ترامب يعلن أنه سيوجّه "خطابا إلى الأمة" الأربعاء
تتكشف الحقيقة الصعبة أمام زهران ممداني مع بزوغ فجر اليوم الأول بعد نجاحه المذهل في انتخابات عمدة مدينة نيويورك، إذ سيواجه الشاب البالغ 34 عامًا، والمحدود الخبرة في الإدارة، مسؤولية قيادة مدينة معقدة وصعبة الإدارة بكل تحدياتها الكبيرة.
وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال"، إن أنصار ممداني التقدميين يرفعون سقف توقعاتهم بأن ينفذ مرشحهم الفائز وعوده بـ حافلات مجانية ورعاية أطفال ومدينة بأسعار معقولة حيث تأتي الطبقة العاملة وليس النخبة المالية في المقام الأول.
في المقابل يبرز الرئيس دونالد ترامب، الذي عبّر صراحة عن رغبته في تحدي زهران ممداني في نيويورك بسبب ميولها اليسارية، مستغلًّا المدينة كأداة سياسية قبيل انتخابات التجديد النصفي المقبلة.
ونشر ترامب تهديده على موقع" تروث سوشال" عشية الانتخابات: "إذا فاز المرشح الشيوعي زهران ممداني بعمدة نيويورك، فمن المرجح ألا أقدم أي دعم مالي فيدرالي، سوى الحد الأدنى المطلوب، لمنزلي الأول".
قد يكون تهديد ترامب مجرد البداية، إذ يخشى "شيوخ المدينة" من سيناريو أسوأ، يتمثل في اندلاع احتجاجات واسعة بعد مداهمات مكثفة في نيويورك من قبل موظفي إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك، قد يرد عليها ترامب بنشر الحرس الوطني كما حدث في شيكاغو ولوس أنجلوس.
قال دوغ شوين، المستشار السياسي السابق لعائلة كلينتون وضيف قناة فوكس نيوز المنتظم: "مدينة نيويورك تواجه كارثة محتملة، فقاعدة ممداني تسعى لتحقيق أهداف بعيدة المنال، وترامب هدّد بقطع الدعم عن المدينة، بينما أصبحت المشاكل الحالية في الميزانية وإنفاذ القانون خطيرة ومعقدة كما كانت في سبعينيات القرن الماضي".
يتذكر المتشائمون آخر مرة انتاب فيها سكان نيويورك إعجاب كبير بمرشح كاريزمي لمنصب عمدة المدينة، ألهمَ الشباب ووعد بعهد جديد: جون ليندسي. تولى ليندسي منصبه عام 1966، لكنه ترك المدينة غارقة في أكوام القمامة وفوضى مالية.
وتعليقًا على حالة التشاؤم، وصفت آنا ماريا أرشيلا، المديرة المشاركة لحزب العائلات العاملة في نيويورك، الذي قدّم لممداني دعمًا حاسمًا خلال الانتخابات التمهيدية، هذه الكآبة بأنها مجرد صراخ من نخبة فقدت مفاتيح المدينة. وقالت: "جزء من هذا الخوف ينبع من أننا لسنا مَن يُحدد رؤية مستقبل المدينة".
واعتبرت أن نيويورك معرضة للانهيار نتيجة "إدارة ترامب العدوانية التي تثير الفوضى في شوارعنا… وليس بسبب الحافلات السريعة والمجانية".
تمر مدينة نيويورك، التي سيتولى زهران ممداني قيادتها في الأول من يناير، بمرحلة انتعاش ما بعد الجائحة. فقد حققت وول ستريت عائدات ضريبية أعلى من المتوقع، وتعافت السياحة، وعاد الموظفون إلى مكاتبهم بوتيرة لم تشهدها باقي أنحاء البلاد؛ ما يدعم سوق العقارات التجارية. ويُعد برج جي بي مورغان الجديد، بتكلفة 3 مليارات دولار وتصميم نورمان فوستر في وسط مانهاتن، علامة على حيوية المدينة المتجددة.
مع ذلك، تواجه المدينة توقعات بعجز مالي حاد خلال السنوات القادمة، وسط مخاوف من أن بعض الأثرياء قد ينسحبون إذا رفع ممداني الضرائب، في حين قد يفاقم الوضع سحب ترامب لمليارات الدولارات من التمويل الفيدرالي.
وقال سيث بينسكي، المسؤول السابق عن التنمية الاقتصادية في عهد العمدة مايكل بلومبرج ورئيس جمعية "واي" في شارع 92: "أي شخص سيتولى منصب العمدة سيواجه واقعًا ماليًّا متزايدَ التعقيد للمدينة والولاية، والأداة الأكثر قسوة في تقييم العمدة المقبل ستكون الأرقام والرياضيات".
