تولد موجة النازحين الخوف في بعض المجتمعات اللبنانية من أن مبانيهم ستتعرض للقصف في نهاية المطاف، على حين يخشى المتعاطفون مع ميليشيا حزب الله من قيام الأجانب بتمرير المعلومات إلى العدو، بحسب ما ذكرت صحيفة "إلـ بايس" الإسبانية.
وبحسب الصحيفة، يُعد وجود رجال الميليشيات المتخفين هو الهاجس الجديد لأولئك الذين لا يثقون، أو يكرهون بشكل مباشر ميليشيا حزب الله، أو حتى أولئك الذين يكرهون إسرائيل، ولكنهم يعتقدون أن إطلاق آلاف الصواريخ والطائرات من دون طيار عليها لإجبارها على وقف قصف غزة هو سوء تقدير من شأنه أن يؤدي في نهاية المطاف إلى تدمير لبنان الواقع في قبضتها فعلًا.
ويميل هؤلاء إلى الافتراض أن إسرائيل لا تهتم إذا قتلت العشرات من المدنيين، ولكن إذا قصفت مبنى معينًا، فسيكون ذلك لسبب ما، مثل محاولة اغتيال رئيس وحدة الارتباط والتنسيق في ميليشيا حزب الله وفيق صفا، الخميس، التي ذهب ضحيتها 22 قتيل، وما يزيد على 122 جريح.
وعلى الرغم من أن القتال يدور في الجنوب، ولكن عمليات القتل تجري في أنحاء البلاد جميعها، إذ تقصف إسرائيل المباني السكنية لقتل المدنيين عمدًا، بوصفها إستراتيجية لإثارة الخوف والانقسام، بحسب أحد نواب الشيعة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الشكوك كانت تراود كثيرًا من اللبنانيين حول قدرة ميليشيا حزب الله على مواجهة الجيش الإسرائيلي المتفوق تكنولوجيًّا، وقد كان للتفجير المزدوج الذي قام به الموساد الشهر الماضي لآلاف من أجهزة الاستدعاء وأجهزة الاتصال اللاسلكي التي طلبها حزب الله، أثرًا كبيرًا في تعزيز موقف أولئك الذين رأوا يد الجيش الإسرائيلي السرية تصل إلى كل مكان.
وإن سلسلة جرائم القتل اللاحقة لقادة الميليشيات الحزبية، ومعظمهم من حزب الله، والتأكيد على المستوى الهائل من التسلل، البشري والتكنولوجي، قد حولت الأمر إلى حالة من الذهان، اضطراب نفسي شديد.
وأردفت الصحيفة بأن حالة الشك في قدرات ميليشيا حزب الله وسيطرتها تجاوزت اللبنانيين أنفسهم لتصل إلى الصحفيين الأجانب، الذين تعودوا على أن يُعتقلوا ويُحقَّق معهم لأيام بمجرد اقترابهم من مواقع ميليشيا حزب الله أو حتى الضاحية الجنوبية.
وأما الآن فلا يعدو الأمر عن إجراءات أمنية أقل من روتينية، لا تتجاوز بعض الأسئلة فقط، ما يُشير بوضوح أن قبضة حزب الله الأمنية قد تآكلت وأصبحت جزءًا من الماضي.