قال مسؤولون أوروبيون إن الضربات الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية، أدت إلى "تفاقم الحالة المزاجية" في طهران، معتبرين أن قادة إيران باتوا أكثر تصميماً على امتلاك قنبلة نووية، لتشكل ردعاً.
ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن 3 مسؤولين أوروبيين، أن هناك حاجة إلى اتفاق يحتوي البرنامج النووي الإيراني، مؤكدين أن الضربات الأمريكية "أعطت طهران حافزاً جديداً لتطوير سلاح ذري سراً".
وأشار المسؤولون إلى أن الأوروبيين يضغطون لإجراء محادثات نووية مع إيران، لكنهم يعتقدون أن آمال التوصل إلى اتفاق "باتت ضئيلة"، كما قالوا إن التقييمات الأولية تشير إلى أن الضربات الأمريكية لم تلغ برنامج طهران النووي.
ويقر المسؤولون الأوروبيون بصعوبة إقناع أي من الجانبين باستئناف المفاوضات بشأن اتفاق نووي شامل، خاصة إذا كان يشمل دولاً أوروبية، وربما قوى عالمية أخرى.
وقالوا إن حسابات طهران قد تتغير، بعدما شنت إسرائيل حملة عسكرية عرقلت المفاوضات التي بدأها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بعد أن نأى بنفسه في البداية عن الهجمات الإسرائيلية، ليأمر بعد ذلك قاذفات أمريكية بضرب ثلاثة مواقع نووية إيرانية.
وذهب ميشيل دوكلو، الدبلوماسي الفرنسي السابق الذي يعمل حالياً في معهد مونتين في باريس، إلى أن النظام الإيراني أصبح أكثر إصراراً على السعي لامتلاك قنبلة نووية، ولا يستبعد أنه يفعل ذلك الآن "بسرية تامة".
وأضاف أن استعداد إيران للدخول في محادثات "سيعتمد إلى حد ما على توازن القوى الجديد في طهران" والجاذبية الاقتصادية للاتفاق مع الولايات المتحدة، مرجّحاً أن يدرك ترامب أنه لم يقضِ على البرنامج النووي؛ الأمر الذي يجعل احتمال استئناف المفاوضات ضئيلا.
ونقلت "واشنطن بوست" عن أحد المسؤولين الأوروبيين تأكيده أن معالم أي مفاوضات جديدة "ستعتمد بشكل كبير على مقدار الضرر الذي لحق بالمواقع النووية الإيرانية والقدرات المتبقية"، لافتاً إلى أن التوصل إلى قرارات حاسمة سيستغرق وقتاً على الأرجح.
وأضاف أن التقييمات الأوروبية الأولية تشير إلى أن الضربات الأمريكية على منشآت التخصيب في فوردو ونطنز ومجمع أصفهان النووي، تسببت في "أضرار جسيمة" لكنها لم تمح البرنامج النووي الإيراني.
ويقول محللون إن القصف الذي استخدمت فيه قوة نيران أمريكية هائلة ربما تسبب في أضرار جسيمة، إلا أن مدى الدمار والوقت الذي قد تستغرقه إيران لإعادة بناء نفسها موضع جدل حاد. كما أن هناك شكوكاً، بما في ذلك في بعض التقييمات الأوروبية الأولية، بأن طهران ربما تكون قد نقلت مخزوناتها من اليورانيوم عالي التخصيب قبل الضربة.
وحذر مسؤولون أوروبيون نظراءهم الإيرانيين من الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي أو طرد مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهي الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة. ولم يتمكن المفتشون من زيارة المواقع النووية منذ أن شنت إسرائيل هجماتها الشهر الماضي.
ووافقت إيران هذا الأسبوع على إجراءات لتعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وقالت الوكالة يوم الجمعة إن فريقاً من مفتشيها غادر طهران؛ ما أدى إلى تعميق الجمود بشأن الإشراف على العمليات النووية الإيرانية.
وقال دبلوماسي أوروبي إن تحركات إيران بشأن الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد تكون محاولة للضغط في المحادثات المستقبلية، وأن المسؤولين الأمريكيين قد أعطوا إشارات متضاربة حول كيفية نيتهم في مواصلة العلاقات مع إيران.
وقال الدبلوماسي الأوروبي: "الأمر لا يزال يتطلب الانتظار لنرى ما سيحدث في طهران وواشنطن".
وأكد المسؤولون أنهم سيبقون قنوات الاتصال مفتوحة مع إيران بغض النظر عن موقف واشنطن. لكن الهجوم الأمريكي، الذي ضرب إيران بعد يوم من لقاء مسؤولين أوروبيين مع وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي في جنيف، أوضح أن الضغط الدبلوماسي الأوروبي وحده قد يكون عقيماً.