ذكرت مصادر أن الاستخبارات التركية "احتلت" منزل قائد ما تسمى "المقاومة السورية في لواء إسكندرون" معراج أورال، المعروف أيضا باسم علي الكيالي، في منطقة "ضاحية تشرين" بمحافظة اللاذقية الساحلية.
وقالت مصادر إعلامية في المحافظة لـ"إرم نيوز" إن الاستخبارات التركية سيطرت على المنزل، ويقيم عناصرها فيه اليوم، وإنها تحاول معرفة أي معلومات عن أورال وعن مكان وجوده هو وعائلته.
أورال مطلوب للسلطات التركية حياً أو ميتاً، بحسب المصادر التي تؤكد أن تركيا عرضت جائزة بقيمة مليون دولار مقابل أي معلومات تؤدي للقبض على قائد المقاومة السورية في لواء إسكندرون، أو المساعدة على الوصول إلى أفراد عائلته.
وعقب سقوط نظام بشار الأسد مباشرة، في 8 ديسمبر/ كانون الثاني 2024، كشفت تقارير عن دخول قوات تركية إلى محافظة اللاذقية، وتثبيتها العديد من النقاط في شمالي المحافظة، وسط صمت رسمي بينما كتب فراس طلاس، نجل وزير الدفاع السوري السابق في عهد حافظ وبشار الأسد.
وللمقرب من الحكومة التركية، منشورا، عبر صفحته في "فيسبوك"، قال فيه: "بعد التدقيق مع عدة جهات تركية، فإن الدخول التركي في مناطق الساحل المحاذية للواء إسكندرون هي للبحث عن مجموعات معراج أورال (علي الكيالي) ".
وبرّر طلاس التوغل التركي، قائلًا: "تركيا تخشى - ومعها كل الحق - من توسع هذه الجبهة، وانضمام عناصر من نظام الأسد إليها، لذلك ضبط الحدود واجب وحق لهم في ظل الإدارة السورية الجديدة"، وفق منشوره.
هو الاسم الحركي لمعراج أورال، وهو قائد تركي علوي لما تسمى "الجبهة الشعبية لتحرير إسكندرون"، وهي مجموعة تقاتل لاستعادة "لواء إسكندرون" الذي ضمته تركيا وحوّلت اسمه إلى إقليم "هاتاي".
وينحدر أورال من لواء إسكندرون، الذي كان جزءاً من الأراضي السورية حتى ثلاثينيات القرن الماضي، ثم تم سلخه رسمياً في عام 1939 باتفاق مع فرنسا، الدولة المنتدبة لسوريا حينها.
لم يكن معراج أورال معروفاً قبل ثمانينيات القرن الماضي؛ إذ هرب من السلطات التركية بسبب اتهامه بأعمال ضد أمن الدولة التركية، فدخل محافظة اللاذقية السورية وأصبح قريباً من جميل الأسد، عم بشار الأسد، الأمر الذي مكّنه من التمتع بنفوذ وحرية في الحركة وحماية من أجهزة النظام السوري السابق.
بعد ذلك، اختفى اسم معراج أورال تماماً، في سوريا، عندما سافر خارج البلاد بعد منحه الجنسية السورية، وأصبح يحمل اسم "علي الكيالي"الذي سمح له بالسفر والتنقل في أكثر من بلد أوروبي. إلا أن اسمه عاد للظهور، مجدداً، مع بداية الاحتجاجات في سوريا عام 2011.
وعُرف أورال بصفته الأمين العام لجبهة "المقاومة السورية لتحرير لواء إسكندرون". مع العلم أن أفراد هذه المنظمة كانوا طرفاً أساسياً إلى جانب جيش النظام بقتال المعارضة السورية، وأغلب معاركها كانت ضد فصائل المعارضة السورية في شمال اللاذقية. وتتهمه الاستخبارات التركية بالوقوف خلف تفجيري الريحانية 2013، اللذين أوقعا 51 قتيلا.
أُصيب الكيالي بمعارك خاضها لصالح نظام الأسد، وتم الإعلان عن مقتله عام 2016، ثم تبين أن إعلان مقتله كان لعبة استخباراتية من نظام الأسد، لتأمين الرجل الملاحق من تركيا، وإبعاده عن وسائل الإعلام.
واليوم، تشير المصادر إلى أن الكيالي قد يكون في روسيا، برفقة من خرجوا من سوريا عقب سقوط النظام وهروب رئيسه، إذ اختفى عن الأنظار منذ ذلك الحين.