logo
العالم العربي

"ليست زلة لسان".. تصريحات سموتريتش تكشف خطط إسرائيل لتقسيم سوريا

"ليست زلة لسان".. تصريحات سموتريتش تكشف خطط إسرائيل لتقسيم سوريا
وزير مالية إسرائيل بتسلئيل سموتريشالمصدر: تايمز أوف إسرائيل
02 مايو 2025، 10:24 ص

يرى خبراء أن تصريحات وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، التي دعا فيها إلى تقسيم سوريا ليست "زلة لسان"، وتؤكد أن الهدف الإسرائيلي المعلن المتمثل في منع وصول الأسلحة إلى جماعات متطرفة لم يعد مقنعا، وتؤكد أن هذه التحركات استراتيجية  تستهدف زعزعة استقرار سوريا تمهيدًا لإعادة صياغة توازنات النفوذ في المنطقة لصالح تل أبيب.

وجاءت التصريحات بالتزامن مع اشتباكات طائفية دامية بين مسلحين مرتبطين بالسلطات السورية ومقاتلين دروز.

ويؤكد الخبراء أن اختيار سموتريتش لتوقيت التصريح يؤكد بوضوح وجود مخطط إسرائيلي لاستغلال الأوضاع في سوريا، وتحقيق أهداف إستراتيجية تسعى إسرائيل لها منذ سنوات طويلة.

وقال المحلل السياسي عامر ملحم إن إسرائيل كثّفت عملياتها العسكرية في سوريا منذ سقوط النظام، معلنة منطقة نفوذ داخل الأراضي السورية بذريعة منع انتقال الأسلحة الثقيلة إلى فصائل مثل هيئة تحرير الشام أو حزب الله.

وأكد ملحم لـ"إرم نيوز" أن "الهدف الأمني ليس كما تدّعي إسرائيل"، مضيفًا: "لديها طموحات أعمق تتعلق بكسر إرادة الشعوب، من خلال تأجيج الفتن الطائفية والانقسامات القبلية، وهو أسلوب معروف تاريخيًا واستخدمته بريطانيا في الهند وشرق آسيا لضمان استمرار هيمنتها".

وأشار إلى أن إسرائيل تسعى أيضًا للسيطرة على الأراضي الزراعية، ومصادر المياه، والمواقع الاستراتيجية بهدف إضعاف الاقتصادات المحلية في المنطقة.

وتابع أنّ "خطاب سموتريتش لا يعبّر فقط عن توجهات اليمين الإسرائيلي، بل يعكس ذهنية  إسرائيلية عامة تعمل منذ سقوط الأسد على تشويه صورة السوريين والتشكيك بقدرتهم على حكم أنفسهم، مبررة تدخلها بذريعة حفظ الأمن".

وأضاف ملحم أن إسرائيل ترى في العلاقة المتنامية بين السلطات السورية الجديدة وتركيا تهديدًا يفوق النفوذ الإيراني المتراجع، وهو ما يفسر تكثيف تحركاتها في سوريا ليس فقط لمواجهة إيران أو الجماعات المتطرفة، بل لمنع أي نفوذ تركي واسع في المشهد السوري.

سيناريو لبنان

من جانبه، حذّر المحلل السياسي حسن الخالدي من محاولة جر  سوريا إلى سيناريو شبيه بالحرب الأهلية في لبنان، مشيرًا إلى أن الأرضية الطائفية الملتهبة، خاصة في الساحل السوري، قد تسهّل هذا المسار.

أخبار ذات علاقة

وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس

"رسالة إسرائيل واضحة".. كاتس يُجدد تهديداته للشرع

 وأوضح الخالدي في تصريح لـ"إرم نيوز" أن الصراع بين السلطات الجديدة وفصائل متحالفة معها من جهة، وأبناء الطائفتين العلوية والدرزية من جهة أخرى، قد يمهّد لتفكيك الدولة السورية، وهي فرصة تسعى إسرائيل لاستغلالها عبر تكثيف الضربات العسكرية، بالتزامن مع سعي حكومة نتنياهو لفتح جبهات خارجية لتخفيف الضغوط الداخلية.

وأضاف الخالدي أن الاعتداءات الأخيرة على أبناء الطائفة الدرزية سمحت لإسرائيل بمحاولة الاقتراب منهم، حيث عرضت نفسها كـ"ضامن أمني" بعد الاشتباكات، في إطار استراتيجية أوسع للعب على وتر الأقليات وتفكيك النسيج الاجتماعي السوري.

وقال إن تصريحات نتنياهو التي تزعم الدفاع عن الدروز قد تمهد لتدخل مباشر في سوريا، ما قد يخلط الأوراق السياسية ويعيد تشكيل التحالفات المحلية بشكل خطير.

وحول تصريحات وزير المالية الإسرائيلي، قال الخالدي: "ما قاله لا يمكن اعتباره زلة لسان، بل هو انعكاس لرؤية إسرائيلية قديمة تراهن على تفكك سوريا، خاصة بعد 3 تطورات داخلية مفصلية هزت التوازن الداخلي وأظهرت هشاشة الوحدة الوطنية".

أخبار ذات علاقة

دروز في جرمانا

خاص- إسرائيل توافق على عدم التدخل عسكرياً لحماية دروز سوريا "بشرط"

 وأكد أن "إسرائيل لطالما روجت للخطر السوري منذ عقود، نتيجة للتحالف التاريخي بين دمشق والفصائل في فلسطين ولبنان وإيران"، مضيفًا أن الحروب لم تعد تتطلب تدخلًا عسكريًا مباشرًا، بل تخاض عبر أدوات داخلية وتكتيكات تفكيك الدولة من الداخل.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC