ترامب يعلن أنه سيوجّه "خطابا إلى الأمة" الأربعاء
قال قيادي ديمقراطي، تعليقا على نتائج الانتخابات الأمريكية المحلية في ولايات فرجينيا ونيوجيرسي ونيويورك إضافة إلى ولاية كاليفورنيا، إن انتخابات الثلاثاء شكلت تصويتا عقابيا جماعيا ضد سياسات الرئيس ترامب بعد عام من انتخابه في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
وأكد القيادي في تصريح لـ"إرم نيوز" أن التصويت لصالح مرشحي الحزب الديمقراطي وبفارق مريح في الولايات الثلاث يشير إلى حالة من عدم الرضا العامة بين الأمريكيين حول مسار الإدارة الحالية وطريقة إدارتها للبلاد.
وأشار القيادي الديمقراطي إلى أن الديمقراطيين نجحوا هذه المرة في تقديم مرشحين في الولايات المعنية اتبعوا خطابا انتخابيا يتناول المطالب اليومية في حياة الأمريكيين بعيدا عن مهاجمة الرئيس ترامب.
وأضاف، أن تركيز الحزب على قضايا الحياة اليومية، مثل ارتفاع نسبة التضخم وتراجع القدرة المالية للأمريكيين وخسارة الوظائف وارتفاع معدلات البطالة، كلها أسباب جعلت الناخبين يختارون المرشحين الديمقراطيين في ظل غياب أي تحسن في الوضع الاقتصادي، كما وعد به الرئيس ترامب في حملته الانتخابية.
وقال قيادي جمهوري لـ"إرم نيوز"، إن حزبه كان يتوقع سيناريو مماثلًا لما حدث، وذلك بسبب اختيار الديمقراطيين توقيتا انتخابيا حاسما وحساسا، وإدخال الحكومة في حالة الإغلاق التي لا تزال مستمرة حتى الآن.
واتهم القيادي الجمهوري الديمقراطيين بتوظيف أزمة الإغلاق كورقة رهان انتخابية في هذه المرحلة، وذلك من خلال اتهام إدارة الرئيس ترامب وقيادات الجمهوريين في الكونغرس بالمسؤولية عن تعثر التوصل إلى اتفاق في أزمة الإغلاق، وإظهار أنفسهم كمدافعين عن مصالح الأمريكيين في الحفاظ على برامج الرعاية الصحية.
وشدد القيادي الجمهوري على أن الخسارة في الولايات الثلاث ليست جديدة في تاريخ الحزب، بالنظر إلى أن الخسارة الوحيدة لمقعد جمهوري في هذه الانتخابات كانت في ولاية فرجينيا، أما ولايات نيوجيرسي ونيويورك وكاليفورنيا فهي ولايات ديمقراطية، غير أن الجمهوريين كانوا يراهنون دائما على تحسين حضورهم فيها وتحويلها إلى ولايات متأرجحة بين الحزبين.
وأشار القيادي إلى أن الرئيس ترامب حقق أرقاما جيدة أفضل من أي مرشح جمهوري آخر في هذه الولايات خلال الانتخابات الرئاسية الأخيرة؛ ما يشير إلى أن أداء الجمهوريين في الولايات الديمقراطية جيد، بل ازداد تطورا منذ دخول الرئيس ترامب السباق الرئاسي لأول مرة عام 2016.
وفي الساعات التالية مباشرة لإعلان نتائج الانتخابات، دعا الرئيس ترامب الجمهوريين في مبنى الكونغرس إلى التحرك السريع لإلغاء العمل بقانون التعطيل، وذلك قبل عودة محتملة للديمقراطيين إلى الأغلبية في مجلسي النواب والشيوخ في انتخابات التجديد النصفي العام المقبل.
