logo
العالم

من بكين إلى باخموت.. هل دخل "التنين الصيني" خلسة إلى حرب أوكرانيا؟

من بكين إلى باخموت.. هل دخل "التنين الصيني" خلسة إلى حرب أوكرانيا؟
قوات صينيةالمصدر: أرشيف - غيتي
11 أبريل 2025، 3:37 م

برز تطور لافت في الحرب الأوكرانية هو الأول من نوعه بعد إعلان كييف أن قواتها اشتبكت مع مجموعة من مقاتلين صينيين اشتركوا مع قوات روسيا في محور باخموت شرق البلاد.

ووفق الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، دارت معركة أسفرت عن مقتل أربعة وأسر اثنين، والتحقيقات أشارت إلى أن هؤلاء الأفراد جزء من مجموعة تضم أكثر من 150 مقاتلًا صينيًا يقاتلون لصالح موسكو.

وأكد أن أحد الأسرى وقّع عقدًا رسميًا في موسكو، بينما تم تجنيد الآخر عبر إعلان إلكتروني على منصات صينية يعِد برواتب مجزية.

وأشار زيلينسكي إلى أن روسيا تستخدم وسائل التواصل الصينية، بما فيها "تيك توك وويبو" لتجنيد المرتزقة، وهو ما وصفه بـ"نمط جديد من الحروب غير التقليدية" تتبعه موسكو.

ونفت الخارجية الصينية بشدة هذه الاتهامات، واعتبرتها افتراءات لا تستند إلى أدلة، مؤكدة أن الصين ليست طرفًا في النزاع، ولا تشجع مواطنيها على المشاركة في الأعمال القتالية خارج أراضيها.

من جانبها، وصفت موسكو تصريحات الرئيس الأوكراني بأنها "حملة دعائية" تهدف إلى تشويه العلاقات الروسية الصينية، ونفى الكرملين أي علاقة لهؤلاء المقاتلين، مؤكدًا أن الصين لا تشارك عسكريًا في الحرب.

أخبار ذات علاقة

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي

"بكين على عِلم".. زيلينسكي يكشف عدد الصينيين المقاتلين مع الروس

 

دعاية إعلامية

وفي ظل غياب أدلة دامغة على تورط رسمي من بكين، يرى محللون، أن تصريحات الرئيس الأوكراني حول أسر جنود صينيين هي دعاية إعلامية تهدف إلى إظهار أن الصين تشارك في الحرب، وأن عشرات الملايين من الصينيين يعيشون في روسيا، وقد يكون بعضهم تعاقد فرديًا للقتال. 

وأكّد خبراء أن الضربات الأخيرة للبنية التحتية الروسية نُفذت بصواريخ غربية تعتمد على الأقمار الصناعية الأمريكية والأوروبية، وهو ما يكشف حجم التورط الغربي. 

وأضاف الخبراء لـ"إرم نيوز"، أن روسيا تضم في جيشها مواطنين من دول كالقوقاز والشيشان حصلوا على الجنسية، ويقاتلون بصفتهم روسًا وليسوا ممثلين لدولهم الأصلية.

وقال د. سمير أيوب، المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية، إن تصريحات الرئيس الأوكراني المنتهية ولايته فولوديمير زيلينسكي بشأن أسر جنود صينيين على جبهة القتال في دونيتسك، لا تعدو كونها دعاية إعلامية تهدف إلى الإيحاء بأن الصين منخرطة رسميًا أو غير رسميًا في العمليات العسكرية ضد أوكرانيا.

تحالف عسكري ضد روسيا

وأوضح أيوب في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز"، أن هناك آلاف المرتزقة الأجانب من مختلف دول العالم يقاتلون في صفوف القوات الأوكرانية، لكن ذلك لا يعني أن تلك الدول تشارك رسميًا أو ضمن تحالف عسكري ضد روسيا، مشددًا على أن هذا المعيار ينطبق على جميع الأطراف.

وأضاف أن الجيش الروسي يضم في صفوفه مواطنين من جمهوريات القوقاز والشيشان، ممن حصلوا على الجنسية الروسية، وبالتالي يؤدون خدمتهم العسكرية كمواطنين روس، وليسوا ممثلين لدولهم الأصلية.

واعتبر أن تصريحات زيلينسكي لها أهداف سياسية بحتة، وتهدف للتغطية على تقارير أمريكية كشفت مؤخرًا أن الضربات التي استهدفت البنية التحتية في العمق الروسي، تمت بمشاركة فعلية من الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية.

ولفت إلى أن تلك الضربات نُفذت باستخدام صواريخ غربية الصنع، تعتمد في توجيهها على الأقمار الصناعية الأمريكية والأوروبية، ما يكشف عن مستوى الدعم الغربي المتقدم لأوكرانيا، ويزيد حساسية موسكو تجاه هذا التورط.

أوكرانيا ومحاولات تدويل الحرب

وأشار أيوب إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تروج فيها كييف لمزاعم مشاركة جنود أجانب في صفوف الجيش الروسي، حيث سبق أن تحدثت عن مقاتلين من كوريا الشمالية دون أن يصدر رد رسمي من موسكو، في محاولة من أوكرانيا لتدويل الصراع وتحويله إلى مواجهة بين محاور دولية.

وقال إنه على الرغم من قوة العلاقات الاستراتيجية بين روسيا والصين، إلا أنه لا توجد اتفاقية عسكرية تتيح لبكين إرسال قواتها للقتال إلى جانب موسكو، مشيرًا إلى أن الصين تتبنى موقفًا محايدًا من الحرب، وتسعى للعب دور الوسيط، وهو ما أثار استياءً روسيًا في بعض المراحل من النزاع.

أخبار ذات علاقة

المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف

موسكو ترفض التعليق على اعتقال جنود صينيين في أوكرانيا

وأضاف أن القانون الروسي لا يمنع انخراط أجانب، بمن فيهم الصينيون، في القتال إذا كانوا يقيمون داخل الأراضي الروسية أو حصلوا على الجنسية الروسية، مرجّحًا أن تكون بعض الحالات التي تحدث عنها زيلينسكي ضمن هذا الإطار.

انتكاسة أوكرانية 

ورأى أيوب أن ترويج زيلينسكي لهذه المزاعم يأتي في وقت تعاني فيه قواته من انتكاسات على جبهات القتال، ولا سيما في كورسك، حيث فقدت أوكرانيا السيطرة على عدة نقاط رئيسة بعد تقدم روسي ملحوظ.

واعتبر أن الدول الأوروبية لن تتعامل بجدية مع هذه الاتهامات ضد الصين، في ظل اعتمادها المتزايد على العلاقات التجارية مع بكين، خاصة بعد توتر علاقاتها مع واشنطن في عدد من الملفات الاقتصادية.

واختتم أيوب تصريحاته بأن زيلينسكي بات يغرد خارج سرب حلفائه، حتى من الولايات المتحدة التي تمارس عليه ضغوطًا كبيرة للقبول بهدنة على المنشآت الحيوية، بينما تدفع التصعيدات العسكرية الأخيرة إلى استبعاد أي تهدئة وشيكة.

تصريحات فقدت مصداقيتها 

من جانبه، قال د. نبيل رشوان، المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية، إن تصريحات زيلينسكي بشأن وجود 155 مقاتلًا صينيًا في صفوف الجيش الروسي هي تصريحات يصعب التأكد من مصداقيتها، رغم أن تواجد الصينيين في روسيا ليس أمرًا جديدًا.

وأوضح رشوان في تصريحات خاصة لـ«إرم نيوز»، أن نحو 40 مليون صيني يقيمون في غرب سيبيريا ويعمل كثير منهم في مجالات الزراعة والتجارة، ما يعني أن بعضهم ربما تطوع أو تعاقد مع الجيش الروسي بشكل فردي، دون أي غطاء رسمي من بكين.

وأشار إلى أن الحكومة الصينية لا تؤيد علنًا الانخراط العسكري في هذه الحرب، وقد صرح وزير خارجيتها بأن هناك تحقيقًا جاريًا في صحة هذه المزاعم، ما يعكس حرص الصين على النأي بنفسها عن أي تورط مباشر في النزاع.

تجنب العزلة الدولية 

ورأى رشوان أن بكين لا تملك مصلحة في المشاركة العسكرية مع روسيا، خاصة في ظل محاولاتها الحفاظ على توازن العلاقات مع أوروبا والولايات المتحدة، وتجنب العزلة الدولية التي قد تترتب على أي انخراط مباشر في الحرب.

وأضاف أن الصين قلقة من أي تقارب روسي أمريكي مفاجئ قد يعيد الشركات الأمريكية إلى السوق الروسي، وهو ما يفسر تحفظ بكين على الانخراط في أي تحالف عسكري، رغم متانة العلاقات السياسية والاقتصادية مع موسكو.

وأكد رشوان أن نحو نصف سكان روسيا ينحدرون من أصول آسيوية، بما في ذلك من مناطق شرق آسيا، وبالتالي فإن مشاركة أفراد من أصول صينية في الجيش الروسي قد تكون نتيجة طبيعية للتركيبة السكانية، ولا تعني بالضرورة دعمًا رسميًا من الحكومة الصينية.

أخبار ذات علاقة

جنود صينيون

أوكرانيا تستدعي مبعوث بكين بعد أسر صينيين يقاتلان مع الروس

 

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC