"المرصد السوري": استهداف سيارة على طريق مطار حلب الدولي
في ظل تزايد الجهود الدولية لمواجهة التدفّق غير المشروع للأسلحة إلى الحوثيين، هددت الميليشيا اليمنية بتصعيد واسع النطاق في البحر الأحمر، حال عدم الغاء الإجراءات الجديدة لآلية الأمم المتحدة المخصصة لتفتيش السفن الواردة إلى الموانئ الخاضعة لسيطرتها.
وقال وزير الخارجية والمغتربين في حكومة الحوثيين غير المعترف بها دوليا، جمال عامر، إن إجراءات الآلية الأممية للتحقق والتفتيش "UNVIM" الجديدة في جيبوتي التي دخلت حيّز التنفيذ في الرابع من الشهر الجاري، "تشمل التفتيش المادي الكامل وفتح كل حاوية على حدة، وعدم السماح بمرور أي حاوية بدون وثائق مكتملة".
واعتبر في بيان نشرته وسائل إعلام الحوثيين أمس الثلاثاء، هذه الإجراءات الجديدة "تصعيدا خطيرا للحصار الخانق المفروض على اليمن، يزيد من تعقيد تدفق السلع الأساسية والمساعدات الإنسانية".
وأشار إلى أن تحوّل آلية التحقق والتفتيش إلى ما أسماها بـ"أداة تعقيد وإعاقة لتدفق البضائع الحيوية، هو تحريف خطير لدور الأمم المتحدة الإنساني، يقوّض الثقة في حياديتها وفاعليتها"، حسب قوله.
وطالب عامر، الأمين العام للأمم المتحدة، بإلغاء الآلية برمتها "لانتفاء الحاجة إليها وعدم خدمتها للغرض الذي أنشئت من أجله، والعودة الفورية إلى الإجراءات التيسيرية التي تخدم الهدف الإنساني الأصلي، بما يضمن تفويج الحاويات وفق الأولوية وتفتيشها بدون فتح كامل".
وأكد أن الإصرار على تطبيق هذه الإجراءات "القاسية في ظل الظروف الراهنة، لن يؤدي فقط إلى تفاقم الأزمة الإنسانية، بل ينذر بتصعيد غير محمود العواقب، يهدد الأمن والاستقرار في منطقة البحر الأحمر برمتها".
وأنشأت الأمم المتحدة في العام 2016، آليتها للتحقق والتفتيش بناء على طلب من الحكومة الشرعية، لضمان الامتثال لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216، بالنسبة للسفن المتجهة إلى الموانئ اليمنية الواقعة تحت سيطرة الحوثيين.
وبحسب تقرير سابق، أشار فريق الخبراء التابع لمجلس الأمن الدولي في اليمن، إلى رصد عمليات تهريب في يناير/ كانون الثاني من العام الماضي، لمكونات قذائف وصواريخ إيرانية الصنع، على متن مراكب شراعية، كانت في طريقها لميليشيا الحوثي عبر البحر، قبل أن تعترضها القوات الأمريكية.
ومنذ انخراط الحوثيين في التصعيد الإقليمي وبدء عملياتهم العسكرية العابرة للحدود، تمكنت القوات الدولية والمحلية من ضبط العديد من شحنات الأسلحة المهرّبة رغم خضوعها لآلية التفتيش الأممية في جيبوتي، قبل توجهها نحو موانئ الحديدة الواقعة تحت سيطرة الحوثيين.
ومنتصف الشهر الجاري، تمكنت قوات "المقاومة الوطنية" التابعة للحكومة الشرعية، من اعتراض سفينة خشبية كبيرة في مياه البحر الأحمر، تحمل على متنها أكبر شحنات الأسلحة الإيرانية المهرّبة للحوثيين، في عملية أمنية لاقت إشادات دولية واسعة.