الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض طائرتين مسيّرتيْن تم إطلاقهما من اليمن
أشعل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، المواجهة مجددا مع خصومه الديموقراطيين، عبر اتهامهم بالعجز في مواجهة الجريمة والضعف في محاربة التشدد والتساهل مع المهاجرين غير النظاميين.
ويظهر جليًّا من خلال المدن التي يثار الجدل حولها في الوقت الحاضر أن هناك سوابق من الخلاف بين ترامب وحكامها كما هو الحال مع نيويورك، وكاليفورنيا، وميريلاند، وإلينوي.
ويتباهى الرئيس الأمريكي ونائبه جي دي فانس بانخفاض معدل الجريمة خلال الأسبوعين الماضيين في العاصمة واشنطن بعد قرار ترامب الأخير القاضي بنشر قوات الحرس الوطني في العاصمة الفيدرالية.
ترامب يعود هذه المرة إلى إعادة فتح المواجهة باتهام الديموقراطيين بالعجز على مواجهة الجريمة والضعف في محاربة التشدد والتساهل مع المهاجرين غير النظاميين.
ترامب يقول وبناء على هذه التجربة الناجحة بات من الممكن الآن التحول لتكرارها في مدن أخرى تعاني من مظاهر الجريمة ومن انتشار المهاجرين غير النظاميين فيها.
ويقصد ترامب هنا على التوالي مدن بالتيمور بولاية ميريلاند المجاورة للعاصمة واشنطن، ومدينة شيكاغو بولاية إلينوي، ومدينة نيويورك.
وحتى قبل قراره بتفعيل هذه الإجراءات على الأرض ظهرت إلى السطح معارك جدلية على مواقع التواصل الاجتماعي. ومن على مكتبه البيضاوي بين ترامب والحكام الديمقراطيون والعمداء لهذه المدن في صورة تبادل للخطابات العنيفة لفظيا والاتهامات السياسية فيما بينهم.
يقول ترامب على موقعه للتواصل "تروث سوشيال"، إذا كان حاكم ولاية ميريلاند ويس مور بحاجة إلى مساعدة لاعادة الأمن إلى مدينة بالتيمور، فإنه بإمكاننا مساعدته كما فعلنا مع حاكم ولاية كاليفورنيا الديمقراطي هو الآخر في مدينة لوس أنجلوس.
كلام ترامب لم يمر مرور الكرام من جانب حاكم الولاية مور الذي يعد ثالث حاكم ولاية من الأمريكيين الأفارقة الذي ينتخب على رأس ولاية أميركية وهو في السادسة والأربعين من عمره، كما أنه سبق له وأن خدم في الجيش الأمريكي.
مور يرد على ترامب ليقول إن نسبة الجريمة في مدينة بالتيمور سجلت انخفاضا لم يسجل في تاريخ بالتيمور منذ عقود كاملة، أي حتى قبل تاريخ ميلاده هو شخصيا منذ أن استلم الحاكم الذي يعد أحد رهانات الديموقراطيين المستقبلية الإدارة في ولاية ميريلاند.
الحاكم الديمقراطي يقول مازحا أنه يقترح على ترامب جولة في المدينة للوقوف على حقيقة الوضع فيها، وأنه يقترح عليه أن تتم الجولة على متن عربة غولف.
ترامب يرد على ذلك بقوله إنه لن يذهب إلى نزهة في مدينة بالتيمور إلى حين استعادة الأمن فيها.
هذا نموذج من هذه السجالات اللفظية على شبكة الإنترنت، لكن في جوهرها تخفي حقائق عميقة من الخلاف القديم المتجدد بين الرئيس ترامب والحكام الديمقراطيين والذي يعود في جوهره إلى تلك الأزمة العاصفة التي شهدتها ولاية ترامب الأولى عقب حادثة مقتل الأمريكي الأفريقي جورج فلويد في مدينة مينيابوليس بولاية مينيسوتا.
خلاف قديم يعود إلى الواجهة مجددا في ذلك الصيف من عام 2020، حينما واجه ترامب سلسلة مظاهرات وطنية وصراعا مفتوحا مع الديمقراطيين في المدن والولايات التي يسيطرون عليها. وتحول الصراع حينها إلى انقسام سياسي بين ترامب والتيار المعارض والمضاد لخطاباته وسياساته الذي يقوده الرئيس السابق جو بايدن، وهو ما انتهى أخيرا إلى خسارة ترامب وانتخابات الرئاسة في العام الموالي لصالح جون بايدن.
في خطوة لافتة يظهر التحول في مهام قوات الحرس الوطني بالعاصمة واشنطن بالسماح لأفرادها بحمل السلاح خلال أداء مهامهم في المدينة، وهي خطوة سمحت بها وزارة الدفاع كإجراء لاحق لقرار نشر القوات.
هذا الإجراء أضاف المزيد من التوتر الى مواقف الديمقراطيين من هذه الحملة وفتح الباب أمام المزيد من حركات التظاهر والاحتجاج ضدها في المدن المعنية بهذه الإجراءات.
في نهاية الأسبوع الماضي تحدث الرئيس ترامب عن أن مدينة شيكاغو ستكون هي المدينة التالية بعد واشنطن على خطته لنشر قوات الحرس الوطني، مشيرا إلى أن نيويورك ستأتي بعدها، مجددا ذلك الالتزام الذي وعد به بأن يجعل المدن الأمريكية آمنة.
حكيم جيفري زعيم الاقلية الديمقراطية في مجلس النواب والذي يعد أرفع مسؤول من الأميركيين الأفارقة يرد على ترامب بالقول إن الرئيس لا يملك أي سبب قانوني أو سلطة يسمح له بنشر قوات الحرس الوطني في شيكاغو.
جيفري قال إن أي تحرك من ترامب سيؤدي إلى نشوب أزمة في المدينة لا يتحمل مسؤوليتها حكامها الديمقراطيون.
حاكم ولاية إلينوي جي بي بريتزكر وعمدة المدينة براندن جونسون وكلاهما من الديمقراطيين رفضا خطوة ترامب بالجملة، متهمين إياه بالادعاء بفرض سلطة القانون والنظام وأنه وحركته السياسية "أمريكا أولا"، لا علاقة لهما بهذا الأمر على أرض الواقع.
