مع اقتراب موعد تنصيبه، يحاول الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب خطف أنظار العالم وتحديدًا الأوروبيين بشأن إنهاء الصراع الروسي الأوكراني فور عودته للبيت الأبيض.
وشهدت الساعات الماضية تصريحات مُتناقضة أدلى بها ترامب بشأن إمكانية عقد لقاء مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لحل الأزمة الروسية الأوكرانية.
التصريحات الأولى، قالها ترامب، يوم الثلاثاء الماضي، عندما سئل عما إذا كان من الممكن إجراء مفاوضات مع بوتين، فأجاب: "آمل في وقت أقرب بكثير من ستة أشهر".
أثارت التصريحات انتقادات المراقبين بسبب تناقضها مع وعده في الحملة الانتخابية بإنهاء النزاع الروسي الأوكراني ووقف إطلاق النار بين الطرفين في غضون 24 ساعة فقط.
وعلى وقع هذه الانتقادات، أدلى ترامب الخميس بتصريحات جديدة، قال فيها إنه يحضّر لعقد لقاء مع بوتين لإنهاء الصراع الروسي الأوكراني.
وفي خضم هذه التصريحات الأمريكية، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، الخميس، إن بوتين سيرحب برغبة ترامب في إجراء اتصالات، ولكن حتى الآن لم تقدَم طلبات رسمية، ومن الأنسب انتظار تولي ترامب منصبه أولًا.
وأجمع خبراء على أن ترامب وإن كانت تصريحاته تحمل تناقضات عديدة إلا أنه يحمل مفاتيح السلام بين الطرفين وإغلاق الباب أمام دول الناتو بمد الصراع وتحديدًا بريطانيا.
وقال نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي الأسبق جويل روبن، إن "ترامب تجمعه علاقات طيبة مع نظيره الروسي، سيتم استغلالها الآن للتوصل إلى عقد مباحثات بينهما في الأيام المقبلة".
وأشار روبن في تصريحات لـ"إرم نيوز"، إلى أن "ترامب بيده الكثير من الأمور والمفاتيح لإنهاء الصراع، تبدأ بالدبلوماسية بين روسيا وأوكرانيا، وحال فشلها سيلجأ إلى خطته التي تم إعدادها بالفعل من خلال قطع الدعم العسكري والمالي لأوكرانيا مباشرة".
وتابع: "أما إذا كان الرفض والتعنت من جانب روسيا، فإنه سيعمل على استمرار الدعم، إلا أن هذه الخطوة غير متوقعة، بسبب اقتراب موسكو من إتمام أهدافها العسكرية في كييف، والدليل على ذلك أن بوتين أعلن رغبته في لقاء ترامب ورد عليه الاخير بالتحضير لهذه الجلسة".
وقال روبن إن "هناك مخاوف أوكرانية من تجميد الصراع، وهذا السيناريو هو الأقرب إلى التنفيذ مع منع كييف من الانضمام للناتو مدة لا تقل عن 20 عامًا".
ومن ناحيته، قال الباحث في العلاقات الدولية والمتخصص في الشأن الأوكراني قسطنطين جريدين، إن "الرئيس الأمريكي يعمل على مراوغة الشغب الأوكراني ويتلاعب بأحلامهم في وقف الصراع نهائيًا، إلا أن الأمور قد تبدو عكس ذلك، خاصة أنها تتجه نحو تجميده وانضمام الأراضي الأوكرانية للسلطات الروسية".
وقال جريدين لـ"إرم نيوز"، إن "تصريحات ترامب تحمل التناقضات الكثيرة، ومعها يبقى التساؤل الآن كيف ينهي الصراع في يوم بحسب وعده الانتخابي الشهير، والآن يؤكد أنه يرغب في لقاء الرئيس الروسي في مدة أقل من 6 أشهر؟".
وأوضح أن "كييف لن ترضى أو تقبل بالتنازل عن أراضيها دون وجه حق، وأنها مستمرة في الصراع حتى تحرير هذه الأراضي من العدوان الروسي، حتى وإن تم التهديد بقطع المعونات الأمريكية".
وأضاف جريدين أن "كييف تملك ورقة ضغط حقيقة ضد روسيا وهي سيطرتها على نحو 60% من أراضي مقاطعة كورسك الروسية، ونجحت بالفعل في الأيام الأولى من الشهر الجاري في تعزيز تمركزها والحفاظ على مكتسباتها العسكرية بداخلها، وتكبيد الجيش الروسي وجنود كوريا الشمالية خسائر كبيرة".
واعتبر أن "الطريق الدبلوماسي هو الحل، بالإضافة إلى ضرورة إيجاد ضمانات أوروبية لحماية أوكرانيا من المحاولات المستقبلية الروسية لإعادة غزو كييف، حال عدم موافقة أمريكا أو دول الناتو انضمامها للحلف فور تولي ترامب رئاسة البيت الأبيض".
