دعا الوسيط الأمريكي بشارة بحبح إلى "حتمية عودة دور الوساطة الذي تلعبه قطر بين حماس وإسرائيل"، مشيرًا إلى أن الجميع كان على موعد مع صفقة، لكن إسرائيل أحبطتها بعملية قصف الدوحة.
وبحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، فإن بحبح، الذي وصل في زيارة إلى إسرائيل اليوم الأحد، التقى أهالي الرهائن المحتجزين لدى حماس، وجاء اللقاء بناء على طلبهم، في ظل محاولات الاطلاع على مزيد من التفاصيل حول سير المفاوضات.
وخلال مناقشات جرت بين بحبح والأهالي، أخبرهم الوسيط الفلسطيني الأصل أنه "عشية الهجوم على قطر، كان هناك اتفاق مطروح، لكن القصف أفسده".
خطوات لإعادة قطر إلى دور الوسيط
وحسب قوله، لا تزال قطر العامل الأهم في طريق التوصل إلى اتفاق، وعلى إسرائيل "اتخاذ خطوات لإعادتها إلى طاولة الوساطة".
وأوضح بحبح للأهالي: "قصف الدوحة أحبط الأمل في عودة أبنائكم، ولا بد من الضغط لإعادتها مجددًا إلى طاولة المفاوضات".
وتشير الصحيفة العبرية إلى أن بحبح، الرئيس السابق لحركة "أمريكيون من أجل ترامب"، وصاحب لقب "مهندس الصفقات السرية"، هو حلقة الوصل الرئيسة في القنوات غير المباشرة بين حماس والولايات المتحدة.
وفي السابق، ساهم بحبح في طرح خطة إطلاق سراح أحد الرهائن الإسرائيليين، وهو الجندي عيدان ألكسندر، لكن "يديعوت أحرونوت" ألمحت إلى أن "عملية إطلاق ألكسندر كانت بمبادرة من حماس وليس من واشنطن".
دور سها عرفات في لقاءات حمد وبحبح
ووفقًا للصحيفة، فإنه بعد انكشاف المفاوضات المباشرة بين الإدارة الأمريكية وحماس، توقفت على خلفية انتقادات إسرائيل اللاذعة لواشنطن. وقبل تجميدها، أفادت تسريبات عبرية بتوجه القيادي الحمساوي غازي حمد للقاء بشارة بحبح عبر أرملة الرئيس الفلسطيني الراحل، سها عرفات، حيث اقترح حمد على بحبح إطلاق سراح ألكسندر.
وكشفت الصحيفة العبرية أن ممثلي حماس في الدوحة وغزة، أبلغوا مصادر مختلفة بأنه من خلال هذه القناة تم الحصول على وعد من واشنطن بالضغط على إسرائيل وإلزامها باستئناف المساعدات الإنسانية للقطاع.
وفي نهاية مايو/ أيار 2025، طرح بحبح خطة أخرى: "وقف إطلاق نار لمدة 70 يومًا وإطلاق سراح 10 رهائن على مرحلتين".
خطة بحبح التي رفضتها إسرائيل
وأوضحت إسرائيل حينها أنه "لا يمكن لأي حكومة الموافقة على خطة بحبح"، لأنها، حسب تقديرات دوائر إسرائيلية، "وضعت شروطًا تعجيزية تعني التخلي عن أهداف الحرب".
وفي أغسطس/ آب 2025، نفى بحبح في تقارير مختلفة استقالته من فريق التفاوض الأمريكي، موضحًا أنه لم يكن عضوًا رسميًا فيه قط.
وكتب في منشورات على "فيسبوك": "نُشرت أخبار كاذبة عني في إسرائيل. ما زلت أعمل على إنهاء الحرب الوحشية في غزة"، وأوضح أنه توسط بناءً على طلب المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف.
وأضاف: "أعتقد أن ترامب يريد إنهاء المأساة في غزة. لقد كنتُ وسأظل دائمًا صوتًا قويًا يدافع عن سكان قطاع غزة".
وكان بحبح عضوًا في الوفد الفلسطيني بمحادثات السلام متعددة الأطراف خلال فترة التسعينيات، ورئيس تحرير صحيفة "الفجر"، ويقيم الآن في الولايات المتحدة، لكنه لا يزال مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بوطنه، وقد قال سابقًا: "سيظل هذا وطني دائمًا، أينما كنت".