يسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إلى احتواء غضب أهالي الرهائن المحتجزين في قطاع غزة، وقرر إعادة تسويق عملية "عربات جدعون 2" عبر تعديل الاسم والمهام وجدول الأعمال.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، إن إعادة تسويق العملية لا بد أن يضمن قولبتها في إطار يقنع أهالي الرهائن بعمل الجيش الإسرائيلي الجاد على الإفراج عن ذويهم.
وكشفت الصحيفة أن نتنياهو يعتزم استبدال اسم "عربات جدعون 2" بآخر "أكثر جاذبية" خلال الأسبوع الجاري، فيما قال رئيس الأركان إيال زامير، إن "العملية، سواء باسمها الحالي أو الجديد، لن تقل في مدتها الزمنية عن عام".
ولا تستند تقديرات رئيس الأركان فقط على الأنفاق الواسعة والمتشعبة التي لا تزال قائمة في مدينة غزة، بل على الحذر المطلوب عند محاولة الإفراج عن الرهائن الأحياء، وهو ما جرى تأكيده خلال الأيام القليلة الماضية في إفادات أمام قادة القوات المقرر تحركها في مدينة غزة.
وبدأت عملية "عربات جدعون 2" بغارات جوية تمهيدية، استهدفت مئات كاميرات المراقبة، ومواقع إطلاق الصواريخ المضادة للدبابات، بالإضافة إلى عمليات قنص من الطوابق العليا للمباني في أحياء الشيخ عجلين، والصبرة، والرمال، وسط وغرب مدينة غزة.
وقالت الصحيفة إن "حماس لا تزال تمتلك وتستخدم تقنيات مراقبة عسكرية متنوعة، رغم مرور ما يقرب من عامين على اندلاع الحرب".
وأضافت الصحيفة، استنادًا إلى مصادر وصفتها بـ"الخاصة"، أن "بعض هذه التقنيات يُستخدم ميدانيًا ضد جنود الجيش الإسرائيلي، وليس فقط من أعلى المباني الشاهقة التي بدأ الجيش الإسرائيلي بهدمها".
ويتطلع الجيش إلى أن تسهم عمليات تدمير الأبراج السكنية في دفع الغزيين المقيمين قربها إلى الفرار نحو جنوب القطاع، لا سيما بعد إعلان الجيش أمس السبت عن اكتمال بناء "مدينة نازحين" جديدة في خان يونس، مزودة بـ"الماء والمأوى والغذاء والبنية التحتية الطبية".
مع ذلك، من غير المستبعد أن تصطدم عملية "عربات جدعون 2" بجداول زمنية طلبها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من نتنياهو.
وفي تضارب صريح مع تصريحات رئيس الأركان إيال زامير، نقلت الصحيفة عن مصادر وصفتها بـ"العسكرية" أن الجيش نجح في تقليص الجدول الزمني لاجتياح مدينة غزة برًا.
وأضافت المصادر "السيطرة على المدينة لن تستغرق أكثر من أسبوع أو أسبوعين، حتى يتسنى الوصول الفعلي إلى المناطق العميقة".
مع ذلك، اعترفت المصادر بأن المشكلة الأكثر تعقيدًا تكمن في تحديد مواقع بنية حماس الاستراتيجية وتدميرها، لا سيما وهي تتوزع على امتداد كيلومترات من القواعد تحت الأرض.