اعتبرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يواجه، بعد موافقته على خطة ترامب بشأن غزة، امتحانات صعبة في الداخل على المستويات جميعها، قضائيا وسياسيا، وقد يخسر ائتلافه الحكومي وربما يُرغم على الذهاب إلى الانتخابات.
بحسب الصحيفة، وضع الرئيس ترامب نتنياهو في مأزق حقيقي، عندما أجبره على الموافقة على خطة تتضمن شروطا كان يعتبرها قبل أيام خطوطا حمراء لا مساومة فيها.
ووفق هآرتس، فقد أجبر الرئيس الأمريكي ضيفه في البدء على الاعتذار لرئيس وزراء قطر، ثم أخذ منه موافقة على خطته لإنهاء حرب غزة، مرجحة أن يحاول نتنياهو عرقلة هذه الخطة، لأنه غير مقتنع بها.
وتوقفت الصحيفة عند ما أسمته بالإشادة الكبيرة من نتنياهو بالرئيس ترامب، في مقابل إشادة فاترة به من الرئيس، مشيرة إلى أن نتنياهو عاد اليوم الثلاثاء إلى إسرائيل لمواجهة استحقاقات الداخل التي ترى أنها ليست في صالحه.
واعتبر التحليل أن نتنياهو تنتظره معارك داخلية قوية، إذ سيكون عليه التعاطي مع ما وصفتها بـ"اضطرابات" في ائتلافه الحكومي، خاصة بعد الانتقادات القوية التي وجهها الوزراء المتطرفون، وأبرزهم سموتريتش، الذي اعتبر موافقته على خطة غزة فشلا دبلوماسيا مدويا.
وأشارت الصحيفة إلى أن موافقة نتنياهو المترددة على خطة ترامب لإنهاء حرب غزة قد تمهد الطريق لإجراء انتخابات في أوائل عام 2026.
وأكدت هآرتس أن رئيس الوزراء بات في بؤرة مشاكل متزايدة داخل ائتلافه، فتأكيد خطة ترامب على عدم ضم الضفة الغربية، والتراجع عن تشجيع الفلسطينيين على الهجرة، فضلا عن ما يمكن اعتباره انسحابا شبه كامل من قطاع غزة، وفتح مسار نحو دولة فلسطينية، أمور ستجعل حل الائتلاف خيارا واقعيا.
وخلص التحليل إلى أن موافقة نتنياهو على النقاط السابقة تجعل الوزيرين بن غفير وبتسلئيل سموتريتش في وضع لا يمكنهما فيه تبرير استمرار وجودهما في الحكومة، وهو ما يرجح بقوة مغادرتهما وذهاب إسرائيل إلى الانتخابات في أوائل العام المقبل، باعتباره السيناريو الأقرب.
وأكد التحليل أن الخيار الوحيد الذي قد يسعف نتنياهو هو أن ترفض حماس الخطة، وهو ما يأمله بل يتمنى تحقيقه، متوقعا أن يستغله لمواصلة الحرب التي قد تؤدي إلى مقتل الرهائن، لكنها ستبقي بن غفير وسموتريتش إلى جانبه، وهذا هو الأهم بالنسبة لرئيس الحكومة.