اعتبر خبراء ومتابعون للشأن السياسي في الشرق الأوسط أن المرحلة الانتقالية في سوريا ستكون خاضعة للتوازن بين القوى الإقليمية والدولية، خاصةً روسيا، لضمان استقرار المعارضة وتجنب التصعيد العسكري.
وأشار الخبراء إلى "التكتيكات السياسية" التي تتبعها المعارضة، بما في ذلك تجنب استهداف روسيا واستثمار علاقاتها مع المجتمع الدولي لتحقيق مكاسب سياسية وعسكرية، مؤكدين أهمية دور التكنوقراط في المرحلة الانتقالية كجزء من مشروع وطني يشمل الجميع بشروط واضحة، دون إقصاء غير المتورطين في القضايا السياسية.
وقال الخبير العسكري والاستراتيجي، اللواء متقاعد، الدكتور هشام الحلبي في تصريحات لـ "إرم نيوز" إنه بعد نجاح المعارضة السورية في إسقاط الأسد فإنها لا تريد الاصطدام بأي قوى كبرى، خاصة روسيا، في ظل التبدلات الجارية.
وأضاف الحلبي أنه من الناحية العسكرية، فإن الاصطدام مع روسيا صعب في ضوء امتلاكها قاعدتين عسكريتين كبيرتين في اللاذقية وطرطوس، تضمان أسلحة متطورة قد تستخدمها في حال الخطر، وفق تعبيره.
أما من الناحية السياسية، فأشار الخبير العسكري أن هيئة تحرير الشام، تنتظر رفعها عن لوائح الإرهاب الدولي، في المرحلة الحالية، وروسيا دولة عضو في مجلس الأمن ولها ثقلها السياسي، وبالتالي فإن الضمانات المقدمة تصب في مصلحتها بالدرجة الأولى وفق تعبيره، مبيّناً أنه وفق معلومات غير رسمية، تدرس الولايات المتحدة وبموقف متسارع، رفع الهيئة من قوائم الإرهاب الدولي.
وأوضح الحلبي لـ "إرم نيوز" أن الأسلحة التي كان يمتلكها النظام السابق، روسية الصنع، وأصبحت تحت سيطرة الهيئة، وهذه الأسلحة مستقبلاً ستحتاج إلى قطع غيار وصيانة وهذا ما ستوفره روسيا بحسب قوله، مشيرا إلى أن خطاب زعيم الهيئة، أحمد الشرع، يؤشر إلى أنه لا يريد صدامات وهو متوافق مع الداخل والخارج، لكن ذلك يرتبط بالتغييرات والتطورات وهذا يحتاج إلى متابعة.
من جانبه، قال المحلل السياسي والاستراتيجي، عامر سبايلة، لـ "إرم نيوز" إن "استراتيجية المعارضة السورية كانت واضحة بتجنب استهداف روسيا، وبالتالي تحييد روسيا عن معادلة الصراع الداخلي في سوريا".
وتابغ أنه "بهذه الاستراتيجية استطاعت المعارضة أن تقفز إلى الداخل السوري بقوة، وهذا يعني أن العامل الروسي كان هو الوحيد القادر على تعطيل تقدم الطرف الآخر، وتقليل الخسائر على الطرف الآخر".
وأوضح الخبير لـ "إرم نيوز" أن تجميد روسيا لهذا الوضع جردها أيضاً من الحاجة إلى التدخل، وبالمقابل في المرحلة الثانية، تقديم ضمانات لروسيا في هذه المرحلة الحساسة وهي المرحلة الانتقالية، وهذا تكتيك واضح أن المعارضة ترغب في فرض نفوذها دون خلق أعداء قادرين على تهديد وجودها، وفق تعبيره.
وفيما يتعلق بالوزراء السابقين وإمكانية وجود دور لهم ضمن المرحلة القادمة، أشار سبايلة إلى أن دورهم سيقتصر على المرحلة الانتقالية من خلال أعمية دور التكنوقراط، وهذا يعني أن البعض سيبقى في بعض الملفات الشائكة، لكن على المدى البعيد سيكون تغيير هذه الحقبة مرتبط بتغيير شخصياتها.
وتابع قوله "أما مسألة إبقاء البعض فيندرج في سياق المشروع الوطني الذي لا يقصي أحدا حتى لو كان من حقبة النظام السابق، لكن بشروط دون أدنى شك، ستكون وفق تشكيلة التكنوقراط المميزين والمنخرطين في الدولة وغير المتورطين في الشؤون السياسية"، بحسب تعبيره.