انضم الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد، بعد منحه حق اللجوء الإنساني من قِبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، شخصيًا، إلى مجموعة من "الشخصيات المحمية" في روسيا.
ووفق صحيفة "تونتي مينتوس" الإسبانية، انضم الأسد إلى الرئيس الأوكراني السابق، فيكتور يانوكوفيتش، والموظف السابق في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، إدوارد سنودن، والمسؤول المالي السابق في وايركارد، جان مارساليك، الذين يحظون بحق اللجوء والحماية في روسيا.
وقالت الصحيفة إن حماية روسيا وتوفير الغطاء للرئيس السوري بشار الأسد، ليس بالأمر الجديد، فهو على هذا الحال منذ 24 عامًا، فترة استلامه للرئاسة.
ولفتت إلى أن بشار الأسد كان يُعد من أقل رؤساء الدول سفرًا، وربما كانت تقتصر رحلاته، منذ العام 2011، على روسيا وإيران فقط.
ووفق الصحيفة، كان الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، والد بشار، يحظى بذات الاهتمام والرعاية من الاتحاد السوفيتي سابقًا، روسيا حاليًا، منذ استلامه مقاليد الحكم، في العام 1971، وحتى وفاته العام 2000.
ورجحت الصحيفة ألا تقوم روسيا بتسليم بشار الأسد إلى أي جهة قضائية محلية أو دولية تُطالب بمثوله أمامها، تمامًا كما فعلت ووفرت الحماية لشخصيات لجأت إليها سابقًا.
ونقلت عن كبير الباحثين في مركز "AST"، يوري ليامين، قوله إن "موسكو لن تقوم بتسليم بشار الأسد، فالرئيس السوري السابق سيستمتع بشيخوخة مشرفة في روسيا".
وبحسب ليامين، لن تتمكن الولايات المتحدة، ولا الاتحاد الأوروبي من محاسبة الأسد.
واستعرضت الصحيفة 3 أمثلة لشخصيات لا يزالون يتمتعون بالحماية في روسيا، رغم مطالبات العدالة الدولية؛ أولهم الرئيس الأوكراني الرابع من العام 2010 إلى العام 2014، الموالي لروسيا، فيكتور يانوكوفيتش.
وكان يانوكوفيتش رئيسًا لوزراء أوكرانيا لعدة فترات من العام 2002 إلى العام 2007، قبل أن يفوز في الانتخابات الرئاسية للعام 2010، على منافسته يوليا تيموشينكو بنسبة 52% من الأصوات، وفق الصحيفة.
وفي حين قرر يانوكوفيتش تعليق اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وأوكرانيا، وتعزيز علاقاتها مع روسيا، اندلعت حركة الميدان الأوروبي في نهاية العام 2013، وكانت عبارة عن سلسلة من المظاهرات، وأعمال الشغب، المؤيدة لأوروبا، والاستقلال، والقومية.
ونددت منظمة الشفافية الدولية غير الحكومية بالرئيس يانوكوفيتش، ووصفته بأنه المثال الرئيس للفساد في العالم، وفق "تونتي مينتوس".
وأشارت إلى أن الميدان الأوروبي كان بمثابة أصل الحرب الروسية الأوكرانية، وعجل باستقالة الرئيس في فبراير/شباط العام 2014.
ومثل الأسد الآن، ذهب يانوكوفيتش إلى روسيا، حيث يعيش في المنفى.
وثاني مثال، إدوارد سنودن، المحلل السابق لوكالة المخابرات المركزية ووكالة الأمن القومي، الذي فر من الولايات المتحدة العام 2013، حيث اتهم بانتهاك قانون التجسس بعد الكشف عن تفاصيل برامج المخابرات الأمريكية.
وفي العام 2022، منح بوتين الجنسية الروسية لسنودن، رغم إصرار البيت الأبيض، آنذاك، على ضرورة تسليمه وتقديمه إلى العدالة الأمريكية، حتى لو حصل على الجنسية الروسية.
أما ثالث الأمثلة فهو جان مارساليك، رجل الأعمال النمساوي، والقرصان المالي الموالي لروسيا، حيث كان يشغل منصب المدير التنفيذي للعمليات في شركة "وايركارد"، الشركة الألمانية الرائدة في مجال المدفوعات الرقمية من العام 2010 إلى العام 2020.
ووفق الصحيفة، يشتبه في أن مارساليك مرتبط بالمصالح الروسية، ويستفيد من التواطؤ في العديد من الأجهزة السرية.
وقالت إن مارساليك، رئيس أعمال الشركة في آسيا، أحد المشتبه بهم الرئيسين في فضيحة اختلاس 1.9 مليار دولار من أصول الشركة، وكان مطلوبًا من قبل الإنتربول حتى العام 2021، عندما عُلم أنه كان في موسكو تحت مراقبة المخابرات الروسية.