اليونيفل في لبنان: هذا الهجوم من أخطر الهجمات على أفرادنا وممتلكاتها منذ اتفاق نوفمبر
في الوقت الذي يراوح فيه اتفاق 10 مارس/ آذار بين الحكومة السورية وقوات سوريا الديمقراطية مكانه دون البدء في تطبيق ما وقّع عليه الرئيس السوري أحمد الشرع، وقائد "قسد" مظلوم عبدي، يرى خبيران تحدثا لـ"إرم نيوز" أن التفاهم بين دمشق والأكراد يبدوا معقداً.
ويقول الخبيران، إن التناقض الواضح بين التصعيد الإعلامي وتبادل الاتهامات من جهة، واستمرار المباحثات غير المعلنة من جهة أخرى، يعكس طبيعة العلاقة المعقدة بين القوى الكردية وتركيا، حيث يجري كل طرف "لعبة مزدوجة" تقوم على خطاب علني متشدد يستهدف جمهوره الداخلي والإقليمي.
وقال المتخصص في الشؤون التركية، محمود علوش إن مسار المفاوضات بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) ودمشق يواجه تعقيدات كبيرة، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة تحاول أن تدفع هذا المسار، لكنها لم تمارس حتى الآن ما ينبغي من الضغط على قسد للدفع نحو اتفاقية الاندماج.
وأضاف علوش في تصريح لـ "إرم نيوز"، أن ملف قسد مرتبط ليس فقط بطبيعة العلاقة بينها ودمشق أو حتى من خلال العامل الأمريكي في هذه المسألة حيث تتداخل في هذا الملف مجموعة من العوامل المعقدة من تداخلات إقليمية ودولية في سوريا، وكذلك التدخل الخارجي في السويداء والذي أدى إلى تعقيد جهود اتفاقية الدمج.
وأشار إلى أن قسد تحاول حتى الآن أن تشتري المزيد من الوقت لإطالة أمد التفاوض ومن أجل فرض تصوراتها على الدولة السورية حيال ما يتعلق بهذه العملية، مستبعداً وجود مؤشرات حول التحرك في هذا المسار، لكن الولايات المتحدة تحاول أن تدفع باتجاه تحريك هذا المسار من أجل الحفاظ على اتفاقية الاندماج وأيضاً من أجل تجنب تصعيد عسكري خصوصاً وأن تركيا بدأت تلوح مؤخراً بإمكانية اللجوء إلى خيارات بديلة في حال استمرت قسد في رفض الالتزام بهذه الاتفاقية.
وأوضح علوش، أن التسوية السياسية لملف قسد هو الخيار الأمثل بالنسبة لجميع الأطراف المعنية بهذه المسألة باستثناء إسرائيل التي تريد أن تبقي ملف قسد مجمداً وغير معالج على الطاولة لأهداف تتعلق بتصوراتها لسوريا وتغذية الصراع ما بين ما يسمى الأقليات والدولة في سوريا.
بينما يرى الباحث السياسي إبراهيم كابان، أن عملية المفاوضات الجارية بين القوى تحت الطاولة يرافقها نوع من التراشق الإعلامي في العلن، مشيراً إلى أن عملية التواصل والتفاوض بين قوات سوريا الديمقراطية والدولة التركية مستمرة، سواء من خلال دمشق أو من خلال الولايات المتحدة.
وأضاف كابان في حديث لـ "إرم نيوز" أن تركيا مبدئياً ستطرح نفسها خلال الفترة القادمة على أنها ترعى هذا التقارب بين "قسد" ودمشق على أن تكون مصلحة الأمن القومي التركي والمصلحة التركية عموماً على رأس القائمة، أما الولايات المتحدة فدورها أن تخلق هذا النوع من التقارب بين قوات "قسد" وتركيا.
وأوضح أن الطرفين الكردي والتركي ينتظران تطورات الوضع الكردي-التركي داخل تركيا، مبيناً أن هذا النوع من التفاوض يحتاج إلى وقت طويل وبعض السرية، ونوع من استخدام التكتيكات لكل طرف، إلى جانب الضغوطات التي تمارسها تركيا.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة تعتمد في عملية التفاوض بين الطرفين على "آلية الضغط"، حيث تضغط على دمشق أحياناً، وعلى قسد أحياناً أخرى، وهدف هذه الاستراتيجية الأمريكية هو خلق نوع من التوزان والهدوء في التعامل مع الطرفين.
وبيّن كابان أن الدور التركي يتمحور حول عملية تجريد الأكراد من القوات والسلاح، وقد تكون لدى الطرفين مصلحة في أن يكون هناك نوع من الإدارات السياسية مقابل إنهاء الملف العسكري، لكن هذه المسألة تحتاج إلى وقت طويل وهدوء للوصول إلى حلول، وفق قوله.