قالت مصادر حكومية وأخرى حقوقية، إن الحوثيين شنّوا حملة اختطافات واسعة طالت عددًا من موظفي وعمال وكوادر فرع شركة النفط اليمنية وميناء رأس عيسى النفطي، الواقعين تحت سيطرتهم في محافظة الحديدة، وحوّلوا جزيرة كمران الاستراتيجية إلى معتقل واسع ومعزول عن العالم الخارجي.
وذكرت مصادر في السلطة المحلية بالحديدة، التابعة للحكومة اليمنية المعترف بها دوليًّا، أن استمرار الضربات الأمريكية على ميناء رأس عيسى، وإحباطها محاولات الحوثيين لإعادة تشغيله واستئناف تفريغ شحنات النفط المستوردة، دفعت الميليشيا إلى اعتقال عدد من العمال، بينهم موظفون بشركة النفط اليمنية، بذريعة التخابر مع القوات الأمريكية.
وأشارت المصادر في حديثها لـ"إرم نيوز" إلى أن الحوثيين اقتحموا، يوم الاثنين الماضي، مبنى فرع شركة النفط اليمنية في الحديدة، واختطفوا عددًا من مسؤولي الشركة، من بينهم رئيس قسم العلاقات العامة أحمد طالب خان، ونائب مدير الشؤون التجارية رامي علي حناب، ونقلوهم إلى مكان احتجاز غير معروف.
ورغم الضربات المدمّرة التي استهدفت منصة استيراد الوقود "رأس عيسى" الخميس الماضي، واصل الحوثيون محاولاتهم لإصلاح الأضرار التي لحقت بمضخّة وأنبوب نقل المنتجات البترولية، بهدف استئناف عملية تفريغ الوقود من السفن مباشرة إلى صهاريج التوزيع؛ ما يعرّض العمال لخطر الغارات الأمريكية التي استمرت في الأيام الأخيرة، لإحباط أي محاولة لاستئناف النشاط في الميناء.
وبعد إدراجها الحوثيين ضمن قائمة "المنظمات الإرهابية الأجنبية"، فرضت واشنطن حظرًا على استيراد المشتقات النفطية إلى الموانئ الخاضعة لسيطرة الحوثيين منذ بداية الشهر الجاري، كما أدرجت 3 سفن وشركاتها المالكة ضمن قائمة العقوبات، بسبب مواصلتها تزويد الحوثيين بالوقود رغم الحظر.
وفي السياق ذاته، أكدت "الشبكة اليمنية للحقوق والحريات" في محافظة الحديدة أن جماعة الحوثي حوّلت جزيرة كمران، إحدى أكبر الجزر اليمنية المأهولة في البحر الأحمر، إلى "سجن جماعي لإخفاء العشرات قسرًا بتهم التجسس".
وقال غالب القديمي، نائب مدير مكتب حقوق الإنسان في الحديدة (المعيّن من الحكومة الشرعية)، إن الحوثيين قطعوا الاتصالات والإنترنت عن جزيرة كمران، ومنعوا سكانها من المغادرة، بعد تعرّضها لأكثر من 80 غارة أمريكية خلال الأيام الماضية.
وأوضح القديمي، في منشور على "فيسبوك"، أن الجزيرة تحوّلت إلى "سجن كبير"، مع ورود معلومات عن عشرات المختَفين قسرًا من أبناء كمران، على خلفية اتهامهم بالتعاون مع القوات الأمريكية.
ووفقًا لمصادر حقوقية، يستخدم الحوثيون المدنيين دروعًا بشرية أمام الغارات الأمريكية، في مسعى لاستغلال الضحايا لاحقًا للضغط على المجتمع الدولي ووقف العمليات العسكرية.
وخلال السنوات الأخيرة، عملت ميليشيا الحوثي، بإشراف خبراء من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني، على تحويل جزيرة كمران إلى قاعدة عسكرية متقدمة، مزوّدة ببنية تحتية عسكرية ومعدات مراقبة واتصال، بفضل موقعها الاستراتيجي على ممر الملاحة الدولي في البحر الأحمر.