تخطط تركيا لتوسيع نفوذها إلى وسط سوريا عقب نجاحها في تثبيت وجودها في الشمال وتحديدا في حلب وأدلب ومناطق درع الفرات، وذلك في خطوة تعكس استمرار أنقرة في تعزيز دورها كقوة إقليمية رئيسة في سوريا.
وقالت مصادر سياسية سورية، إن خطط تركيا لتوسيع نفوذها الى مناطق وسط سوريا يأتي بعد انحسار النفوذ الروسي والإيراني في البلاد بعد سقوط النظام السابق.
وأكدت المصادر، أن أطماع أنقرة في زيادة نفوذها في البلاد يحظى بدعم من السلطات السورية الجديدة، فيما تواجه بمعارضة من قبل الأكراد وإسرائيل التي شنت طائراتها غارات جوية استهدفت تدمير بعض المواقع التي قيل أن تركيا تخطط لبناء قواعد عسكرية فيها.
وأوضحت، أن أنقرة ماضية في تنفيذ استراتيجية توسيع نفوذها في الأراضي السورية رغم التحديات التي تواجهها، مشيرة بهذا الخصوص إلى أن أنقرة أنهت عملية إعادة تأهيل قاعدة تي فو التي تعرضت لضربات جوية إسرائيلية .
وكشفت المصادر ذاتها، أن تركيا قامت خلال الأيام القليلة الماضية بنشر معدات عسكرية متطورة في قاعدة تي فور الواقعة في ريف حمص، والتي تسعى أنقرة لتحويلها إلى مركز متقدم للدفاع الجوي.
ويعد استخدام تركيا لقاعدة تي فور جزءا من اتفاقية دفاع مشترك بين دمشق وأنقرة كان تم التوافق عليها مبدئيا منذ وصول النظام السوري الجديد الى سدة السلطة برعاية تركية، ثم جرى برمجتها تنفيذيا خلال زيارة أول وفد عسكري مخابراتي تركي لدمشق في يناير الماضي، ليصار إلى توثيقها رسميا في زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع لتركيا بعد ذلك بعدة أيام.
وتُصنف قاعدة تي فور بكونها واحدة من أهم القواعد الجوية في سوريا؛ ما يعني أن سيطرة تركيا على القاعدة يعد مؤشرًا واضحًا على طموح أنقرة لتوسيع نفوذها العسكري خارج الشمال السوري، ويشكل نقلة نوعية من شأنها تعزيز دورها في رسم الخريطة الجديدة قيد التشكيل لمنطقة الشرق الأوسط.
يشار إلى أن من بين الأهداف الاستراتيجية التي تسعى تركيا لتحقيقها من خلال توسيع نفوذها في سوريا زيادة حضورها العسكري في المنطقة ومواجهة بقيا تنظيم داعش، بالإضافة إلى ردع الهجمات الجوية الإسرائيلية على سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد.