قال مسؤولون أمريكيون إن الولايات المتحدة تعهدت بحماية أوكرانيا من أي هجوم روسي مستقبلي، وعرضت دعم الضمانات الأمنية الأوروبية والسعي للحصول على دعم مجلس الشيوخ للدور الذي وعدت به واشنطن، والذي لم تفصح عنه علنًا بعد. وفق صحيفة "وول ستريت جورنال".
وجاء هذا التعهد الأمريكي، الذي من المرجح أن يثير اعتراضات روسية، في اليوم الثاني من محادثات مكثفة عُقدت في برلين بمشاركة قادة وكبار المسؤولين من الولايات المتحدة وأوكرانيا وأوروبا. ورغم التوافق، فلا يزال الغموض يكتنف طبيعة وحجم التدخل العسكري الذي ستلتزم به واشنطن.
وأكد المسؤولون الأمريكيون أن المناقشات كانت "إيجابية للغاية"، مشيرين إلى التوصل إلى توافق بشأن 90% من القضايا التي نوقشت بعد 8 ساعات من المحادثات المباشرة بين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ومبعوث الرئيس ترامب إلى روسيا ستيف ويتكوف، وجاريد كوشنر.
وقال أحد المسؤولين الأمريكيين، "أعتقد أن الأمر كان إيجابيًّا للغاية من جميع النواحي تقريبًا. لقد توصلنا إلى توافق في الآراء بشأن عدد من القضايا التي نعتبرها حاسمة للتوصل إلى اتفاق سلام. ولدينا أيضًا بعض الأمور التي يجب مناقشتها".
وأوضح المسؤولون أن الضمانات الأمنية ستشمل آليات المراقبة والتحقق وتجنب الاشتباكات، كما ستحدد الدور الذي ستضطلع به واشنطن في حال خرقت روسيا اتفاق السلام وعادت لمهاجمة أوكرانيا، بالإضافة إلى توفير الأسلحة لردع أي قوة روسية.
ولم يفصح المسؤولون الأمريكيون عن تفاصيل الدور العسكري الأمريكي، مكتفين بالتأكيد مجددًا أن واشنطن لن ترسل قوات برية. ويؤكد وجود الجنرال أليكسوس غرينكويتش، قائد القوات الجوية الأمريكية ورئيس العمليات العسكرية لحلف الناتو، ضمن الوفد الأمريكي، على جدية المناقشات حول الجوانب العسكرية للاتفاق.
وقد يزيل هذا التحول الأمريكي إحدى أكبر العقبات أمام توقيع كييف على اتفاق سلام، إلا أن عقبة الأراضي تبقى أكبر، إذ لم تُحلّ بعد مسألة تحديد المناطق المتنازع عليها التي ستحتفظ بها كييف، وما إذا كانت أوكرانيا ستنسحب من جانب واحد من منطقة في إقليم دونيتسك.
وفي حين تصر الإدارة الأمريكية على أنها لا تمارس ضغوطًا مفرطة، فإنها ترغب في إبرام اتفاق بحلول نهاية العام، إن أمكن، وهو ما يشكك فيه المسؤولون الأوكرانيون والأوروبيون.
وتحوم الشكوك حول ما إذا كانت روسيا ستقبل أي اتفاق يجبرها على التنازل بشأن الأراضي، وما إذا كانت موسكو سترفض تحديدًا نوع الضمانات الأمنية لأوكرانيا التي من شأنها أن ترضي كييف، والتي تحوم حول المحادثات.
ورحب بيان وقّعه يوم الاثنين 12 زعيمًا أوروبيًّا بالتقارب المتزايد بين الولايات المتحدة وأوكرانيا بشأن إنهاء الحرب. وقالوا إن الضمانات الأمنية ستشمل المساعدة في إعادة بناء القوات المسلحة الأوكرانية بما يصل إلى 800 ألف جندي، وتأمين المجال الجوي الأوكراني، والتزامات ملزمة قانونًا بتقديم المساعدة لأوكرانيا في حال وقوع هجوم روسي.
وقال القادة: "قد تشمل هذه التدابير استخدام القوة المسلحة، والاستخبارات، والمساعدة اللوجستية، والإجراءات الاقتصادية والدبلوماسية".
وجاء في وثيقة وقعها مسؤولون أوروبيون أن واشنطن منفتحة أيضًا على تقديم عوامل تمكينية، مثل: المعلومات الاستخباراتية، والدعم اللوجستي.
وقال المسؤولون الأمريكيون: إن الضمانات، التي وردت في مسودة وثيقة أعدتها الجيوش الأمريكية والأوروبية والأوكرانية، ستكون مماثلة لضمانات المادة الـ5 من حلف الناتو، في إشارة إلى جزء من المعاهدة التأسيسية التي تغطي الدفاع الجماعي.
وقال زيلينسكي، في مؤتمر صحفي، إنه تم إحراز تقدم في مجال الضمانات الأمنية، وإن واشنطن تستمع إلى مخاوف أوكرانيا. وأضاف أنه تم حذف ما وصفه بـ"الأجزاء الهدامة" من المقترح الأصلي، لكن أوكرانيا ستحتاج إلى وساطة واشنطن بشأن القضايا الحدودية.