يستعد حزب الشعب الجمهوري في تركيا، للكشف عن تشكيلة "حكومة الظل" الجديدة التي تتبع مرشحه للرئاسة، أكرم إمام أوغلو، في مسعى من أكبر أحزاب المعارضة للوصول إلى السلطة في أقرب انتخابات قادمة.
وكشف حزب الشعب عن ملامح عمل تلك الحكومة والهدف من إنشائها وآلية عملها ومواعيد اجتماعاتها، قبل أن تُعلن أسماء وزراء الظل بشكل كامل يوم الاثنين المقبل وفق وسائل إعلام مقربة من المعارضة التركية.
وقرر الحزب المعارض، في مؤتمره العام الذي عقده قبل نحو أسبوعين، وانتخب فيه قيادة ومجلسًا تنفيذيًّا للحزب، تشكيل "حكومة ظل" مستقلة عن مجلس رئاسة الحزب كما كان متبعًا منذ المؤتمر السابق عام 2023.
وعقد رئيس حزب الشعب الجمهوري، أوزغور أوزيل، الثلاثاء، أول اجتماع له مع المجلس التنفيذي المركزي للحزب، الذي انتخب في المؤتمر العام الأخير للحزب، ويحمل رقم 39 في مؤتمرات الحزب العامة العادية (عقد حزب الشعب الجمهوري هذا العام مؤتمرين عامين استثنائيين).
ونقلت صحيفة "جمهورييت" المقربة من قيادة حزب الشعب الجمهوري، عن مسؤولين في الحزب، شاركوا في الاجتماع الأول للمجلس التنفيذي، قولهم، إن "حكومة الظل" المنصوص عليها في ميثاق الحزب بعد تعديله في المؤتمر العام الأخير، ستتولى مسؤوليات كبيرة.
وأضافت الصحيفة، أن "حكومة الظل" ستجتمع كل أسبوعين، وستشرح رؤية حزب الشعب الجمهوري للوصول إلى السلطة، وتجيب عن سؤال الناس: "ماذا سيفعل حزب الشعب الجمهوري حيال المشاكل التي تعيشها تركيا؟".
وكشف حزب الشعب الجمهوري، أمس الأربعاء، تفاصيل دقيقة عن "حكومة الظل"، التي أطلقها بهدف التركيز على القضايا التي تهم المواطن التركي والتفرغ لها، وترك الخلافات الحزبية الداخلية أو المحاكمات التي يواجهها الحزب ورؤساء بلديات تابعة له، في قضايا عديدة، من اختصاص المجلس الرئاسي للحزب.
وقال نائب رئيس الحزب، المسؤول عن الإعلام والعلاقات العامة، برهان الدين بولوت، في أول لقاء مع الصحفيين، داخل مقر الحزب في أنقرة، "سيُخاض الصراع الداخلي لحزب الشعب الجمهوري في هذا المبنى؛ وسيكون مكتب المرشح الرئاسي هو المكان الذي سيشرحون فيه القضايا الحقيقية للمواطنين. سترون هيكلين منفصلين ومعززين خلال الفترة القادمة".
وأضاف بولوت، "ستُكرّس حكومة الظل جهودها خارج الحزب، لا داخله. سنسعى لإيجاد حلول لقضايا المواطنين، بدلًا من التركيز على الأجندة السياسية" في إشارة إلى المحاكمات التي يواجهها رؤساء بلديات رئيسية وفرعية تابعين للحزب، وتشغل الرأي العام التركي بالفعل منذ نحو 9 أشهر.
وفي السياق ذاته، كشف المتحدث الجديد باسم حزب الشعب الجمهوري، زينل إيمري، في اللقاء ذاته، أن حكومة الظل ستجتمع كل أسبوعين برئاسة زعيم الحزب، أوزغور أوزيل، بسبب سجن المرشح الرئاسي للحزب، أكرم إمام أوغلو.
وقال إيمري إن وزراء الظل سيتناولون القضايا الجوهرية في تركيا واحدة تلو الأخرى، وسيشرحون برنامج الحزب للجمهور بالتعاون مع مكتب المرشح الرئاسي، مشيراً إلى أن "حكومة الظل" تستعد لحكم تركيا. على حد وصفه.
ويقول قياديون في الحزب، إن المؤتمر العام رقم 39، يشكل انطلاقة جديدة لحزب الشعب الجمهوري بعد عامين من الدعاوى القضائية التي شككت بشرعية رئاسته، ووسط صراع داخلي، بجانب اعتقال 16 رئيس بلدية وفرعية تابعين بتهم متنوعة بينها الفساد.
وجددت الانتخابات التي شهدها المؤتمر وتعديل لائحته الداخلية، قيادات المركز والفروع في جميع المحافظات التركية، وصعود فريق محسوب بالكامل على الزعيم الحالي للحزب أوزيل الذي كان المرشح الوحيد لزعامة الحزب في المؤتمر الأخير.
وعلى الجانب الآخر، يبدي جناح آخر في الحزب، يقوده زعيمه السابق، كمال كليتشدار أوغلو، عدم رضا عن المسار الذي يسلكه حزبه، ويجد خطابه ذاك دعمًا من أنصار التيار القديم في الحزب الذي تزايدت شعبيته بالفعل منذ العام 2019.
كما أن مرشح حزب الشعب للرئاسة، إمام أوغلو، يواجه أكثر من 140 تهمة وقضايا متنوعة، ومطالب بسجنه 2500 عام عبر محاكمة قد تستمر لفترة طويلة، بينما يسعى حزبه لإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية مبكرة في غضون أشهر بدلاً من انتظار موعدها في 2028.