كشفت مصادر حكومية لبنانية، أن مجلس الوزراء برئاسة الدكتور نواف سلام، قام بإعداد ورقة إجراءات حيال عناصر في ميليشيا حزب الله بعد أحداث الروشة التي اعتبرت تحديا للدولة وسيادتها.
وأضافت المصادر أنه حتى الساعة من غير الواضح مدى عقد جلسة حكومية لإصدار هذه القرارات من عدمه، وذلك ضمن مساعي تهدئة يقودها رئيس مجلس النواب نبيه بري.
وقالت المصادر في تصريحات لـ"إرم نيوز"، إن من بين هذه الإجراءات، توقيف أعضاء اللجنة المنظمة لفعالية الروشة التي تم الإشراف عليها من جانب عناصر في حزب الله، وأيضا الأشخاص الذين كانوا قائمين على إضاءة صخرة الروشة بالمخالفة لقرار الحكومة.
وبينت المصادر أن من بين القرارات التي من الممكن صدورها، إلغاء أي حدث جماهيري حال سماح المنظمين حضور أكثر من العدد الصادر بحقه الترخيص.
ولفتت إلى أن هذه الإجراءات والقرارات على مكتب نواف سلام، ولكن من غير المعلوم إمكانية اعتمادها من عدمه، وهو الأمر الذي يتوقف على اتصالات تقوم بها أطراف من بينهم رئيس مجلس النواب، نبيه بري، في ظل وجود تنسيق بين رئيس الجمهورية جوزيف عون ورئيس الحكومة للخروج بموقف، وكل الاحتمالات قائمة إما باتخاذ قرارات أو تسوية، لعدم زيادة إشعال الموقف.
وكانت صخرة الروشة في بيروت تحولت مؤخرا إلى ساحة مواجهة سياسية ورمزية، بعد كسر قرار رئيس الحكومة نواف سلام بمنع أي نشاط حزبي أو استعراضي في الموقع بعد أن أقدمت مجموعة من عناصر حزب الله الخميس الماضي على تحدي القرار الرسمي، معلقة صورا للأمين العام السابق حسن نصر الله وبعض قيادات الميليشيا.
ووجه رئيس الحكومة دعوته لوزرائه في السراي الحكومي لبحث تداعيات أحداث الروشة، بعد أن استدعى في اجتماعات منفصلة وزيري الداخلية والعدل للوقوف على الحيثيات القانونية للحادثة، وذلك في الوقت الذي تحركت فيه النيابة العامة مع الأجهزة الأمنية لتحديد المخالفين في فعالية الروشة بعيدا عن الاعتبارات السياسية، وسط تشديد من نواف سلام على المعنيين بتطبيق القانون على المخالفين.
بدورها، أوضحت المتخصصة في العلاقات اللبنانية العربية والدولية، ثريا شاهين، أن هناك محاولات سياسية ومساعي بغرض لملمة آثار واقعة "صخرة الروشة" وعدم خضوعها للمزيد من الانعكاسات التي تؤدي إلى سلبيات على الصعيد الداخلي اللبناني.
وأضافت شاهين في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن المساحة متروكة للتداول بالأفكار التي ستكون متجهة فقط نحو الحلحلة في ظل ترقب الوصول إلى منفذ على هذا المستوى لكن من المستبعد اتخاذ إجراءات صارمة تجاه حزب الله في هذه الواقعة، لأن اللجوء إلى ذلك سيكون له ارتدادات سياسية كبيرة على البلد.
وأشارت إلى وجود معلومات حول مساعٍ لضرورة الخروج من المعضلة الحالية مع الوضع في الاعتبار أن المستفيد الأساسي من التصادم الطائفي داخل لبنان هي إسرائيل، في ظل اتصالات متواصلة يقوم بها الرئيس بري لسحب حالة الاحتقان من الشارع.
وتابعت شاهين أن التوجه إلى التهدئة مرجح أكثر من الذهاب إلى إجراءات حكومية في وقت يرى فيه الوسطاء ضرورة أن يتزامن مع ذلك التزام جميع الأطياف في لبنان، بدعم الدولة وسيادتها على كافة أراضيها.
ويرى المحلل السياسي اللبناني، جورج عاقوري، أن إصرار حزب الله على استفزاز اللبنانيين من جهة وعلى عدم احترام القوانين المرعية الإجراء من خلال وضع صورة أمينيه العامين على صخرة الروشة، هو تعبير عن تمسكه بالخروج عن منطق الدولة واستمرار البقاء في مربع الدويلة واستفزاز الشارع اللبناني بكافة مكوناته، وفق تعبيره.
وأفاد عاقوري في تصريحات لـ"إرم نيوز"، بأن قبل هذا النشاط كان هناك قرار رئيس الحكومة الذي تم عدم احترامه مما جعل سلام يمعن في عقد الاجتماعات لاتخاذ القرارات المناسبة التي تصون احترام قرارات الدولة اللبنانية.