استهدفت غارات إسرائيلية "مفاجئة" كلاً من اللاذقية وطرطوس في الساحل السوري، بالتزامن مع زيارة يُجريها المبعوث الأمريكي إلى سوريا توماس باراك إلى البلاد، الذي اقترح البدء باتفاق "عدم اعتداء" بين الطرفين.
وقالت وكالة الأنباء السورية "سانا"، إن شخصاً قتل وأصيب اثنان مدنيان بجراح، نتيجة الغارات، التي استهدفت مواقع قرب قرية زاما بريف جبلة جنوبي اللاذقية"، فيما أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن الغارات استهدفت "مواقع عسكرية" وثكنات في منطقة طرطوس واللاذقية، بدون الإبلاغ عن وقوع أي ضحايا.
من جانبها، أعلنت إسرائيل قصف "منشآت لتخزين الأسلحة تضم صواريخ أرض-بحر، إضافة إلى مكونات صواريخ أرض-جو، تشكّل تهديداً على حرية الملاحة الدولية وحرية الملاحة لإسرائيل، بمنطقة اللاذقية في سوريا".
وتحدثت مصادر خاصة لـ"إرم نيوز"، بأن المواقع العسكرية المستهدفة، تم إخلاؤها من مقاتلي الفصائل المتمركزين فيها قبل نحو 20 دقيقة من القصف، ما يوحي بأن إسرائيل أرسلت تحذيراً يفيد بتعرض تلك المواقع للقصف من أجل إخلائها.
وقال المحلل السياسي عزام شعث، إن السياسة الإسرائيلية واضحة، مع جميع الدول العربية، فهي تحافظ على أعلى درجات التصعيد، حتى تشكل ضغطاً في المفاوضات، وتحصيل أكثر ما يمكن من المكاسب.
وأضاف في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن "إسرائيل بررت قصفها الأخير، بوجود صواريخ بحرية ومعدات تفيد الدفاع الجوي في المواقع"، لافتًا إلى أن "الغارات الإسرائيلية طيلة الشهور الماضية، تؤكد أن طائرات تل أبيب تتحرك بحرية كاملة ولو أن هناك أسلحة يمكنها مجابهتها، لتم ذلك بالتأكيد".
وأشار شعث إلى أن العلاقة الأمريكية الإسرائيلية، تتناغم عادة بتبادل الأدوار، في ممارسة الضغط أو التهدئة، وأبرز مثال على ذلك تصريح المبعوث الأمريكي باراك، الذي قال إنه يمكن إيجاد حل لتلك الغارات عبر توقيع اتفاق عدم اعتداء، مع أن الرئيس ترامب تحدث عن تطبيع سيعمل عليه بين سوريا وإسرائيل.
من جهته استبعد المحلل السياسي عصام عزوز، أن تتوقف الغارات الإسرائيلية على سوريا، رغم الحديث عن اتصالات غير مباشرة بين الطرفين، إضافة إلى رفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا، وحديث الرئيس ترامب عن مساعدات كبيرة سيقدمها لسوريا حتى تأخذ فرصتها في النهوض.
وبيّن في تصريحه لـ"إرم نيوز" أن "الاتفاقات وصياغة التفاهمات، ستأخذ وقتاً طويلاً بين الجانبين، لهذا ليس من المتوقع توقف الغارات الإسرائيلية عن المواقع السورية، على الأقل خلال المرحلة المقبلة، حيث لا يستطيع أحد ضمان نتائج تلك المباحثات".
ويؤكد عزوز، أن الشروط الإسرائيلية حيال امتلاك الجيش السوري لأية أسلحة متطورة، التي جاهر بها قادة الجيش ورئيس الوزراء الإسرائيلي بينامين نتنياهو، تثبت النيات الإسرائيلية بجعل الجنوب السوري منزوع السلاح، وفرض هذه النقطة في المفاوضات غير المباشرة التي أعلن عنها السوريون.
ومنذ سقوط النظام السوري السابق في الـ8 من شهر كانون الأول/ديسمبر 2024، شنت إسرائيل مئات الضربات والغارات على المواقع العسكرية السورية، مبررة ذلك بالحؤول دون وقوع الترسانة العسكرية في أيدي السلطات الجديدة.
