logo
العالم العربي

الاختراق الصعب.. هل تُنهي محادثات باراك "السرية" الصراع في الشرق الأوسط؟

الاختراق الصعب.. هل تُنهي محادثات باراك "السرية" الصراع في الشرق الأوسط؟
توماس باراك يتوسط وفدا للقاء رئيس مجلس النواب اللبنانيالمصدر: رويترز
30 أغسطس 2025، 9:42 ص

كشف الإعلامي ماريو نوفل عن محادثات سلام رباعية "سرية" تجمع إسرائيل وسوريا ولبنان، بمشاركة "حزب الله"، برعاية المبعوث الأمريكي توماس باراك.

ونقل نوفل عن باراك قوله، إن الجميع يزعمون أنهم يريدون السلام، لكن معظمهم ما زالوا محاصرين بالجراح القبلية، وانعدام الثقة، وأشباح الحروب الماضية.

وتناولت المقابلة عدة نقاط رئيسة تحدث فيها باراك، مثل ما إذا كان "حزب الله" سيُسلّم سلاحه، وما إذا كان لبنان ينجرف بهدوء نحو حرب أهلية، وما إذا كانت إسرائيل تريد السلام حقًا أم التوسع الإقليمي، إضافة إلى دور إيران، والخطر الحقيقي لانهيار النظام في سوريا، ولماذا ينفد الوقت؟

وبينما يسعى باراك لإيجاد مسارات سورية ولبنانية وإسرائيلية في إطار تفاوضي واحد، تواجه جهوده عقبات كبيرة بسبب رفض "حزب الله" نزع سلاحه، والتوترات الإقليمية، بالإضافة إلى الغارات الإسرائيلية المتواصلة، ما يجعل أي اختراق سياسي شبه مستحيل في ظل واقع يبدو وكأنه أمام ألسنة اللهب، بحسب محللين.

أخبار ذات علاقة

أحمد الشرع وتوم باراك

شروط الغرب "تعجيزية".. باراك: الشرع يعمل على تحقيق "صفر مشاكل"

دمج مسارات التفاوض

وقال المحلل السياسي السوري محمد هويدي لـ"إرم نيوز"، إن باراك يرعى مفاوضات بين الجانب السوري والإسرائيلي، لكنه يحاول في الوقت نفسه دمج هذا المسار مع الملف اللبناني، من خلال تحفيز بيروت على فتح قنوات اتصال مماثلة مع تل أبيب، وصولاً إلى صيغة تجمع الأطراف الثلاثة (سوريا ولبنان وإسرائيل) لبحث القضايا المشتركة.

وأضاف هويدي أن قضية مزارع شبعا تظل إحدى أبرز النقاط الخلافية، لكونها منطقة متنازعاً عليها بين الأطراف الثلاثة، مشيراً إلى أن محاولة دمج المسارات تبدو شبه مستحيلة في المرحلة الراهنة.

وأوضح أن باراك قد يكون حقق تقدماً في الملف السوري، إلا أن الملف اللبناني أعقد بكثير، بحكم خضوعه لتجاذبات وضغوطات إقليمية، ما يجعل من الصعب الحديث حالياً عن مسار تفاوضي رباعي.

وأردف المحلل السياسي السوري محمد هويدي، أن أي مفاوضات رباعية محتملة قد تُطرح لتحفيز لبنان على فتح قنوات اتصال مع إسرائيل، وتقديم دعم واستثمارات لإعادة إعمار الجنوب اللبناني مقابل نزع سلاح "حزب الله"، تواجه عقبات كبرى.

وأشار إلى أن "حزب الله" يرفض بشدة نزع سلاحه ويعتبره خطوة استسلامية، حيث أكد الحزب أن الانطلاق في أي اتفاق يجب أن يبدأ بانسحاب إسرائيل الفعلي وتطبيق قرار مجلس الأمن 1701.

ولفت إلى أن إيران تدعم موقف "حزب الله" بشكل كامل بشأن سلاحه، مشيراً إلى أن الحزب يخشى أي تحولات أو استهدافات قد تؤدي إلى تصعيد عسكري في ظل الأوضاع الهشة في سوريا.

ويعتقد هويدي أن خطط باراك لتحقيق السلام لن تنجح على الأرجح، ويعزو ذلك إلى تعقيدات المشهد الإقليمي والدور الذي تلعبه إيران في إدارة الصراع من خلال دعمها لميليشيا حزب الله.

أخبار ذات علاقة

العلمان اللبناني والإسرائيلي

بمشاركة "حزب الله".. محادثات سلام "سرية" بين إسرائيل وسوريا ولبنان

الاختراق الصعب

وقال المحلل السياسي اللبناني علي شندب لـ"إرم نيوز"، إن هناك فجوة كبيرة بين شعارات إدارة ترامب وما تقوم به المقاتلات والدبابات الإسرائيلية على الأرض.

وأضاف شندب أن الوضع الحالي، كما وصفه المبعوث الأمريكي توماس باراك، يظهر أن "حزب الله ولبنان وسوريا وإسرائيل أصبحوا عالقين في لحظة خطيرة"، ما يشير إلى صعوبة تحقيق أي اختراق إيجابي في المنطقة التي تبدو وكأنها أمام ألسنة اللهب من جديد.

وأشار إلى أن الممارسات الإسرائيلية المتمثلة بالغارات الأخيرة على منطقة الكسوة بريف دمشق، رغم وجود مفاوضات أمنية بين تل أبيب ودمشق، يجعل التوصل إلى اتفاق سلام هدفاً بعيد المنال.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC