logo
العالم

غضب يتراكم.. كيف فجرت عقود من الهيمنة الغربية الخطاب القومي في أفريقيا؟

مظاهرات في بوركينا فاسو ضد فرنساالمصدر: (أ ب)

يشتد الجدل في  أفريقيا حول صعود خطاب سيادي مناهض للقوى الغربية، يرى أن القارة الغنية باليورانيوم والليثيوم والذهب، دفعت ثمن عقود من الهيمنة على مقدراتها مقابل وعود أمنية لم تتحقق؛ ما أدى لتراكم الغضب تجاه فرنسا تحديداً نتيجة إخفاقات عسكرية واقتصادية ممتدة.

وجاء طرد القوات الفرنسية، ثم الغربية والأممية، من مالي والنيجر وبوركينا فاسو ليعكس حجم التحول في المزاج السياسي، ويمثل انتكاسة لقوى لم تنجح في الحفاظ على نفوذها التقليدي في القارة. 

كما قادت الانقلابات العسكرية في هذه الدول إلى سقوط أنظمة كانت حتى وقت قريب حليفة للغرب، وصعود قادة جدد اتجهوا سريعاً نحو توثيق شراكاتهم مع روسيا والصين، في مشهد يعيد رسم موازين النفوذ في غرب أفريقيا.

فقدان ثروات

على مدى العقود الماضية، كانت فرنسا تمتلك اليد الطولى في أفريقيا، لكنها فقدت نفوذها تدريجياً في ظل التحولات السياسية والعسكرية التي شهدتها المنطقة خلال السنوات الأخيرة، حيث طُرِدت قواتها وبعض بعثاتها الدبلوماسية، لا سيما من دول غرب القارة.

وقال الخبير الاقتصادي المتخصص في الشؤون الأفريقية، إبراهيم كوليبالي، إن "صعود القومية في أفريقيا مرتبط في الأساس بعوامل اقتصادية وعسكرية، فاستنزاف فرنسا لثروات القارة أثار غضباً شعبياً كبيراً أدى إلى انقلابات أطاحت بأنظمة متحالفة مع باريس وبرزت أخرى مناهضة لها، تسعى إلى تأميم تلك الموارد".

وأضاف كوليبالي لـ"إرم نيوز": "شهدت مالي جهوداً لتأميم مناجم الذهب التي كانت تحت سيطرة شركات فرنسية، وفي النيجر تم الاستيلاء على حصص أورانو الفرنسية".

أخبار ذات علاقة

بوتين مع زعماء دول أفريقية

تحالفات واستثمارات.. تحركات روسية في شمال أفريقيا تثير قلق أوروبا

وأوضح أن "الأمر لا يقتصر على إخفاق أمني فحسب، بل يتجاوز ذلك ليشكّل شعوراً واسعاً بالهيمنة الغربية على مقدرات أفريقيا".

تراكم الغضب

وتأتي هذه الظاهرة في ظل تصاعد الأزمات الأمنية والاقتصادية في أفريقيا، وهو ما يركز عليه القادة الجدد لدول مثل مالي والنيجر في خطابهم.

واعتبر الناشط الحقوقي النيجري، إدريسا سايفو، أن صعود الخطاب المناهض لفرنسا في القارة "ليس وليد قومية أو انغلاق سياسي وثقافي، بل نتيجة تراكم الغضب الشعبي تجاه باريس".

وأضاف سايفو في تصريح لـ"إرم نيوز" أن "الإخفاقات العسكرية والأمنية لفرنسا في غرب أفريقيا لا تُحصى، فطيلة عقد من عملية برخان لم تحقق القوات الفرنسية أي إنجاز يُذكر، بينما شهدت المنطقة توسعا غير مسبوق للجماعات المسلحة؛ ما أثار غضب شعوب المنطقة لأن فرنسا كانت تستفيد من ثرواتهم مقابل دعم أمني غير مجدٍ" وفق تعبيره.

وشدد على أن "على فرنسا إعادة النظر في سلوكها وسياساتها وحتى خطاباتها تجاه أفريقيا، التي تتمتع بثروات هائلة ومستقبل واعد".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC