وزير الإعلام اللبناني: الجيش سيباشر تنفيذ خطة بسط سيادة الدولة وفق الإمكانات المتاحة والمحدودة
كشفت آنا بورشفسكايا، الباحثة الأمريكية المتخصصة في الشأن الروسي بمعهد واشنطن، خفايا "صراع النفوذ" بين القوى العظمى على الأرض السورية، مشيرة إلى أنها تحولت إلى حلبة صراع جديدة بين موسكو وواشنطن.
وقالت بورشفسكايا، إن موسكو خلال السنوات الماضية سعت جيوسياسيًّا لتقويض النظام العالمي القائم على الهيمنة الأمريكية والغربية، لتحقيق أهداف سياسية وتعزيز نفوذها داخل المنطقة العربية وتحديدًا سوريا.
وأكدت الباحثة الأمريكية المتخصصة في الشأن الروسي بمعهد واشنطن، أن السيناريوهات المرتقبة لاستمرار هذه الهيمنة الروسية من عدمه في ظل محاولات الولايات المتحدة الأمريكية لبسط نفوذها لم تتضح معالمها بعد، بسبب التغيرات الجيوسياسية التي ما زالت تشهدها الأراضي السورية، وتحديدًا من قبل الإدارة الجديدة ورسم ملامح علاقاتها مع روسيا مجددًا.
وتاليا نص الحوار:
بدايةً، كيف تُراقب الولايات المتحدة انهيار نظام بشار الأسد؟
ما حدث في سوريا وانهيار نظام الأسد يمكن وصفه بالأمر المهين لموسكو والتي لا طالما سعت لتثبيت نفوذها في البلاد منذ عام 2015 والآن أصبحت قدماها هزيلتين في سوريا.
كيف ترين العلاقات الروسية السورية في الوقت الحالي؟
مُنذ انهيار الاتحاد السوفيتي وروسيا لديها اهتمامات كبيرة داخل الأراضي السورية إلى الحد الذي يمكننا من خلاله القول إنها وضعت نفسها في مواجهة مع الولايات المتحدة، ولم تكن سوريا بالنسبة لروسيا تتعلق بالأسد، بل كانت في النهاية تتعلق بالولايات المتحدة والنظام العالمي الليبرالي الذي طالما سعت موسكو من خلال تحركاتها لمحاربته وفرض نظام عالمي جديد يقوم على التعددية القطبية.
ما مستقبل النفوذ الروسي والأمريكي في سوريا؟
موسكو سعت جيوسياسيًّا لتقويض النظام العالمي القائم على الهيمنة الامريكية والغربية، ومن ثم كانت بحاجة لنفوذ لها في سوريا وسعت لتحقيق ذلك آيام نظام بشار الأسد، وأن السيناريوهات المرتقبة لاستمرار هذه الهيمنة الروسية من عدمه في ظل محاولات الولايات المتحدة الأمريكية لبسط نفوذها لم تتضح معالمها بعد، بعد التغيرات الجيوسياسية التي ما زالت تشهدها الأراضي السورية وتحديدًا من قبل الإدارة الجديدة ورسم ملامح علاقاتها مع روسيا مجددًا.
وزير الخارجية الروسي وجه العديد من الرسائل لسوريا وحملت لهجته اعترافًا غير مباشر بـ"السلطات الجديدة".. كيف تعلقين على ذلك؟
ما يحدث الآن هو أن روسيا تقوم بالفعل ببناء علاقة مع النظام الجديد، حيث إن روسيا لا تهتم في النهاية بمن هو المسؤول، هم ببساطة يحتاجون إلى نظام يضمن مصلحتهم في الوضع الحالي، ونحن لا نعرف تمامًا ما هو النظام بعد.
وأما الموقف الأمريكي فهو واضح بشأن التعامل مع حكومة أحمد الشرع وفقًا لما ستسفر عنه أفعال تلك الحكومة، لكن روسيا لا تهتم، روسيا تريد ببساطة أي نظام يضمن مصالحها، وبالتالي من وجهة نظري التحليلية، فإن روسيا في موقف دفاعي للغاية في سوريا.
أحمد الشرع قال إن العلاقات الروسية السورية طويلة الأمد وإستراتيجية.. هل تبدأ سوريا مرحلة جديدة مع إدارة بوتين؟
النظام الجديد في سوريا الذي لا نعرفه تمامًا حتى الآن. لديه هو الآخر مصلحة من وجهة نظر براجماتية في بناء علاقة مع روسيا، لأن روسيا يمكن أن تمنحهم الشرعية الدولية في وقت يكون فيه الغرب حذرًا. وبالطبع تم تصنيف هيئة تحرير الشام كمنظمة إرهابية، وكما تعلمون قال بايدن إن الولايات المتحدة ستنظر إلى الأفعال وليس الكلمات.
هل سيكون الغرب قادرًا على دفع روسيا للخروج؟
روسيا تريد ببساطة أي نظام يضمن مصلحتها، وبالتالي من وجهة نظري التحليلية، فإن مهندسي روسيا يقفون إلى حد كبير في موقف دفاعي في سوريا كما قلت، لكن روسيا ليست خارج سوريا، وبالتالي فإن روسيا لديها بالتأكيد دور تلعبه في سوريا وهي عملية دبلوماسية، ولكن يبقى التساؤل الأهم "ما إذا كانت روسيا ستكون قادرة على الاستفادة من أي موقف دبلوماسي تركته من خلال موقفها الإنساني في مجلس الأمن ومن خلال مشاركتها الدبلوماسية في سوريا؟ أم أن الغرب سيكون قادرًا على تقليص دور روسيا؟.