وقال ترامب لقيادات الحزب في البيت الأبيض، إن عودة الديمقراطيين مجددا لن تسمح لإدارته ولا للحزب الجمهوري بتمرير أي مشاريع قوانين جديدة خلال السنوات الثلاث والنصف المتبقية من عمر إدارته، وهي فترة طويلة كما وصفها بنفسه.
وكان ترامب صرّح بأن الديمقراطيين بما فعلوه في أزمة الإغلاق الحكومي تسببوا في خسارة الجمهوريين، لكنه تحدث عن قدرته على استعادة السلطة المفقودة في نيويورك بعد فوز المرشح الديمقراطي زهران ممداني بمنصب العمدة في انتخابات المدينة.
وقال قيادي جمهوري لـ"إرم نيوز" تعليقا على تصريحات ترامب إن الحزب لا يزال أمامه وقت كافٍ لإعادة ترتيب أوراقه خلال الفترة المتبقية من العام الحالي لمواجهة الديمقراطيين في السنة الانتخابية المقبلة، مؤكدا أن التركيز في المرحلة الحالية منصبٌّ على تحقيق هدفين: تقديم أفضل المرشحين لمجلسي النواب والشيوخ، وتوفير مصادر التمويل اللازمة لإدارة حملة انتخابية قوية للحزب.
وأشار سيناتور جمهوري لـ"إرم نيوز"، مفضلًا عدم الكشف عن اسمه، إلى أن دعوة الرئيس ترامب لإلغاء العمل بقانون التعطيل في الكونغرس ستعود بالسلب على الجمهوريين مستقبلًا في حال أصبحوا هم الأقلية بعد انتخابات التجديد النصفي، وسيكون حينها وضع أجندة الرئيس ترامب في خطر حقيقي أمام استغلال الديمقراطيين لهذا التعديل.
وأضاف السيناتور الجمهوري أن المجموعة الجمهورية ستعمل على إنهاء أزمة الإغلاق الحكومي من خلال مواصلة السعي مع الديمقراطيين للتوصل إلى اتفاق قريب، لكنها لا يمكن أن تراهن على خيار لا يخدم مواقعها مستقبلًا.
في هذه اللحظة، يجد الجناح التقدمي في الحزب الديمقراطي نفسه في الواجهة، وذلك بعد أن ربح معركة الخلاف الاستراتيجي مع الحرس القديم في قيادة الحزب.
واختار الجناح التقدمي دعم ترشيح امرأتين في سباقي ولايتي فرجينيا ونيوجيرسي، كما دعم ترشيح زهران ممداني في نيويورك، متجاوزا بذلك المخاوف التي أثارها الحرس القديم في الحزب.
ويشعر الأعضاء التقدميون الديمقراطيون في الكونغرس بأنهم اتخذوا القرار الصحيح الذي أعاد الحزب إلى الواجهة بعد الخسارة التاريخية في نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الماضي.
وقال قيادي ديمقراطي لـ"إرم نيوز"، إن الحرس القديم في الحزب مطالب بأن يفهم حجم التحولات التي تحدث من حوله، وأن إخضاع الجيل الجديد من الديمقراطيين لاختبارات الفحص التقليدية سلوكيات لم تعد تخدم تطلعات الحزب في توسيع قاعدته من المؤيدين أو من أصحاب الرؤى السياسية المخالفة لقناعات الحرس القديم.
وأوضح القيادي، أن زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر سيجد نفسه في وضع صعب في المرحلة المقبلة، عندما يكون مضطرا للتعامل مع عمدة نيويورك المنتخب زهران ممداني كقيادي جديد في الحزب الديمقراطي، رغم أنه لم يُظهر أي تأييد له خلال حملته الانتخابية، رغم كونهما يمثلان الولاية نفسها في الكونغرس.
واعترف القيادي بأن هذا النوع من الخلافات في الرؤى بين الديمقراطيين سوف يشكل أحد أكبر التحديات التي تواجه الحزب خلال العام المتبقي على موعد انتخابات التجديد النصفي للكونغرس في نوفمبر من العام المقبل.
