صحة غزة: الهجمات الإسرائيلية في الساعات الـ24 الماضية قتلت 68 شخصا وأصابت 362 آخرين
تباينت آراء الخبراء حول دلالات لقاء وفد محافظة السويداء مع السلطات السورية، التي باتت أقوى بعد ازدياد الاعتراف بها ورفع العقوبات.
والخميس، بحث الرئيس الانتقالي السوري أحمد الشرع مع وفد من ممثلين عن محافظة السويداء الأوضاع الأمنية والخدمية.
وبحسب الرئاسة السورية، أكد الشرع انفتاح دمشق على التوصل إلى حلول سياسية للأزمات العالقة كافة في المحافظة.
ويرى البعض أن اللقاء يمثل فرصة لكسر الجليد وبناء الثقة بين النظام والمعارضة، ويفتح الباب أمام حلول لأزمات مثل عودة اللاجئين وتحسين الأوضاع الاقتصادية، بينما يرى آخرون أنه جزء من استراتيجية الإدارة السورية لإعادة ترتيب أوراقها الداخلية في ظل المتغيرات الإقليمية.
وقال المحلل السياسي والناشط الحقوقي سليمان الكفيري، إن "الجميع ينتظر منذ ما لا يقل عن 6 أشهر اتخاذ إجراءات جدية في بناء الدولة، خاصة وأنها تمر بمرحلة صعبة".
وأضاف الكفيري لـ"إرم نيوز"، أن "رفع العقوبات قد يسمح بإلغاء الحواجز بين أطياف الشعب السوري، وبين الشعب والحكومة، كما أن هذا الرفع وغيره من القرارات قد يعيد سوريا إلى موقعها الحضاري والإنساني في المنطقة".
وأشار إلى أن "هذا اللقاء قد يُسهم في كسر الجليد ويفتح آفاقًا للحلول، من بينها عودة اللاجئين بشكل آمن".
وأردف الكفيري قائلًا: "من الطبيعي تفهُّم قلق الشعب السوري في السويداء تجاه مستقبل الدولة، لذلك فإن الجهود جارية لتحسين العلاقة مع الحكومة، بما يحقق السلم الأهلي ويبتعد عن سياسة الإقصاء".
ولفت إلى أن "الوفد الذي زار دمشق جاء كورقة من بين عدة أوراق تعمل عليها السويداء لبناء جسور الثقة بين الشعب السوري عموما، وبين السويداء والسلطة القائمة حاليا".
من جانبه، رأى مصدر قيادي مقرّب من أحد الألوية العسكرية في السويداء أن "توقيت اللقاء يشير إلى بداية تحوّل في النظرة الدولية تجاه الحكومة السورية، أو إلى قبول ضمني ببعض أدواره"، مشيرًا إلى أن ذلك يفتح الباب أمام ترتيبات داخلية جديدة، منها تهدئة الوضع في المناطق الساخنة مثل السويداء.
وأضاف المصدر لـ"إرم نيوز"، أن "هذا اللقاء يُعد خطوة استباقية لتخفيف الاحتقان ومنع تصاعد الحراك إلى مستوى أوسع أو أكثر تنظيما، معتبرا أن مجرد قبول الحكومة السورية بلقاء وفد من نشطاء المحافظة يُعد إقرارا منها بوجود مطالب جدية وفاعلة في الشارع تستحق الاستماع".
وأوضح أن "اللقاء يوفر أرضية مناسبة للحلول الجادة والاهتمام بالشأن الداخلي بدلًا من التركيز على التوترات الخارجية"، التي يعتبرها ظرفية وستنتهي، كما حدث مع توقف الضربات الإسرائيلية.
وأضاف أن "اللقاء، بشكل عام، كسر الجمود في العلاقة بين دمشق والسويداء، وأظهر رغبة الحكومة في الانفتاح على مطالب الداخل؛ ما يُحسّن صورته أمام داعميه وخصومه على حد سواء".
وخلص المصدر، إلى أن "زيارة وفد نشطاء السويداء في هذا التوقيت، بعد تخفيف الضغوط الخارجية، ليست مجرد خطوة محلية، بل محاولة لإعادة صياغة العلاقة مع الشارع، واستغلال لحظة دولية مواتية لتحسين الصورة السياسية، ومحاولة لتفكيك رمزية الحراك الشعبي من خلال الحوار الانتقائي".