انسحبت قوات بورتسودان اليوم الأربعاء، من منطقة المثلث الحدودية مع مصر وليبيا، في خطوة تزامنت مع إعلان شنّ قوات الدعم السريع هجوماً مباغتاً على المنطقة.
وشكّل انسحاب قوات بورتسودان من منطقة عوينات الاستراتيجية التي تربط ثلاث دول، "هزيمة" بحسب مصادر في قوات الدعم السريع، التي أكّدت الاستيلاء على الحامية العسكرية، وما فيها من آليات قتالية، وكميات كبيرة من الأسلحة الثقيلة والخفيفة.
وبعد ساعات من العملية، انتشرت على منصات التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لعناصر من قوات الدعم السريع تؤكد إحكام سيطرتها التامة على المنطقة، في مؤشر جديد على تقدّمها في الجبهة الشمالية للبلاد، ما يمهّد لفتح الطريق أمام قواتها نحو ولايتي الشمالية ونهر النيل.
ويأتي التقدم الكبير لــ"الدعم السريع" في الحدود الشمالية بعد أن تمكنت قواتها في مارس/ آذار الماضي من السيطرة بشكل كامل على منطقة المالحة، وهي محور استراتيجي مهم في منطقة الصحراء، ومركز رئيس للإمداد والتموين وتحركات القوات نحو مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور.
وتمثل منطقة عوينات معبراً أمنياً وتجارياً مهماً بين الدول الثلاث، كما تعد مركزاً لمكافحة الهجرة غير النظامية والاتجار بالبشر.
ويرى مراقبون أن سيطرة قوات الدعم السريع على المثلث الحدودي، تعني مضيّها في خطتها المعلنة الرامية لدحر قوات بورتسودان من المناطق الأخرى في ولايات شمال البلاد، والعودة مرة ثانية لاستعادة العاصمة الخرطوم.
وفي الأسابيع الأخيرة، استعادت قوات الدعم السريع مساحات واسعة من ولاية غرب وجنوب كردفان من مدن الخوي والدبيبات وأم صميمة، وتحاصر حالياً مدينة الأبيض، عاصمة ولاية شمال كردفان من محاور عدة، وسقوطها يفتح الطريق أمام قوات الدعم السريع لاستعادة مدينة أم درمان، ثاني أكبر مدن العاصمة.
في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أحالت مصادر عسكرية سبب التوتر على الحدود بين السودان وليبيا، إلى مهاجمة وحدة من "القوة المشتركة" التي تقاتل في صفوف قوات بورتسودان، قوة من الجيش الليبي أثناء دورية داخل الأراضي الليبية.
وأضافت أن الجيش الليبي رد على هذا الهجوم، وأجبر "القوة المشتركة" على التراجع إلى داخل الحدود السودانية.
وجاءت تلك التطورات، مع نفي قوات الجيش الليبي، بقيادة خليفة حفتر، مزاعم قوات بورتسودان بمهاجمة الأراضي السودانية، واعتبرتها "محاولة لتصدير الأزمة وخلق عدو افتراضي خارجي".