أشعل قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إعلان هدنة إنسانية في قطاع غزة، تبدأ صباح اليوم الأحد، غضباً عارماً بين وزراء اليمين المتطرف في الائتلاف الحاكم.
وتجاهل نتنياهو دعوة وزراء اليمين المتطرف بتسلئيل سموتريتش وإيتامار بن غفير ــ وهما من المعارضين الصريحين لوقف إطلاق النار لأسباب إنسانية ــ ولم يبلغهما بالأمر إلا بعد أن تم اتخاذ القرار بشكل نهائي.
وكشفت القناة 12 العبرية نقلاً عن مسؤول رفيع أن نتنياهو لم يُبلغ سموتريتش وبن غفير مسبقاً بالقرار الذي اتخذه مع وزيري الخارجية والدفاع وقادة الجيش الإسرائيلي.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، بعد مرور 660 يوماً على الحرب في غزة، بدء تطبيق هدنة إنسانية مؤقتة ابتداء من صباح اليوم الأحد وحتى ساعات المساء، في المراكز والممرات الإنسانية بغزة لتسهيل توزيع المساعدات.
وكان بن غفير وسموتريتش قد حضا نتنياهو، قبل إعلان الهدنة بساعات، على عدم السماح بإدخال أي مساعدات إلى قطاع غزة، والبدء باحتلال كامل للقطاع سعياً للقضاء على حركة "حماس".
ونشر سموتريتش تدوينة تضمنت رسالة إلى نتنياهو قال فيها: "انتهت مراسم التفاوض المُذلة مع الإرهابيين. يا سيادة رئيس الوزراء، حان وقت النصر!".
وبعد إعلان الهدنة، نشر بن غفير تدوينة عبر منصة "إكس" حملت غضباً شديداً، قال فيها: "في ليلة السبت، أبلغني مسؤول في مكتب رئيس الوزراء أنه خلال اليوم ذاته، عُقدت مشاورة أمنية بدوني (الادعاء الرسمي: "حتى لا ندنس السبت) - وهم يعرفون جيداً أنني كوزير للأمن القومي متاح في يوم السبت لأي حدث مهم أو مشاورة أمنية. حيث تقرر زيادة كميات المساعدات "الإنسانية" التي تدخل غزة".
وأضاف: "قلت للمسؤول إن هذا استسلام للحملة الكاذبة التي تشنها حماس، والتي تعرض جنود الجيش الإسرائيلي للخطر، وأن هذا الاستسلام أصبح أكثر خطورة بعد أن قال رئيس الوزراء يوم الجمعة (إننا سوف ندرس طرقاً بديلة لإطلاق سراح الرهائن)".
وتابع: "اتضح أن (الطريق البديل) هو الاستسلام لحماس وحملاتها الكاذبة، وزيادة المساعدات الإنسانية التي تصلها مباشرةً. هذا الطريق يُبعد عودة الرهائن، والأهم من ذلك، يُبعد النصر الكامل في الحرب".
وختم بن غفير قائلاً: "الطريقة الوحيدة لكسب الحرب وإعادة المختطفين هي وقف المساعدات "الإنسانية" بشكل كامل، واحتلال القطاع بأكمله، وتشجيع الهجرة الطوعية".
وذكرت مصادر عبرية أن نتنياهو رضخ للضغوط الخارجية الشديدة التي مارستها دول غربية،
يذكر أن أعضاء في الكونغرس الأمريكي أصدروا بياناً مشتركاً أكدوا فيه أن هناك فوضى وخطورة في إيصال المساعدات لغزة أدت إلى موت نحو 700 شخص، مشددين على أن الأوضاع الإنسانية في غزة مروعة وغير مقبولة.
وأكد البيان أن %75 من سكان غزة يواجهون مستويات جوع كارثية عقب الحصار الذي فرضه نتنياهو، مشدداً على أن توسيع العملية العسكرية الإسرائيلية بغزة عرّض العمليات الإنسانية للخطر.
ودعا بيان أعضاء الكونغرس إدارة ترمب إلى الضغط على نتنياهو للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بغزة.