طويلة دورا بارزا، بالإضافة إلى أن عدم مشاركة بولسونارو ستؤدي إلى عرقلة أي تقدم كبير في تحقيق هدفين رئيسيين آخرين للسياسة الخارجية لإدارة بايدن؛ وهما تغير المناخ والدفاع عن الديمقراطية".

"لدغة" العقوبات الغربية لموسكو

رأت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية أن "العقوبات التي فرضتها الدول الغربية على موسكو بدأت تؤرق الجيش الروسي بالفعل، لكن ليس بالقدر الكافي لوقف الحرب في أوكرانيا".

وقالت المجلة في تقرير لها: "يعتقد المسؤولون الأمريكيون والبريطانيون أن العقوبات الدولية المدمرة المفروضة على روسيا بسبب غزوها الشامل لأوكرانيا، تعوق قدرتها على إعادة تخزين الأسلحة عالية التقنية، مثل الذخائر الموجهة بدقة".

وأضافت المجلة "رغم أن روسيا لا تزال لديها الكثير من مخزونات الذخيرة التقليدية تحت تصرفها والتي تسمح لها بمواصلة الحرب، رصدت الحكومات الغربية تأثير النقص العسكري التكنولوجي الناجم عن العقوبات الروسية عندما أمر الرئيس فلاديمير بوتين قواته بدخول مصنع الصلب المحاصر في مدينة ماريوبول".

وأوضحت المجلة أن "تأثير العقوبات ظهر عندما أمطر الطيارون الروس القنابل بطريقة عشوائية دون أنظمة توجيه دقيقة متقدمة، حيث استنزف الجيش الروسي الكثير من مخزونه من الأسلحة المتطورة في الأيام الأولى للحرب".

وتابعت المجلة: "سعت ضوابط التصدير التي تقودها الولايات المتحدة والتي تم الإعلان عنها في أواخر فبراير إلى تجويع روسيا من رقائق الكمبيوتر وأشباه الموصلات التي يمكن استخدامها في المعدات العسكرية المتقدمة".

وأشارت المجلة أنه "من بين الأهداف الرئيسة للعقوبات الأمريكية شركة (الصواريخ التكتيكية الروسية) المعروفة باسم "KTRV"، وهي مجموعة دفاعية روسية مملوكة للدولة تنتج أسلحة تفوق سرعتها سرعة الصوت والتكنولوجيا المستخدمة في أنظمة الرادار والصواريخ متعددة الأغراض الأخرى".

وذكرت المجلة أن "موسكو شكلت لجنة مشتركة بين الوزارات لفرز كيفية الحصول على المزيد من المعدات العسكرية محليًا وإذا كانت ما يسمى بالدول الصديقة - بما في ذلك الصين - قد تكون على استعداد للالتفاف حول العقوبات وتوفير المعالجات الإلكترونية الدقيقة والذخيرة، وهما من أكبر الاحتياجات العسكرية لروسيا".

ونقلت المجلة الأمريكية عن متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية قوله إن "العقوبات الدولية جمدت 60% من احتياطيات روسيا من العملات الأجنبية، أي ما يقرب من 340 مليار دولار، وأن ما يصل إلى 70 ألف متخصص في مجال الكمبيوتر بروسيا غادروا البلاد في مارس، ومن المتوقع أن يغادر 100 ألف آخرين".

وأضاف المسؤول البريطاني – طلب عدم الكشف عن هويته – أن "العقوبات المستمرة على روسيا ستؤدي إلى تراجع نمو الناتج المحلي الإجمالي على المدى الطويل، لأن البلاد غير قادرة على الوصول إلى التكنولوجيا الغربية الرئيسة".

وتابعت المجلة: "يبدو أن لدغة العقوبات الغربية أجبرت موسكو على الاستعانة بمخزونات الدفاع من الحقبة السوفيتية واستخدام ذخائر أقل دقة، وبالتالي من المحتمل أن تكون أكثر فتكًا للمدنيين الأوكرانيين".

واختتمت "فورين بوليسي" تقريرها: "لكن في الوقت نفسه، لا ينبغي أن نستبعد قدرتهم (الروس) على شن حرب بأشياء أبسط.. لديهم ذخيرة كافية لسنوات وسنوات للقتال على هذا المستوى الذي يفعلونه".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC