كشف مسؤول إسرائيلي، اليوم الخميس، بأن ضباطاً أتراكاً وإسرائيليين ناقشوا إنشاء آلية لفض الاشتباك بين جيشي البلدين في سوريا.
وبينما أكد مسؤول إسرائيلي آخر للقناة 12 العبرية، أن ثمة اتصالات تجري حالياً بين إسرائيل وتركيا بخصوص التوترات على الأراضي السورية، مبيناً أنه سيتم بناء منظومة للتنسيق بين البلدين، وفق التي كانت مع روسيا أثناء حُكم الرئيس المخلوع بشار الأسد.
وكانت مصادر إسرائيلية مطلعة، أكدت إصرار تل أبيب على أن يكون جنوب سوريا منطقة منزوعة السلاح، بما في ذلك منع أي وجود عسكري تركي في هذه المنطقة.
فيما نقلت "روتيرز" عن مصادر وزارية تركية أن أنقرة وتل أبيب عقدتا في أذربيجان، أمس الأربعاء، أول اجتماع فني بينهما لمناقشة وضع آلية لتفادي الاشتباك بين قواتهما في سوريا.
وأضافت المصادر أن المحادثات تمثل بداية جهود لإنشاء قناة اتصال لتجنب أي صدامات أو سوء فهم محتمل لعمليات البلدين في المنطقة.
وقال أحد المصادر "ستستمر الجهود لوضع هذه الآلية" دون تقديم مزيد من التفاصيل بشأن نطاق المحادثات أو جدولها الزمني.
بدوره، كشف وزير الخارجية التركي هاكان فيدان عن وجود هذه الاتصالات، مؤكدا أنها محصورة في الإطار الفني فقط، وقال إنه يمكن تشكيل آلية عدم اشتباك مع إسرائيل، مشيرا إلى أن سبب قطع العلاقات معها الحرب على غزة، وفق الصحيفة.
وأضاف، أنهم لمنع "سوء الفهم" في سوريا، يقيمون "تواصلا مباشرا" مع إسرائيل. وأنه لا نية لتركيا بالدخول في أي اشتباك أو مواجهة مع أي دولة في المنطقة، ومن ضمنها إسرائيل.
وبالمقابل أكد أن عدم الاستقرار في بلد جار لتركيا، سيؤثر عليها ويتسبب لها بأذى، محذرا من أن أنقرة "لا يمكنها البقاء صامتة إزاء ذلك".
في الوقت نفسه، أكد فيدان أن من الضروري إنهاء احتلال إسرائيل للأراضي السورية، وأن تتوقف عن قصف بنيتها التحتية.
وتأتي هذه التطورات في أعقاب تمركز إسرائيلي مؤخرا في عدة قواعد عسكرية داخل الأراضي السورية، وُصف بأنه رسالة إلى تركيا ضد محاولة إنشاء قواعد دائمة في البلاد.
وكانت تركيا تنوي إنشاء قاعدة طائرات بدون طيار في قاعدة "T4" العسكرية السورية (مطار التيفور العسكري غرب مدينة تدمر في محافظة حمص) لتكون بمثابة "مظلة جوية" للبلاد، مما كان سيقيّد العمليات الإسرائيلية في الأجواء السورية، كما تقول الصحيفة العبرية.
وامتد العداء بين القوتين الإقليميتين إلى سوريا التي تقصفها القوات الإسرائيلية منذ أسابيع مع تولي الإدارة الجديدة السلطة في دمشق. وتصف تركيا الضربات الإسرائيلية بأنها تعدٍّ على الأراضي السورية، بينما تقول إسرائيل إنها لن تسمح بوجود قوات معادية في سوريا.