سارة عيسى
شهدت سوريا تغييرات سريعة ومفاجئة، وضعت القوى الدولية، وخاصة روسيا، في موقف ترقب وحذر، حيث لم تصدر تصريحات رسمية تحدد توجهاتها تجاه التطورات الأخيرة.
وتشير آراء الخبراء إلى أن ما حدث خلال الساعات الأخيرة تجاوز التوقعات، مسجلاً نهاية الجهود الدبلوماسية ومحاولة منع التغيير بالقوة العسكرية.
وفي المقابل، يرى محللون أن سقوط النظام السابق كان نتاجاً لتلاحم الشعب السوري الذي فرض واقعاً جديداً، عنوانه "سوريا لكل السوريين".
وقال المحلل السياسي الروسي، حسام الدين السلوم، في تصريحات لـ "إرم نيوز"، إن وسائل الإعلام الروسية، كاملةً، رصدت التغييرات السريعة التي شهدتها سوريا، وحتى الآن لا يوجد بيان رسمي واضح من وزارة الخارجية الروسية أو من إدارة الرئيس الروسي في الكرملين، يعكس فعلياً توجهات الجانب الروسي للمرحلة المقبلة في سوريا.
وأضاف أن هناك تصريحات لبعض المسؤولين الروس من قبيل أن الوضع في سوريا مقلق، وبدأت التغييرات، لا أكثر ولا أقل، وهذا يعني أنه لا يوجد تصريح رسمي جدّي يمكن له أن يوضح طريقة تعامل الجانب الروسي مع التغييرات السريعة التي تشهدها سوريا، وفق تعبيره.
وأشار إلى أن وسائل الإعلام الروسية، بما في ذلك خلال نشراتها الإخبارية حاولت عرض الوضع في سوريا كما هو، بعيداً عن أي تصريحات رسمية حتى من قبل محللين روس، لذلك يمكن قراءة ذلك أن ما حصل في سوريا قد فاجأ الجانب الروسي إلى حدٍّ ما.
ولفت السلوم إلى أن روسيا تملك إمكانيات كبيرة في سوريا، ولديها أجهزة استخبارات قوية فيها، إلى جانب العديد من نقاط الارتكاز أيضاً، ولكن بالرغم من ذلك فإن الروس كانوا يتوقعون حدوث هذا الأمر، ولكن ربما خلال الأسبوع المقبل وليس خلال الفترة التي كانت تعقد فيها المباحثات في الدوحة.
وعندما تم الإعلان عن لقاء وزير الخارجية سيرغي لافروف ووزراء خارجية إيران وتركيا، في الدوحة وبمشاركة قطرية، ودولية وإقليمية، كان هناك قلق في روسيا من أن تكون تلك المباحثات هي الفرصة الأخيرة لمحاولة منع حدوث أي تغيير في سوريا بالقوة العسكرية.
وختم السلوم بقوله "الآن الكل في حالة ترقب ليعرف كيف ستتحرك المعطيات السياسية الإقليمية والدولية تجاه التغيير الحالي، وكيف سيكون الوضع على الأرض خلال الفترة القادمة، وبكل الحالات ما حدث كان تغييراً مفاجئاً وسريعاً وسيكون له تداعياته الإقليمية والدولية".
وحول مستقبل سوريا ما بعد بشار الأسد، قال الكاتب والمحلل السياسي، عزام محمد لـ "إرم نيوز"، إن تجنب إراقة الدماء وتلاحم الشعب السوري كانت لهما الكلمة الفصل، والشعب هو فعلياً من أسقط النظام السابق، على الرغم من أن السيناريو المطروح كان أنه تم بموجب اتفاقيات" وفق تعبيره.
وأضاف محمد أن "هذا النظام هو من أوصل نفسه إلى هذه الحالة وهو الذي كان قادراً على حل الأزمة منذ عامها الأول وتجنيب شعبه المعاناة، لكنه اختار قمع شعبه وبطشه ما أفرز واقعاً جديداً سيخلده التاريخ، سوريا لكل السوريين، وليست حكراً على عائلة بعينها، ولتجاوز المرحلة يجب أن يكون الوعي هو السائد لاستقرار الأوضاع وهذا ما نأمله" بحسب قوله.