logo
المغرب العربي

أزمة في قلب البرلمان التونسي.. تحرك نيابي يهدد بإسقاط رئيس المجلس

البرلمان التونسيالمصدر: أ ف ب-أرشيفية

أثار حراك دشنه نواب في البرلمان التونسي بهدف سحب الثقة عن رئيس المجلس، إبراهيم بودربالة، تساؤلات جدية حول دلالات ذلك، وتأثيره المرتقب على المشهد السياسي في البلاد.

وفي وقت يشهد فيه البرلمان نقاشات حادة بشأن الميزانية التي اقترحتها الحكومة برئاسة سارة الزعفراني الزنزري، أعلن النائب، نزار الصديق، أن "هناك توجهاً جدّياً في صفوف عدد مهم من نواب البرلمان لسحب الثقة من بودربالة".

وأوضح الصديق أنه استقال من مكتب البرلمان شأنه شأن النائب عبد العزيز الشعباني، وبرر هذه الخطوة بتكرر اختراق النظام الداخلي للمجلس، لافتاً إلى أن 5 نواب آخرين أيضاً قدموا استقالتهم.

أخبار ذات علاقة

مجلس النواب التونسي

رسائل لسعيد والمعارضة.. "ثورة تشريعية" في البرلمان التونسي

صراع على المواقع

ولم يعلق بعد بودربالة عن هذا الإعلان، ما أثار جدلاً سياسياً حول دلالات ما يحدث داخل البرلمان.

وبرى المحلل السياسي التونسي، هشام الحاجي،"أن هذه الخطوة تعكس وجود أمرين، هما: صراع على المواقع و النفوذ، لأن لرئيس مجلس النواب دائماً أهمية سياسية ورمزية، و ربما يعكس أيضاً محاولة  للاحتجاج على بعض جوانب تسيير مجلس النواب".

وتابع الحاجي، في تصريح خاص لـ "إرم نيوز"، أن "ما هو  أهم في تقديري أن السعي إلى سحب الثقة من رئيس مجلس النواب يعكس حالة من الارتباك في الأداء البرلماني، وضبابية الدور، وهي حالة تتغذى من التقاء غياب التأطير الحزبي، وضعف دور الكتل، وتهميش دور النواب ومجلس النواب في الدستور، إلى جانب ضغط الرأي العام الذي يشعر بضعف الإنجازات، ورغبة النواب في الظهور بمظهر من يقوم بدوره".

وشدد الحاجي على أن "هذا التطور سيلقي بظلاله بالفعل على المشهد السياسي، خاصة أنه صراع داخل أنصار مسار   25 يوليو / تموز".

أخبار ذات علاقة

جلسة سابقة لمجلس نواب الشعب التونسي

وسط مخاوف من تضخم محتمل.. ميزانية تونس تثير الجدل

أزمة معقّدة

تجدر الإشارة إلى أنّ مكتب البرلمان في تونس يتكون من رئيس المجلس النيابي رئيساً له، ونائبيه، و10 نواب أعضاء، وينص الفصل 42 من النظام الداخلي للبرلمان على أن المكتب يتخذ قراراته حضورياً وبتصويت من أغلبية أعضائه. 

وقال المحلل السياسي التونسي، محمد صالح العبيدي، إن "الأزمة التي يمر بها مكتب البرلمان معقدة للغاية، خاصة في ظل الصمت الذي أبداه رئيسه إبراهيم بودربالة ما يعزز من فرضية وجود مساعٍ جدية لإزاحته من منصبه على الرغم من نفي بعض النواب استهدافهم بودربالة مباشرة".

وأضاف العبيدي في تصريح خاص لـ "إرم نيوز" أن "فرص نجاح هذه المساعي تبدو ضعيفة في ظل الحاجة إلى ضرورة موافقة أكثر من نصف أعضاء البرلمان من أجل القيام بذلك واختيار شخصية بديلة يتم التوافق عليها بشكل واسع".

وأنهى العبيدي حديثه، بالقول: "في المقابل هذه المساعي رمزية بشكل كبير، حيث تعكس حجم التشرذم السياسي الذي باتت تعيش على وقعه تونس".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC