ترامب يعلن أنه سيوجّه "خطابا إلى الأمة" الأربعاء

logo
العالم العربي

إعلام عبري: حزب الله يواجه "انقلابا شيعيا" غير مسبوق

من خطاب سابق لأمين عام حزب الله نعيم قاسمالمصدر: (أ ف ب)

رصدت دوائر تقدير الموقف في واشنطن وتل أبيب تحوّلات مفصلية في الوضع السياسي والعسكري لميليشيا "حزب الله" في لبنان، خاصة بعد ما وصفته بـ"الانقلاب الشيعي".

وأشارت إلى أن "الخطاب الأخير لقائد الحزب نعيم قاسم، أحدث انقلاباً شيعياً غير مسبوق ضد الميليشيا، ووضع المسمار الأخير في نعشها".

وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، إن "التقديرات  تختلف عن الصورة التي يرسمها الإعلام التقليدي حول قدرات حزب الله، إذ بدت الدوائر الأمنية في إسرائيل والولايات المتحدة "أكثر تفاؤلًا" عند تقييم ما يجري في لبنان".

 

أخبار ذات علاقة

صور لعناصر حزب الله ممن قتلتهم إسرائيل

اختراقات "ما بين الحربين".. كيف أعادت إسرائيل رسم خريطة التجسس على حزب الله؟

"المفاجأة الكبرى"

ونقلت الصحيفة عن خبراء قولهم، إن "إسرائيل والمنطقة تمران، حاليًا، بمفترق طرق تاريخي فيما يخص لبنان، وأن هناك مؤشرات إيجابية تنبثق من منظور إسرائيلي وأمريكي؛ ويستند هذا التقييم بشكل رئيس إلى رد فعل الجمهور اللبناني، بما في ذلك داخل الطائفة الشيعية، على الرسالة المفتوحة الأخيرة التي وجهها أمين عام الحزب، نعيم قاسم، إلى القيادة اللبنانية ووسائل الإعلام في البلاد".

وفي هذه الرسالة الجريئة، ادعى قاسم، نيابة عن حزبه، الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار المعلن قبل عام ونصف، لكنه حذّر من أن مطالبة الحزب بنزع سلاحه، ونية حكومة بيروت التفاوض مع إسرائيل، لن تسهم إلا في إضعاف لبنان. علاوة على ذلك، هدد قاسم بأن "حزب الله" غير مستعد للتنازل عن "حق المقاومة"، وغير ملزم بالامتثال لتوجيهات الحكومة في مسائل الحرب والسلم، بحسب الصحيفة.

وجاءت الرسالة بعد هجوم الجيش الإسرائيلي بعنف على لبنان، وبعد تصريح الرئيس جوزيف عون بأنه "لا خيار أمام بلاده سوى إجراء محادثات مباشرة مع إسرائيل".

إلا أن المفاجأة الأكبر تمثلت في رد فعل شخصيات معروفة ومحترمة في المجتمع الشيعي اللبناني، التي نشرت بيانات إدانة وانتقادات لاذعة للخط المتمرد الذي قرر "حزب الله" اعتماده، مؤخراً، بدعم وتحريض من جانب إيران.

ووفقًا للصحيفة العبرية، نشرت الشخصيات، التي تنتمي إلى معارضة متنامية داخل الطائفة الشيعية لـ"حزب الله"، مقاطع فيديو دعت فيها صراحة أبناء الطائفة، التي أصبحت الأغلبية في لبنان، إلى الضغط على الحزب لتغيير سلوكه وإتاحة ترتيبات جديدة، بما في ذلك نزع السلاح.

وانضمت إلى هذه الدعوة شخصيات وقادة رأي من طوائف أخرى في لبنان.

 

 

حكومة أقوى

وبشكل عام، تشير مصادر موثوقة لـ"يديعوت أحرونوت"، إلى أن "الحكومة اللبنانية بقيادة العماد عون، تتمتع بنفوذ سياسي وعسكري أكبر من أي وقت مضى خلال العقود الأخيرة".

وعزت الصحيفة، توسع نفوذ الحكومة اللبنانية، إلى أسباب رئيسة لخصتها بما يلي:

أولًا: خلال القتال ضد الجيش الإسرائيلي، خارت قوى "حزب الله" من الناحية العسكرية إلى حد كبير، إذ خسر عناصره ومنظومات أسلحة رئيسة، وإيران لا تستطيع، ولن تستطيع، توفير الدعم اللوجستي والمالي له كما فعلت في الماضي.

ثانيًا: جميع مكونات المجتمع اللبناني - خاصة الطائفة الشيعية - منهكة ومتضررة بشدة من الحرب، وترى في الحكومة الجديدة فرصة لإخراج البلاد من أزمتها الاقتصادية. ولا يزال "حزب الله" يتلقى مبالغ طائلة من إيران - ووفقًا لتقارير إعلامية دولية، حوّلت الجمهورية الإسلامية نحو مليار دولار إلى ميليشيا الحزب خلال عام 2025، لكن هذا المبلغ ليس كافيًا.

ويكمن سبب عدم كفاية المبلغ في اضطرار "حزب الله" إلى دفع رواتب شهرية لعائلات قتلاه، لا سيما بعد إضافة عشرات الآلاف من عائلات القتلى والجرحى إلى القائمة بعد الحرب الأخيرة مع إسرائيل.

وفي الوقت نفسه، تُشكّل إيجارات منازل العائلات الشيعية في جنوب لبنان، التي فرت من منازلها في القرى الحدودية وحوّلها الحزب إلى ما يشبه قواعد أمامية، عبئًا ماليًا إضافيًا.

ويتدفق اللاجئون من جنوب لبنان وعائلات عناصر الحزب القتلى كل شهر إلى فروع ذراع الحزب المالية "القرض الحسن"، والتي تعرّضت بعض خزائنها لهجمات الجيش الإسرائيلي خلال الحرب، أما المتبقي فينضب المال فيها سريعًا.

إضافة إلى ذلك، تضيف الضربات الإسرائيلية لمحاولات "حزب الله" تعزيز قوته مزيدًا من المعاناة للطائفة الشيعية ولبنان بشكل عام، خاصة على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والعسكرية، مما يسبب اضطرابات في البلاد.

ثالثًا: جميع الأطراف القادرة على استثمار المليارات في إعادة إعمار لبنان تنتظر الضوء الأخضر من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والذي لن يمنحه إلا بنزع سلاح "حزب الله".

 

أخبار ذات علاقة

أنصار لحزب الله خلال خطاب لنعيم قاسم

خبراء: حزب الله يعيد تموضعه "برلمانياً وميدانياً" لمواجهة مرتقبة

"موعد حاسم"

وفي ظل هذه الظروف، يعتزم لبنان إجراء انتخابات في مايو/ أيار المقبل، ويشعر "حزب الله" بقلق بالغ من فقدان جزء كبير من قوته السياسية، إلى جانب فقدانه قدراته العسكرية.

إلا أن موعد الحزب "الحاسم" سيأتي مبكرًا جدًا، مع تحديد ترامب موعدًا نهائيًا لنزع سلاحه: نهاية ديسمبر/ كانون الأول 2025، أي بعد 6 أسابيع.

وإذا استمر "حزب الله" في رفض نزع سلاحه، من المتوقع أن يتعمق الكساد الاقتصادي والسياسي في لبنان، إلى جانب معاناة معظم سكان البلاد الذين يواجهون صعوبات في كسب العيش والتعافي بعد الحرب.

ووفقًا لـ"يديعوت أحرونوت"، تعتقد واشنطن وتل أبيب أن "حزب الله"، الذي لا يزال القوة الاقتصادية والعسكرية الأقوى في لبنان، يجب عليه في نهاية المطاف أن يختار أحد اتجاهين: إما التسوية ونزع السلاح عبر الآلية الأمريكية–الفرنسية، أو خوض صراع آخر تضطر فيه إسرائيل، بدعم أمريكي، إلى تنفيذ عمل هجومي وتصعيد عسكري، وهو ما لن يتمكن الجنرال عون والجيش اللبناني من فعله.

وتبدي إسرائيل تفاؤلًا حيال هذه التطورات، وتعتقد أنه يمكن تفادي التصعيد، لكن "حزب الله"، على ما يبدو، يفكر بطريقة مختلفة ويمر، حاليًا، بمرحلة تعزيز قوته.

وازدادت وتيرة جهود الحزب لإعادة بناء قوته العسكرية خلال الأسابيع الأخيرة، ويتم ذلك عبر عدة قنوات، من بينها ورش الأسلحة في جنوب لبنان ومنطقة البقاع، التي تعمل على قدم وساق لإصلاح واستعادة قدرات الحزب العسكرية.

وبحسب "يديعوت أحرونوت"، يجري العمل على تصنيع كل شيء يدويًا، وباستخدام مخارط بسيطة.

ورغم أن نتائج هذه الأنشطة ليست فعّالة بالقدر الكافي، إلا أنها، وفقًا لتقديرات تل أبيب، تساعد وحدات "قوة الرضوان" المحلية وقاذفات الصواريخ التابعة لـ"حزب الله" على استعادة بعض الكفاءة التي فقدتها.

 

 

تسليح حزب الله

وفي الوقت نفسه، لا يزال "حزب الله" يتلقى تمويلًا إيرانيًا، وإن كان زهيدًا.

ومع انهيار نظام بشار الأسد، عمل الجيش الإسرائيلي جاهدًا على تدمير أنظمة الدفاع الجوي السورية والصواريخ والقذائف الثقيلة، إلا أن العديد من مستودعات ومخزونات الأسلحة الخفيفة بقيت في البلاد ولم يتم التعامل معها، سواء لأن الجيش الإسرائيلي كان على علم بها أم لم ينظر إليها على أنها تهديد حقيقي.

ويدرك الحزب أن الأسلحة الخفيفة التي يهربها أو يقوم بإصلاحها لن تمنحه تعظيم القوة العسكرية السابقة، أو حتى القدرة على الهجوم على إسرائيل. لذلك، وللحفاظ على قدراته الاستراتيجية، يشتري الحزب، الآن، من السوق المدنية ويُنتج كميات كبيرة من الطائرات الشراعية والطائرات الهجومية المسيّرة.

ولفتت الصحيفة العبرية، إلى شراء "حزب الله" مسيّرات من الصين وأوروبا، ويعمل على تحويلها إلى أدوات هجومية بوتيرة متزايدة.

ويراقب الجيش الإسرائيلي هذه الجهود ويهاجمها في منطقة بيروت وشمال الليطاني.

ومن اللافت أن حشد "حزب الله" لا يهدف، حاليًا، إلى مواجهة إسرائيل، بل إلى تهديد الحكومة اللبنانية والطوائف الأخرى بحرب أهلية، إذ يمثل هذا التهديد أداة ضغط رئيسة يستخدمها ضد الرئيس عون وحكومته، والمواطنين اللبنانيين عمومًا.

 

أخبار ذات علاقة

أنصار حزب الله يحيون ذكرى اغتيال نصر الله ببيروت

اختبار السيادة بدأ.. هل تكسر الرئاسة اللبنانية قبضة "حزب الله"؟

وقال مصدر أمني في تل أبيب، إن "لبنان يعاني صدمة عميقة الجذور، تُثير القلق والخوف من حرب أهلية كما حدث في السبعينيات والثمانينيات وما بعدها. سيبذل عون وحكومته قصارى جهدهما لتجنب حرب أهلية، وهذا السبب الرئيس لعدم تنفيذ الحكومة والجيش اللبنانيين فرض نزع سلاح "حزب الله" كما تعهدا".

وبحسب المصدر، "تضطر إسرائيل، غالبًا، إلى شن هجمات في لبنان لإحباط، أو على الأقل إبطاء، جهود حزب الله لإعادة تعزيز قوته، خاصة في مخازن الأسلحة والذخيرة المخفية في منازل القرى الشيعية جنوب لبنان".

ويقول الجيش اللبناني، إنه يتحرك ويكشف بمبادرة ذاتية عن مخازن أسلحة "حزب الله" والبنية التحتية العسكرية في مناطق مفتوحة في الغابات المحيطة بالقرى أو في المباني العامة داخل القرى.

والنتيجة أن عناصر "حزب الله" يركزون جهودهم على إعادة تأهيل قوتهم العسكرية في المنازل أو المرافق الخاصة، ومحاولة السيطرة على مخابئ الأسلحة التي لم يتسنَ للجيش الإسرائيلي تدميرها سابقًا، والتي تقع في منازل ريفية.

وتعمل هذه الآلية بنجاح كبير، ورغم محاولات الحزب التعافي وتعزيز قوته، ما زال هناك تفاؤل في إسرائيل والولايات المتحدة بأن الضغط الشعبي في لبنان سيجبر "حزب الله" في النهاية على الموافقة على نزع سلاحه، ليس فقط في جنوب لبنان، وإنما في مختلف أنحاء البلاد.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC