أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، استكمال شق محور جديد يصل مناطق شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة عن مناطق غرب ووسط المدينة، ويمتد من جنوب المدينة لشمالها، في خطوة قد ترتبط بأهداف إسرائيلية أمنية وسياسية.
ويمتد المحور على طول 15 كيلومترًا من جنوب المدينة المجاورة لمدينة رفح أقصى جنوب قطاع غزة وصولاً إلى شمالها، حيث أشارت تقارير إسرائيلية إلى احتمال إقامة الجيش الإسرائيلي محورًا جديدًا يفصل مناطق وسط القطاع عن جنوبه.
ومن شأن المحور الجديد الذي أقامه الجيش الإسرائيلي، أن يقضم مناطق عبسان الكبيرة، وعبسان الجديدة، وبني سهيلا، وخزاعة، والقرارة، والفخاري، وجورة اللوت، وجميعها مناطق في الأجزاء الشرقية من المدينة.
خطوة استراتيجية
وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن "إسرائيل تسعى من خلال هذا المحور الجديد إلى تقسيم مدينة خان يونس إلى قسمين منفصلين، كخطوة استراتيجية لها أبعاد عسكرية وسياسية".
وأضافت أن "الجزء الشرقي من خان يونس بات تحت سيطرة إسرائيلية كاملة، بعد أن تم إخلاؤه من السكان، ويُعتبر شبه خالٍ من عناصر حركة حماس، في وضع يشبه ما تحولت إليه مدينة رفح أقصى جنوب القطاع".
وتابعت أن "الجزء الغربي من خان يونس، لا يزال يشهد عمليات قتالية ووجودًا واسعًا لمسلحي حركة حماس، ويشمل أيضًا منطقة المواصي، حيث يتواجد قرابة مليون نازح فلسطيني".
جيب خالٍ من حماس
وحول الأهداف من هذا التقسيم، قالت إنه "يهدف لفرض أمر واقع ميداني جديد من خلال شق المحور، تخلق إسرائيل بموجبه منطقة آمنة جديدة شرق خان يونس، تضاف إلى رفح، وتشكل ما يشبه جيبًا خاليًا من حماس يُمكن تطويره لاحقًا".
وأضافت أن "من بين الأهداف توسيع هامش التفاوض، وإذا كانت رفح سابقًا هي الورقة الوحيدة على الطاولة في أي صفقة تفاوض، الآن يمكن لإسرائيل أن تطرح أيضًا الانسحاب من محور مَاغين عوز كورقة ضغط أو تنازل مشروط، مما يعزز مناوراتها السياسية".
وأشارت إلى أنه يمكن أن تشمل هذه المنطقة توسعة محتملة للمناطق الإنسانية لتخصيص مساحة أكبر لإقامة ما يُسمى "مدينة إنسانية" خالية من حركة حماس، وتحت رقابة إسرائيلية أو دولية، تُستخدم لإيواء المدنيين وتقديم خدمات أساسية.
أهداف بعيدة المدى
ويرى الكاتب والمحلل السياسي إياد جودة، أن أهداف إسرائيل من إقامة المحور تتجاوز الأبعاد الأمنية والسياسية، مشيراً إلى أنه مرتبط بأهداف إسرائيلية بعيدة المدى في قطاع غزة.
وقال جودة لـ"إرم نيوز" إن "إسرائيل تسعى من خلال هذا المحور الجديد إلى خلق وقائع على الأرض تعزز فكرة القيادة العسكرية الإسرائيلية الهادفة إلى عزل مدينة رفح، واستمرار السيطرة على أكثر من 75% من أراضي قطاع غزة".
وأضاف أن "هذا الإعلان اليوم يأتي في سياق ما تسميه إسرائيل تنازلاً عن بعض مواقفها التي لها علاقة بتمركز قواتها، فمن ناحية تقدم ما تسميه مرونة ومن ناحية أخرى تحافظ على استقطاع مساحات كبيرة من القطاع".
وتابع أن "هذه التحركات يراد منها الحفاظ على مجموعة من القواعد، وعزل القطاع عن بعضه، وتوسيع ما تسميه إسرائيل مناطق آمنة، إضافة إلى خلق بيئة ثابتة لمن يتعاونون مع الجيش الإسرائيلي، خاصة المجموعة التابعة لياسر أبو شباب".
"جيش لحد جديد"
وأوضح جودة، أن "إقامة المحور الجديد تأتي أيضًا ضمن تعهدات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التي أعطيت لحلفائه مثل بن غفير وسموتريتش بأنه سيبقى في غزة، وأنه سيحافظ على مساحات آمنة من خلال استقطاع أراضٍ من غزة على طول وعرض مساحتها الجغرافية".
وقال إن "محاولات إسرائيل لخلق محاور جديدة لن تنتهي وستستمر طالما بقيت الأمور على هذه الحالة، وطالما أن المجتمع الدولي مازال عاجزا عن وقف النار في غزة، وبالتالي ستبقى إسرائيل تخلق وقائع على الأرض لضم المزيد من الأراضي من ناحية، ومن ناحية أخرى خلق بيئة للمتعاونين معها في محاولة إنتاج جيش لحد جديد".
